برشلونة وإنتر | أما آن لتشافي أن يثبت نفسه أوروبيًا؟!

خرج نادي برشلونة الإسباني بخفي حنين من مواجهة نادي إنتر الإيطالي في قمة الجولة الرابعة من منافسات دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا 2022-23، بعد أن تعادل معه بنتيجة 3-3 في المباراة التي أقيمت على ملعب "سبوتيفاي كامب نو".

برشلونة كان يحتاج إلى الفوز بشدة من أجل تجنب الدخول في حسابات معقدة من أجل التأهل إلى دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا.

لكن التعادل الذي حققه الفريق الكتالوني بشق الأنفس أمام "النيراتزوري" وضع برشلونة في وضع صعب للغاية، حيث يحتاج إلى الفوز في الجولتين المقبلتين مع خسارة إنتر أو تعادله في المباراتين القادمتين لضمان التأهل إلى الدور ثمن النهائي.

وضع برشلونة المعقد في المجموعة الثالثة، التي تضم أيضًا فريقي بايرن ميونخ الألماني وفيكتوريا بلزن التشيكي، جعله النادي الكتالوني أقرب إلى العودة من جديد إلى بطولة الدوري الأوروبي.

طرق مستمر

برشلونة قدم أداءً جيدًا للغاية هجوميًا خلال شوط المباراة الأول، وضغط بكافة خطوطه على إنتر المتراجع منذ بداية اللقاء بحثًا عن نقطة التعادل.

أندريه أونانا حارس إنتر عمد إلى إهدار الوقت منذ الدقيقة الأولى في المباراة، عبر التأخير بشكل متكرر في تنفيذ ضربات المرمى، وهي ملاحظة يمكن أن تدل بطريقة أو بأخرى على تفكير سيموني إنزاجي مدرب "النيراتزوري" قبل المباراة.

برشلونة طرق باستمرار على دفاع إنتر خلال الشوط الأول، رغم محاولات النادي الإيطالي الخطيرة باستخدام سلاح الهجمات المرتدة، والتي كادت تسفر عن هدف عبر البوسني إدين دجيكو في منتصف الشوط لولا أن تسديدته ارتطمت في العارضة ثم على الجانب الخاطئ من خط المرمى.

النادي الكتالوني، وباستغلال مهارة البرازيلي رافينيا في المقام الأول، نجح في الخروج متقدمًا بهدف من الشوط الأول بعد كرة استغلها عثمان ديمبيلي بنجاح في الدقيقة 40، لينفجر ملعب "سبوتيفاي كامب نو" بهتاف جماهير برشلونة.

دفاع هش!

على الجانب الآخر، فإن إنتر قرر دخول الشوط الثاني بشكل مغاير تمامًا، ربما فاجئ تشافي هيرنانديز مدرب برشلونة، الذي لم يتخيل أن النادي الإيطالي سيهاجم بضراوة بحثًا عن التعادل.

هجوم إنتر المفاجئ أربك برشلونة ودفاعاته لدرجة أن جيرارد بيكيه ارتكب خطأً ساذجًا للغاية في الرقابة تسبب في تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 50 عن طريق نيكولو باريلا.

استمرار إنتر في الضغط على برشلونة أسفر عن هدف آخر في الدقيقة 63 عن طريق لاوتارو مارتينيز، الذي راوغ إريك جارسيا بمنتهى الأريحية وسدد كرة لا تصد نحو مرمى مارك أندريه تير شتيجن.

الغريب، أن برشلونة وبعد التأخر في النتيجة، تمكن من التعادل في الدقيقة 82 عن طريق روبرت ليفاندوفسكي، وبينما كان يبحث النادي الكتالوني عن التعادل، ارتكب الدفاع خطأً جديدًا لا يغتفر في هجمة مرتدة للنادي الإيطالي، أسفر عن الهدف الثالث الذي سجله الألماني روبن جوسينيس في الدقيقة 89.

دفاع برشلونة الهش تسبب في أزمة كبرى للفريق في وقت حرج للغاية من الموسم، وقبل أيام قليلة من مواجهة ريال مدريد في الكلاسيكو يوم الأحد المقبل على ملعب "سانتياجو برنابيو".

برشلونة أصبح في موقف محرج للغاية على الصعيد الأوروبي، واقترب من جديد للعودة إلى بطولة الدوري الأوروبي، وفقدان دفعة اقتصادية هامة بالحصول على دخل جيد مقابل التأهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.

أما آن لتشافي أن يثبت نفسه أوروبيًا؟!

جمهور برشلونة كان يعقد الآمال على تشافي لانتشال الفريق من خيبة الأمل الأوروبية التي لازمت الفريق موسمًا تلو الآخر، خاصة مع غياب التتويج ببطولة قارية منذ عام 2015.

تشافي تسلم برشلونة في منتصف دور المجموعات في الموسم الماضي من دوري أبطال أوروبا، والجمهور سامحه على الخروج بالنظر إلى الوضعية الصعبة التي كان يعاني منها الفريق قبل وصوله.

وحتى في الدوري الأوروبي، حين كان جمهور برشلونة يتمنى التتويج بالبطولة، ودع النادي الكتالوني البطولة بطريقة غريبة أمام آينتراخت فرانكفورت الألماني من الدور ربع النهائي، بعد فضيحة مدوية اهتزت لها جنبات ملعب "كامب نو".

لكن ما يحدث في الموسم الحالي هو تراجع غير مبرر على الصعيد الأوروبي، خاصة وأن تأهل برشلونة عن هذه المجموعة كان ممكنًا للغاية، في حالة الفوز على إنتر في "كامب نو".

لكن تشافي مرة أخرى يخفق على الصعيد الأوروبي، وبرشلونة رغم تقديم أداء جيد معه على المستوى المحلي، إلا أن الفريق يظهر بصورة هشة للغاية أوروبيًا، وهو أمر غريب بالنظر إلى أن إنتر ليس في أفضل أحواله.

الآن، على برشلونة أن ينتظر هدية غير متوقعة من فيكتوريا بلزن بتعطيل إنتر، وأن يلعب بايرن ميونخ بكل قوته أمام النادي الإيطالي، من أجل خطف بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي.