الحديث لا ينقطع طوال الأسابيع الماضية منذ بداية الموسم حول فشل يورجن كلوب في إدارة فريقه، ليفربول يظهر في كل المنافسات بصورة سيئة ومتواضعة لا تمت لما قدمه الألماني في السنوات السابقة بصلة.
وعلى الرغم من الفوز على نابولي بنتيجة 2-0، إلا أن المشاكل لا تزال قائمة بكل تأكيد، فالانتصار معنوي في الأساس ولا يؤثر في الوضع الفني بأي صورة.
وبالتالي نحاول معرفة الأسباب وربما نجد الحل في طريقنا نحو فهم ما حدث في ليفربول، فنحن أمام تجربة استثنائية في كل شيء، في صناعتها ويبدو أنها ستكون كذلك في مرحلة الانهيار.
الحديث عن فشل ليفربول فتح الباب أمام النقاش حول استمرار كلوب في الإدارة أو رحيله، وهي النقطة العاطفية التي لا يحاول عشاق الريدز التطرق إليها لأنهم يخافون من وضع الإجابة.
بداية السقوط
قبل بداية الموسم الماضي، كنت أرى أن ليفربول سوف يفشل في كل الاتجاهات مبكرًا وأنه لن ينافس على أي بطولة، لأن الفريق لم يغير جلده ولم يتعاقد مع الأسماء المطلوبة ولم يتخلص من أنصاف اللاعبين المتواجدين في بعض المراكز.
لكنني تفاجأت من العروض التي يقدمها فريق المدرب كلوب، واستمرارية عدم الهزيمة التي سار عليها الريدز لفترة مهمة من الموسم، بل ووجدنا ليفربول ينافس على تحقيق رباعية تاريخية.
Getty Images
الفريق الأحمر نافس مانشستر سيتي حتى الجولة الأخيرة من بطولة الدوري وكان قريبًا للغاية من تحقيق لقبًا دراميًا، لكنه خسره في الدقائق الأخيرة بفضل عودة لاعبي بيب جوارديولا.
وبالطبع نتذكر سويًا الفشل المدوي أمام ريال مدريد في نهائي دوري الأبطال، وعجز الجميع عن التسجيل في مرمى الحارس تيبو كورتوا.
نهاية كانت مأساوية بكل تأكيد، وبالتالي ظننت أن كلوب سيقوم بفعل ما لم يفعله في السابق، توقعت أنه سيغير جلد الفريق والتخلص من العناصر المتواضعة لصالح من هم أفضل جودة.
ظننت أن ليفربول سيتحول من مرحلة "Underdog" إلى البطل الذي ينافس على كل الألقاب ويحاول أن يكون الأول في كل بطولة يشارك فيها.
لكن اصطدمت بالواقع، وعرفت أن هذا المخطط ليس من أولويات الألماني، حيث خرج ساديو ماني وتم تعويضه بداروين نونيز، وهكذا انتهت القصة، نعم هناك بعض التعاقدات الأخرى، لكن هذا كان أهم تعاقد لأفضل صفقة سوف تدخل في التشكيل الأساسي.
Getty
لكن هندرسون وميلنر وكيتا وتشامبرلين مستمرون في خط الوسط بشكل طبيعي، ولم يتعاقد كلوب مع صانع ألعاب جديد، لم يطور المنظومة، فقط اكتفى بسد الخانة.
الوضع خرج عن السيطرة
مع بداية الموسم، علمنا أن ليفربول لن يطور من جودة عناصر الفريق، وبالتالي سنعمل بالمتاح ونحقق به أفضل ما يمكن، وهذا ما عودنا عليه يورجن كلوب.
نقطة تميز المدرب الألماني هي تطوره مع الأحداث وفهم عناصره ومستويات لاعبيه، وبالتالي يصنع المنظومة التي تخرج أفضل ما فيهم.
ويمكننا معرفة ذلك من قرار كلوب بالاستغناء بصورة كبيرة عن خط الوسط في عملية الخروج بالكرة، وتفضيل التدرج بها من خلال آرلنود وروبرتسون.
PAUL ELLIS / Colaborador
ويمكننا معرفة ذلك أيضًا من صناعة مركز جديد لهارفي إليوت ووضعه في سياق مناسب يتيح له إخراج أفضل ما لديه، وهنا نحن نفهم أن كلوب ليس متمسكًا بأفكاره لدرجة الجنون مثل البعض.
فهو لا يكابر ولا يتذمر، بل يحاول إيجاد كل السبل المتاحة لتحقيق أفضل شكل، وهذا ما جعل الألماني معشوقًا لدى الكل.
