انهيار نيمار .. كيف "قتل" والده والجمهور إنسانية ابن البرازيل!

GOAL [2] 0 تعليق 1 ارسل طباعة تبليغ حذف

"لا أعتقد أنني امتلك القوة الذهنية لممارسة كرة القدم مرة أخرى، كأس العالم 2022 قد يكون الأخير لي"

هذه العبارة لم تأت من لاعب كبير في السن وحقق كل الألقاب والإنجازات الممكنة، لا نتحدث هنا عن أسماء قد تعتزل بعد كأس العالم 2022 على الأقل دوليًا مثل كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي أو غيرهم من اللاعبين الكبار، لكنّ قائلها هو نيمار اللاعب الذي لم يتم بعد عامه الثلاثين.

من الممكن أن يهاجمه البعض ويسخر منه ويعتبره لاعب بلا قدرة على تحمل الضغوط ويسقط في فخ الانتقادات بسهولة وبالتالي فهو الملام الأول قبل أي شخص آخر، لكن لو نظرنا للأمر من جهة أخرى، فنيمار ضحية مثله مثل العديد من اللاعبين الذي دمرتهم كرة القدم.

هل يجب اعتبار نجوم كرة لقدم مجرد آلات تواجدت فقط لخدمة الجماهير وإسعادهم والحصول على أموالهم، أم هؤلاء بشر من لحم ودم.

ظاهر الـ dehumanization

الـ dehumanization تعني التجريد من الإنسانية، أو اعتبار الشخص الذي نتعامل معه هو مجرد أيقونة أو أسطورة لا روح فيها ولا مشاعر.

هذه الظاهرة يشعر بها المشاهير دونًا عن غيرهم، سواء في كرة القدم أو في فنون أخرى، وعبّر عنّها الممثل الأمريكي راسل كرو حينما وصف هوليوود بأنّها "المكان الذي يمنحك راتبًا مرتفعًا ويعاملك مثل الحثالة".

نجوم كرة القدم أو الرياضة عمومًا يشعرون بالأمر ذاته، الجمهور يظن أنّهم آلات، فإنّ تفوقوا في اللعبة فهذا يعني تفوقهم في كل شيء آخر وإن أخفقوا فهم فاشلون في كل شيء آخر، وهكذا.

لا يمانع الجمهور أن يطلق صافرات الاستهجان على اللاعبين، بل حتى يصل الأمر إلى الدعوة على أطفال وزوجة جاكا بالإصابة بالسرطان، وحينما غضب اللاعب سُحبت منه شارة القيادة. الجمهور دائمًا على حق!

هذه الفكرة هي ما تسببت في انتشار العنصرية في كرة القدم، فالجمهور يحق له ما يحق له والتعصب لأمر بسيط يكبر مع الوقت حتى تصل السخرية والهجوم إلى انتقاد العرق واللون والدين وحتى السخرية من حادث وفاة سالا.

الكل يبدأ بتجريد اللاعبين من كونهم بشرًا والتعامل معهم كمشاهير يتقبلون أي شيء ولا يجب عليهم الرد وأي تكاسل أو تراجع في المستوى يعني أنهم فشلة غير قادرون على تحمل الضغوط.

نيمار ضحية أبيه

Neymar Snr, October 1 2014

هذه هي الفكرة العامة، لكن لو وصلنا لنيمار تحديدًا فيجب أن نسأل، لماذا يقرر لاعب أن تكون بطولة كأس العالم التي سوف يخوضها بعمر 30 عامًا وعدة أشهر فقط أن تكون الأخيرة له؟ لماذا يخرج ويقول سئمت من كرة القدم؟

نيمار مثله مثل العديد من نجوم البرازيل لم يتعامل معه أحد على أنّه إنسان ولكن وسيلة لدر الدخل فقط، فمنذ أن كان طفلًا لم يفكر والده سوى في شيء واحد، كيف أتربح أكبر قدر ممكن من المال من موهبته؟!

هكذا بدأت الرحلة بعد الوصول لأكاديمية سانتوس، عقود رعاية وتوقيع مع وكلاء أعمال ومحاولة فعل كل شيء لرفع القيمة السوقية والتسويقية لنيمار، ليجد اللاعب نفسه قبل أن يبلغ الحلم نجمًا منتظرًا.

— جول العربي - Goal (@GoalAR)

ومن سانتوس إلى برشلونة بصفقة حتى الآن لا يعرف أحد قيمتها الحقيقة التي توزعت بين سانتوس وشركات الرعاية وبالطبع والده، بجانب الراتب، حتى أنّ بعض التسريبات أكدت أن والد نيمار حصل على عمولات من النادي الكتالوني بين 2013 و2017 أكثر مما جنى ليونيل ميسي نفسه خلال المدة ذاتها!

ولم يتوقف والد نيمار عند هذا الحد، بل قرر نقل اللاعب إلى باريس سان جيرمان للمزيد من الأموال وهنا أصبح اللاعب مكروهًا في برشلونة وتعامل معه جمهور الكرة على أنّه باحث فقط عن الأموال، وبالتالي أصبح استهدافه والسخرية منه ثم التشفي في إصابته حق مشروع لكل الجماهير.

الضغوط هنا وهناك والمطلوب من اللاعب الصبر والتحمل وتجاوز كل ذلك، لكن القدرة على التحمل تختلف بين شخص وآخر والانهيار يحدث عاجلًا قبل آجل، ووقتها لن يرحمه أحد.

ولنا في راداميل فالكاو عبرة، فاللاعب حينما كان صغيرًا ويحلم بأن يكون نجمًا كبيرًا وقّع على عقد احتكار مع وكيل أعماله خورخي مينديش للتواجد في بورتو، ولأن وكيل الأعمال لا يهتم سوى بجني أكبر قدر ممكن من الأموال فقد تسبب في رحيل النمر الكولومبي من أتلتيكو مدريد إلى موناكو في 2013، لماذا موناكو؟ للحصول على أكبر قدر من العمولة.

يحدث هذا وذاك بين الحين والآخر، واللاعب يبقى ضحية لكن في أعين الجمهور ظالمًا أو متخاذلًا أو لاهثًا وراء الأموال أو غيرها من الصفات!

نحو دعم نجوم كرة القدم

أثناء التفكير فيما يتقاضاه كل لاعب، والمبالغ التي يحققها هنا وهناك، فنحن لا نرى الحقيقة كاملة، لا نعرف ما الذي يفعله ميسي في وقت فراغه وما الذي يشغل تفكير كريستيانو رونالدو، لا نرى حياة نيمار خارج كرة القدم ولا نعرف اهتماماته الحقيقية، وربما حتى لم يسأله أحد في يوم من الأيام عما يرغب.

كل هؤلاء اللاعبين بشر، لهم طاقة احتمال ومعيار للنجاح، فربما في سن صغير اعتقدوا أنّ الشهرة والأموال والجوائز تكفي لإرضاء طموحهم، لكن بعد فترة يعرفون بأنّ السعادة الحقيقية في أمور أخرى.

كل هذه الجوانب الحقيقية في لاعبي كرة القدم لا يراها الجمهور، فهم يفعلون كما هوليوود "يمنحون الرواتب العالية ويعاملونك كالحثالة"!

اقرأ أيضًا:-

خاص | نيمار: أعتقد أن كأس العالم 2022 ستكون الأخيرة لي!

قدم ميسي اليسرى ورونالدو اليمنى وعقلية من؟ .. لهذا لن تحصل على الكرة الذهبية أبدًا يا نيمار!

.

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

إخترنا لك

0 تعليق