لويس كاسترو .. أمنت أسرتك ونسيت "هم" النصر"!

أخيرًا، كُسر نحس النصر السعودي، الذي يلازمه في الأسابيع الأخيرة، منذ أن توج بطلًا لكأس الملك سلمان للأندية الأبطال 2023م، فبعد هزيمتين في دوري روشن، حصد اليوم بطاقة التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا، بالفوز أمام شباب الأهلي الإماراتي في مباراة الدور التمهيدي 4-2.

إذا كانت من الفئة التي تناصر مقولة "إذا أردت الاستمتاع فاذهب للسيرك"، فحديثنا ليس لك، أما إن كنت من الفئة التي تعيش اللحظة وتريد الاحتفال بالصعود للبطولة القارية، فالحق أيضًا بالفئة السابقة.

أما إن كنت شخصًا واقعيًا، فهنا مكانك، فتجميل الصورة ليس من صالح النصر نفسه وإلا ستحتفل الليلة بالصعود للنهائيات، وفي الغد القريب ستأتي للبكاء على وداع العالمي المبكر للبطولات..

تأمين أسرتك أنساك هم النصر!

القاصي والداني، والمتابع الجيد، والمتابع عن بعض، وكل من مر على دقيقة واحدة فقط من أي مباراة للعالمي في الموسم الجاري، يدرك تمامًا أن الفريق يعاني من أزمة دفاعية كبرى، على المستوى الفردي والجماعي.

يمكنك أن تشكك في قدرات ثنائي قلب الدفاع عبد الإله العمري ومحمد آل فتيل، والظهيرين جيسلان كونان وسلطان الغنام، لكن الأزمة ليست فردية.

كرة القدم لعبة جماعية؟، هي كذلك بالفعل، لكن في أي فريق آخر بخلاف النصر، الذي ظهر في وضع مزرٍ في لقطة هدف التعادل لشباب الأهلي تحديدًا، وكيف لخمسة لاعبين داخل منطقة الجزاء بخلاف الحارس، لم يتمكنوا من التفوق على ثلاثة لاعبين.

أكثر ما عاب النصر أيضًا في الموسم الجاري وليس في لقاء الليلة فقط هو غياب الضغط، حامل الكرة عليه أن يتعامل وحيدة مع أصنام متحجرة في أماكنها، لا تتحرك إلا إذا وصلت الكرة لأقدامها، وحتى والكرة مع الخصم، من يتقدم للضغط لاستخلاص الكرة، لا يجد من يغطي مكانه من خلفه، وهو ما ظهر أيضًا في هدف شباب الأهلي الأول.

لكن ماذا فعل المسؤولون وكاسترو؟..

الإدارة بكل أريحية استغنت قبل بداية الموسم عن المدافع الإسباني الرائع ألفارو جونزاليس دون إيجاد بديل، وحاليًا لا توجد تحركات "جدية" لتدعيم هذا المركز، وكان النصر اكتفى ببطولة كأس الملك سلمان للأندية الأبطال، التي توج بها مطلع الشهر الجاري، أما بقية البطولات، فلا بأس بخسارتها!

أما كاسترو فيقف كالمتفرج، ويبدو أنه اكتفى بتأمين مستقبل أسرته براتبه مع العالمي، وأصبح لا يبالي بعيوب الفريق ونتائجه..

"ما مدى تقديرك لفرص العمل؟، ماذا ستفعل؟، ستفكر فيها أم ستتركها جانبًا؟، يعتمد الأمر على بعض الظروف صحيح؟، بالضبط يعتمد!، مثل أي شخص موجود حاليًا في هذه القاعة، كلكم دون أي استثناء، نحن لا يمكن أن نكون منافقين، جميعكم تبحثون عن الأفضل لحياتكم، جميعكم تبحثون عن ذلك لأجل أبنائكم، هذه أكبر مسؤوليتنا في الحياة، من هم؟!، إنهم أبناؤنا!، هم لم يطلبوا منا المجيء للدنيا، أنتم من أردتم ذلك"، هكذا رد كاسترو منفعلًا على أحد الصحفيين البرازيليين، وقتما سأله عن مغادرة بوتافوجو من أجل أموال السعودية قبل أن يوقع للنصر رسميًا.

صدق البرتغالي، فتأمين الأسرة هو هدفه الأول، أما تأمين دفاعات العالمي، فليس من ضمن اهتماماته حاليًا!

تعلم من "الصاعد حديثًا"!

النصراويون طوال الموسم الماضي "طقطقوا" على الأهلي، بحكم منافسته في دوري يلو للدرجة الأولى، لكن الآن نقول لهم تعلموا منه..

الراقي مع اعترافنا بحاجته لدعم مركز أكثر في ظل العيوب الكثيرة في خطوطه طوال الموسم الماضي إلا أن صفقاته الموسم الجاري أتت متنوعة ما بين الدفاع والهجوم والوسط، فتعاقد مع الحارس إدوارد ميندي، ومع المدافعين روجير إيبانيز وداميرال وبسام الحريجي، وفي الوسط ضم فرانك كيسييه وعبد الله عطيف، على الأطراف تعاقد مع فهد الرشيدي، سميحان النابت، رياض محرز، آلان سانت ماكسيمين، وفي الهجوم جاء روبرتو فيرمينو.

أما العالمي فاكتفى بخمس صفقات، أغلبها لصالح الهجوم؛ من ساديو ماني، أوتافيو، وثنائي الوسط سيكو فوفانا ومارسيلو بروزوفيتش، والظهير الوحيد أليكس تيليس.

الميركاتو في السعودية أمام 15 يومًا فقط ويغلق أبوابه، وبالأمس أعلن بشكتاش التركي إيقاف مفاوضاته مع الصخرة الإسباني سيرخيو راموس، فهل يتحرك النصر نحوه بجدية؟

محليون "محلك سر"!

قالوا: "زيادة عدد الأجانب في الدوري السعودي يرفع من جودة اللاعب المحلي"، صدقوا، فقد حدث ذلك بالفعل في الهلال، الذي وإن غاب كافة نجومه، فالعنصر المحلي به قادر على قيادته نحو منصات التتويج، وهو ما حدث الموسم الماضي بالوصول لنهائي كأس العالم للأندية المغرب 2022م.

أما في النصر فالعنصر المحلي "محلك سر"، يمكن أن يبرز أحدهم لفترة ثم يتراجع بشكل كبير، كما حدث مع الحارس نواف العقيدي والظهير سلطان الغنام، وكذلك قلب الدفاع عبد الإله العمري، وغيرهم.

غياب لاعب أجنبي واحد في العالمي يعني تذبذب مستوى الفريق فنيًا، فعلى سبيل المثال لا الحصر، غاب الثنائي أليكس تيليس وسيكو فوفانا الليلة، فظهرت الثغرات في الدفاع ووسط الملعب.

يبدو أن العالمي في حاجة لزيادة عدد الأجانب لـ11 وليس ثمانية فقط!