لكن في الموسم الحالي، فشل يورجن في تحقيق أي منظومة تساعد لاعبيه على إخراج أفضل ما لديهم، البداية كانت بإعطاء محمد صلاح العديد من الأدوار المتعلقة بصناعة اللعب وإبعاده عن التواجد في المراحل الأخيرة من الملعب.
واستكمل الأمر بالإصرار لمدة زمنية ليست قصيرة باللعب بثلاثي في منتصف الملعب، علمًا بأن جودة الريدز في هذا المكان سيئة للغاية.
ثم مع التحول إلى ثنائي في نصف الملعب عادت مشكلة الدفاع أمام كلوب، حيث أن خطة 4-2-3-1 لا تطبق بشكله المتعارف عليه، بل تظلم خط الدفاع بسبب زيادة آرنولد وروبرتسون الهائلة وعدم توافر عدد كافي للتغطية.
وبالتالي خرجنا من مشكلة إلى مشكلة، وحتى الآن لم يجد ليفربول الحل، وذلك لأنه دخل الموسم دون الجودة الطبيعية.
فتخيل معي ما سيحدث إذا تخلص كلوب من العديد من الأسماء في خط الوسط وجلب عناصر جديدة يختارها بنفسه مع فريق البيانات والإحصائيات؟ بالطبع كان الوضع ليختلف 180 درجة.
Getty
والمشكلة أن أزمات الفريق لا تتلخص في الشق التكتيكي فقط، بل هناك جانب آخر مظلم وهو معاملة اللاعبين وإيمانهم بكلوب من الأساس، وتتجسد تلك الأزمة فيما يحدث حاليًا بين يورجن ولاعبه فابينيو.
الصحف تتحدث عن بعض المناوشات التي حدثت في أرض الملعب بين الثنائي، والأمر حدث أكثر من مرة والتقطته عدسات الكاميرات، وبالتالي فإن هذا يوضح أن المشكلة تتجاوز الأمور الفنية، بل وصلت إلى الجوانب النفسية.
خرج الوضع عن السيطرة في ليفربول من كل الجوانب، الآن نحن أمام عناصر ومدرب ومنظومة لكنها لا تشكل "فريق" بالمعنى التام للكلمة.
كلوب هو المشكلة والحل
بقراءة الوضع الحالي لليفربول، ومع معرفة المشاكل التي تواجه الفريق، ربما تتساءل، لماذا لا يرحل كلوب؟
التخلص من المدير الفني أسهل من اللاعبين، أنت لا يمكنك بيع عدة عناصر وشراء غيرهم بسهولة، لكن يمكنك إقالة المدرب وجلب مدير فني غيره حتى في منتصف الموسم، ويمكن لذلك أن يؤثر على موسم الفريق بالإيجاب وهناك عدة نماذج تؤيد ذلك.
لكن في الحقيقة، حتى وإن قولنا إن كلوب هو من تسبب في كل هذه المشاكل، فلا نستطيع أن ننكر أن الرجل ذاته هو من حل أزمات الريدز في وقت سابق، هو السبب الرئيسي في صعود هذا النادي إلى القمة.
Getty/GOAL
هذه النقطة العاطفية تفتح الباب أمام مشاعر الجماهير لكي تقول إن من العار إقالة كلوب، وربما نتفق أو نختلف حول ذلك، لكن علينا أن نتذكر أن هذا الرجل حل العديد من الأزمات السابقة.
مشكلة ليفربول الحالية تسبب في جزء كبير منها المدرب الألماني، وهذه حقيقة، لكنه هو الرجل الأفضل لهذه المهمة، هو الأفضل لإخراج الريدز من حالة السيئة التي تسبب فيها.
قد نتهم كلوب بالعديد من الأشياء، لكن فقدان الإيمان والشغف ليس منها، وبالتالي نعلم أنه لم يستسلم بعد، وربما لن يحدث ذلك حتى في المستقبل.
الحقيقة أن خروج ليفربول من المأزق الحالي لن يكون عن طريق تغيير المدرب، ولكن عن طريق تغيير قناعاته، عن طريق ترك مشاعره تجاه من شاركوا معه الرحلة حتى يغير من جلد العناصر.
الفريق بحاجة إلى أسماء جديدة بإمكانها أن تقدم المزيد، لأن أغلب من في النادي حاليًا قد انتهت رحلتهم بالفعل ولم يعد بمقدورهم تقديم الإضافة.
الحل في يد كلوب، ولا أرى غير ذلك، قد نتهمه ونقول إنه السبب، لكننا نعلم أنه مفتاح الخروج من الأزمة.
من سيفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم؟
شكرًا للتصويت.
من سيفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم؟
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق