من الترشح للكرة الذهبية إلى لاعب زجاجي .. هل انتهى نجولو كانتي؟

GOAL [1] 0 تعليق 2 ارسل طباعة تبليغ حذف

معظم النجوم في السماء لها ضوء ثابت، لكن العلماء لاحظوا وجود لبعض النجوم صغيرة جدًا في الحجم يتغير ضوؤها بشكل ملحوظ، فتارةً ترى ضوء قوي ساطع وتارةً أخرى لا ترى شيئًا كأنها لم تعد موجودة، لذلك أطلقوا عليها اسم النجوم المتغيرة.

الحال في عالم كرة القدم لا يختلف كثيرًا، وأصبح من المنطقي أن ترى لاعبًا انطفأ نجمه وعاد بين ليلة وضحاها، فتارةً يصبح محور حديث كوكب الأرض بأكمله وتارةً إلى مهمش تسمع اسمه بالصدفة. 

نجولو كانتي هو اللاعب الأقرب إلى هذا الوصف، فدينامو خط الوسط في السنوات الماضية أصبح واحدًا من الأفضل في مركزه بأوروبا والعالم، وقطعة لا يمكن الاستغناء عنها في صفوف تشيلسي بعد سنوات التألق بقميص ليستر ومعجزة البريميرليج.

لكن التفاوت في مسيرة اللاعب منذ ظهوره مع ليستر خلال موسم التتويج بلقب الدوري الإنجليزي التاريخي في 2016، ثم الانفجار العظيم مع أنطونيو كونتي في 2017 وترشحه للكرة الذهبية، إلى اختفائه الذي دام طويلًا مع ساري، ولامبارد وبداية توخيل يؤكد ما أحاول قوله في تلك السطور.

اختفاء

العامين الماضيين أتيا ببعض التغيرات لكانتي، بدأ الأمر مع قدوم الإيطالي ماوريتسيو ساري، الذي أراد تطويره هجوميًا وعدم الاكتفاء بإمكانياته الدفاعية لينصاع إلى خطته المثالية 4/3/3 وهو ما قد كان، وجعل منه لاعب وسط ثالث أكثر شمولًا، وإن كان التحول كان له أثرًا على الفرنسي.

رحل ساري وجاء فرانك لامبارد، والذي أعاد كانتي لمركزه الأصلي كلاعب ارتكاز، ولكن إغراء توظيفه بعيدًا عن الدائرة، أدى ذلك إلى تطوره هجوميًا وتحسنه أمام المرمى.

ثورة تشيلسي الذي عاشها في صيف 2018 على صعيد الانتقالات، ووجود جورجينيو جعل مركز كانتي ليس ثابتًا في ظل تجارب لامبارد، الذي في أواخر أيامه مع الفريق بدا أنّ مركز اللاعب وخصائصه ليست أساسية في فكره.

الأمر الذي لم يكن سهلًا على بطل العالم، محاولته للتأقلم والتناسب مع خطط كل مدرب أظهر بعض التشويش عليه وهكذا كانت بدايته مع توخيل.

ثم عودة

كتلك النجمة المتغيرة، ظهر كانتي من جديد تحت قيادة توخيل، الذي يعتمد على تشكيلة 3/5/2، وبدت أدواره شبيه لما كانت مع أنطونيو كونتي مع اختلاف الخصائص الهجومية التي يمنحها كلا المديرين الفنيين للاعبي وسط الملعب تحديدًا.

سطوع نجم كانتي ظهر واضحًا في مباراة مصيرية أمام ريال مدريد في نصف نهائي الدوري الأوروبي، اللاعب الفرنسي استطاع أن يتفوق على جميع لاعبي خط وسط النادي الملكي الذي يعتبر مصدر قوته ليعطي الأفضلية إلى فريقه لحسم مباراة الذهاب 1-1 في ملعب "سنتياجو بيرنابيو" ليحسم البلوز العودة بـ 2-0 ويصعد للنهائي ثم لاحقًا يتوج باللقب.

أعاد كانتي في تلك اللحظة للأذهان ذكريات تتويجه بلقب كأس العالم مع فرنسا وتألقه تحت كونتي، كأن الأعوام الماضية في التذبذب لم تكن.

أبراموفيتش يراقبك .. توخيل والخوف من سيناريو مورينيو وكونتي!

ثم اختفاء من جديد

مشكلة كانتي الأبرز في تلك الفترة الباهتة ما قبل توخيل هي تعاقب المدربين والمطالبة بأدوار مختلفة، فكلما تعوّد على ما يُطلب منه، لذا تجده مشوشًا لكن تلك المعضلة ربما كانت فقط البداية إلى أمر أكثر قلقًا.

كانتي يعاني منذ موسمين من أزمة إصابات تفاقمت مع بداية هذا الموسم، وكلما عاد اللاعب للمشاركة مع فريقه ينتكس ويغيب من جديد حتى فيروس كورونا لم يحرم جسده الصغير.

وبحسب ترانسفير ماركت فإن اللاعب الفرنسي عاني في العامين السابقين من 13 إصابة، غاب على إثرها عن المشاركة في 35 مباراة.

هل اختفى نجمه بلا عودة؟

باغتت كانتي منذ أيام انتكاسة جديدة بعد عودته من الإصابة في الركبة ومشاركة أمام وولفرهامبتون لمدة 45 دقيقة وهو الأمر الذي ندم عليه توخيل لاحقًا لأنه لم يستمع للكوادر الطبية.

الظروف التي يمر بها النجم الفرنسي ليست الأفضل على الاطلاق، فمن التأقلم أخيرًا إلى إصابات ستأثر على تأقلمه بالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار التي يتميز بها تشيلسي بفعل تغيير طريقة اللعب مرة أو التعاقد مع لاعبين جدد مرة أخرى أو تغيير المدرب مرة ثم مرة ثم مرة ثم مرة. 

لكن سيظل كانتي علامة من علامات الارتكاز في تاريخ كرة القدم، كما وصفه كلود ماكيليلي، أسطور المتتخب الفرنسي عن إذا كان كانتي هو أفضل لاعب بيأدي "أدوار ماكيليلي" نسبة إلى دور لاعب الارتكاز، ليرد: من المفترض أن تسمى "أدوار كانتي ليس ماكيليلي".

نجولو كانتي لم ينطفئ نجمه، ولكن مقارنة بما كان عليه يبدو أنه تغيير مقدار ما يضيئه مثل النجوم المتغيرة تمامًا تغير من بريقها على مدى السنوات لكنها لا تفق رونقها مهما حدث.

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

0 تعليق