أسفرت قرعة نهائيات كأس العالم 2022 عن نتائج مختلفة ومهام قد تبدو متوازنة للمنتخبات العربية الأربعة المشاركة في المونديال وإن كان بعضها سيخوض مهام أكثر تعقيداً من الآخر ولكنها ستكون في النهاية اختباراً مثيراً لمدى تطور كرة القدم العربية.

وأسفرت القرعة عن تواجد منتخب قطر مستضيف البطولة إلى جانب هولندا والسنغال والإكواردو بينما ستواجه السعودية في المجموعة الثالثة منتحبات الأرجنتين والمكسيك وبولندا.

وفي المجموعة الرابعة تواجدت تونس إلى جانب منتخبين أوربيين وهما فرنسا والدنمارك وكذلك سيكون معهم المنتخب الذي سيتأهل من ملحق كأس العالم ما بين الإمارات أو بيرو أو أستراليا، ووقعت المغرب في المجموعة السادسة إلى جانب بلجيكا وكرواتيا وكندا.

وربما يمكن القول بأن مهمة المنتخبات العربية لتخطي دور المجموعات لن تكون مهمة سهلة بأي حال من الأحوال، ولكن يُمكن لقطر استغلال عامل الأرض والجمهور في تحقيق الإنجاز في أول مشاركة لها في النهائيات.

قصص سبورت 360

وإن كان بطبيعة الحال فإن الفوارق الفنية الواضحة لصالح هولندا والسنغال في الوقت الحالي ستجعل فرص قطر أقل في عبور الدور التالي، ولكن ربما يأمل المنتخب القطري في أن تواصل المنتخبات الأفريقية فصولها بتحقيق نتائج سيئة عندما تكون التوقعات عالية لصالحهم، وأما المنتخب الإكوادوري فإنه من الممكن أن يكون في المتناول.

وأما فيما يتعلق بمنتخب السعودية فإنه على الورق سيواجه منتخبات لها تاريخ في البطولة مثل الأرجنتين والمكسيك وبولندا، ولكن لا ينبغي الانخداع بالأسماء في ظل تراجع مستويات وقوة منتخب المكسيك في الفترة الأخيرة وعدم اتسام منتخب بولندا بالنتائج الإيجابية بشكلٍ مستمر، على الرغم من الأسماء القوية التي يمتلكها مثل ليفاندوفسكي نجم بايرن ميونخ وزيلينسكي نجم نابولي وغيرهما.

ومن الصحيح عدم الإفراط في التفاؤل ولكن ربما تكون تلك المجموعة أفضل نسبياً من المجموعات الأخرى بطبيعة الحال “مثل مجموعة اليابان التي تتواجد رفقة ألمانيا وإسبانيا” أو حتى مجموعة المغرب.

وأما فيما يتعلق بالمنتخبات العربية الأفريقية المشاركة في مونديال قطر، فربما يكون منتخب تونس أفضل حالاً من المغرب بوقوعه في مجموعة أكثر توازناً تضم الدنمارك و فرنسا ومنتخب الملحق “إما الإمارات أو بيرو أو أستراليا”، ونظرياً فإن تونس سيكون لها فرص في التأهل في المواجهة المباشرة مع الدنمارك ولكنها تظل مهمة معقدة لأننا شاهدنا قوة الدنمارك في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الأخيرة والتي وصلت بها لنصف النهائي.

وتعتبر القرعة الأصعب من نصيب منتخب المغرب، والذي يملك مواهب وقدرات تُمكنه من لعب مباريات قوية بطبيعة الحال ولكنه سيصطدم بشراسة وفنيات منتخبي بلجيكا وكرواتيا واللذين تعج قائمتهما بالمواهب واللاعبين الكبار والمشاهير في شتى أنحاء فرق القارة العجوز “أوروبا”.

ولذا يُمكن إجمالاً القول بأن القرعة كانت متوازنة إلى حدٍ كبير بالنسبة للسعودية وبشكلٍ أقل بالنسبة لتونس وأكثر تعقيداً لمنتخب قطر والذي سيتواجد بمجموعته منتخبات تملك فرصاً كبيراة في لعب مونديال كبير مثل السنغال وهولندا، بينما ستكون قاسية نوعاً ما بالنسبة للمنتخب المغربي والذي سيكون عليه الفوز على كندا ثم انتظار تحقيق مفاجأة تاريخية بإقصاء إما بلجيكا أو كرواتيا..ولكن في الختام يُمكن القول بأن قرعة المنتخبات العربية الأربعة جاءت جيدة بشكلٍ عام، حيث كان بالإمكان أن يقعوا في مجموعات أكثر صعوبة.