ساعتان حبس الجميع في المملكة السعودية أنفاسه، واتجهت أنظار الوطن العربي إلى العاصمة "الرياض"، ورغم أن أوروبا حافلة بمباريات دوري الأبطال إلا أن ديربي الرياض كان له الكلمة العليا، فلمَ لا وهو لقاء القرن؟
ثلاثة أهداف في شباك مرسول بارك، ثنائية للهلال، وهدف واحد للنصر، في نصف النهائي، قادت الزعيم إلى نهائي دوري أبطال آسيا، ليلتقي بأحد فريق كوريا الجنوبية؛ إما ولسان هيونداي أو بوهانج ستيلرز، في 23 من نوفمبر المقبل.
قد تكون البداية كانت مملة بعض الشيء من كلا الفريقين، لكن مع مرور الوقت زادت الإثارة أكثر وأكثر، خاصةً مع عودة العالمي وهو يلعب بعشرة لاعبين فقط منذ بداية الشوط الثاني، ليدرك التعادل.
الجندي المجهول ونقطة الضعف الأبرز:
لا يمكننا إلا أن نرفع القبعة للبرتغالي بيدرو إيمانويل؛ المدير الفني للعالمي، الذي جعلنا نستمتع بالديربي رغم أن فريقه طُرد منه اللاعب علي لاجامي قبل نهاية الشوط الأول.
أدار بيدرو المباراة بأفضل صورة ممكنة مع الوضع الحالي للعالمي، فلم يكن بالإمكان أفضل مما كان، مع وجود النقص العددي، وتراجع أداء المغربي عبد الرزاق حمد الله، ووجود نقص في بعض المراكز مع الإدارة غير الجيدة للميركاتو الصيفي الماضي.
لكن هناك آخر نريد أن نرفع له القبعة ألا وهو عبد المجيد الصليهم؛ لاعب وسط العالمي، الذي كان كالجندي المجهول في وسط الملعب، يمر يوصل الخطوط ببعضها، يصل الكرة بسهولة من الدفاع للهجوم، كل ذلك بسلاسة كبيرة، ووصلت دقة تمريراته إلى 93.5%، كأفضل ثاني لاعب بفريقه في التمرير بعد علي الحسن، الذي شارك لمدة 11 دقيقة فقط، ليحقق نسبة 100% في دقة التمرير.
أما بالحديث على أبرز نقطة ضعف في المباراة فهي دفاع العالمي، الذي شوه أداء الفريق، إذ يعتمد على الدفاع المتأخر، مما يترك فجوة كبيرة بين خط الدفاع والوسط.
أخطر ما أضر العالمي في هذه المباراة هي أطرافه، التي كان من السهل اختراقها أكثر من مرة بانطلاقات موسى ماريجا، الذي لولا إصابته وخروجه مع بداية الشوط الثاني، لربما زادت الحصيلة التهديفية للهلال.
كان يعلم الجميع في الميركاتو الصيفي الماضي أنه من الضروري التعاقد مع حارس مرمى بعد رحيل برادلي جونز وظهير أيسر مميز، حتى بدلًا من الاعتماد على عبد الرزاق حمد الله وفينسنت أبو بكر سويًا إلا مجلس إدارة النصر والجهاز الفني وقتها، والآن بيدرو إيمانويل والفريق يدفعان فاتورة هذا التقصير!
ذكاء لاعبي الهلال ولقطة واحدة تكفي:
تحدث الجميع سابقًا وسيتحدثون اليوم بما يكفي عن البرتغالي ليوناردو جارديم؛ المدير الفني للهلال، وإلى أي مدى هو مدرب لا يليق بالزعيم، لذلك سنختصر في هذه النقطة، وسنكتفي بالإشادة بلاعبي الزعيم، الذين خاضوا المباراة بذكاء كبير للغاية يُحسدون عليه..
أبرز ما فعله لاعبو الأزرق في هذه المباراة هو تقسيم المجهود البدني، للتغلب على العشوائية الفنية، فوجدنا اللاعبين يزداد رتمهم في بعض الفترات ويتراجعون في فترات أخرى، أحيانًا يتركون السيطرة للعالمي، ثم يعودون بهجمات خطيرة، بإمكانها أن تنال من عزيمة لاعبي النصر.
حماس في الشوط الأول، جاء معه هدف في الدقيقة 17، ثم تراجع إلى حد ما، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، التي كانت تفلح في اختراق دفاع النصر بسهولة كبيرة، ثم تراجع وعودة، وهكذا حتى تحقق الهدف.
وإذا أردت أن تعرف إلى أي مدى يتمتع لاعبو الزعيم بذكاء كبير، عليك بمراجعة هجمتي الهدفين..
في الهدف الأول، محمد البريك في الجهة اليمنى، أمامه بالقرب من منطقة الجزاء ماريجا وبافيتمبي جوميس، الأخير محاصر بثلاثية لاعبين من العالمي، ليستلم الكرة بشكل سريع وعلى الفور يمررها للخالي تمامًا من الرقابة ماريجا، لينطلق ويضعها في الشباك، فكانت لقطة واحدة كافية لجوميس، ليغطي على تراجعه الفني، ويجعل الجماهير تذكره في هذه المباراة التاريخية.
أما في الهدف الثاني، فرغم أن سالم الدوسري تحول للعب في الجهة اليمنى، التي لا يفضلها، واضطراريًا لإصابة ماريجا، كانت لقطة واحدة فقط أيضًا كافية له، للتغطية على تراجعه الفني مع عودته للإصابة ومع لعبه في مركز غير مركزه، فانطلق وراوغ على حدود المنطقة ثم سدد قوية في الشباك.
تمثيل حمد الله لم يفلح:
المغربي عبد الرزاق حمد الله؛ مهاجم النصر، والذي يعد أدائه في هذه المباراة علامة استفهام كبيرة، وإن كان هو انعكاس لكل ما يحدث منه وله في الفترة الأخيرة، لذلك لن نتعجب كثيرًا مما قدمه.
لكن كان لحمد الله حيلته للتغلب على تراجعه الفني، فبدلًا من أن يركز كيف يصل للمرمى ويتغلب على غفلته، كان كل تفكيره كيفية التحايل على حكم المباراة، للحصول على خطأ مع كل لعبة.
4 أخطاء تحصل عليها المغربي في المباراة، وربما لم يفلح في التحايل على حكم في أخطاء أخرى، لم تُحتسب له..
يظهر جليًا تمثيل حمد الله للحصول على أخطاء لصالحه في لقطتيه مع ماتيوس بيريرا وعلي البليهي، لكن في الأخير لم يفلح العالمي في التسجيل من الركلات الحرة التي تحصل عليها المغربي، فكان تمثيلًا سلبيًا، لو أنه استغل هذه الطاقة لبذل مجهود أكبر داخل منطقة الجزاء، لربما تغيرت النتيجة!
اقرأ أيضًا..
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق