ماني وهالاند وكيتا .. سالزبورج منجم الذهب الحقيقي في أوروبا !

اعتدنا لسنوات طويلة أن تكون أندية مثل أياكس أمستردام وبورتو وبنفيكا وبعض الفرق بالدوري الفرنسي، هي مصانع النجوم وكنوز المواهب في أوروبا.

ولكن الآن ظهر عملاقًا جديدًا عندما يتعلق الأمر في اكتشاف المواهب وتطويرها ووضعها على الطريق ضمن صفوة نجوم العالم.

هذا العملاق هو سالزبورج، النادي النمساوي التابع لنفس الشركة المالكة لنادي لايبزيج الألماني، وهي الثنائية التي تعاونت لإخراج العديد من المواهب للكرة العالمية.

الأمر لا يتعلق بلاعب واحد أو اثنين، بل هناك العديد من الأسماء التي خرجت ولمعت، وهناك أيضًا البعض الآخر الذي ينتظر دوره بالفريق..

كم هائل من المواهب

الفريق النمساوي أخرج العديد من النجوم الفترة الماضية، كان أبرزهم على الإطلاق المهاجم النرويجي إرلينج هالاند الذي يعتبر حاليًا أحد أهم اللاعبين في العالم.

هالاند لم يذهب كالعادة إلى لايبزيج بحكم الشراكة بين الناديين، بل اختار الذهاب إلى بوروسيا دورتموند الفريق المنافس الذي سيجلب أموالًا طائلة من بيعه قريبًا.

النرويجي ليس الوحيد، فهناك أيضًا ساديو ماني الذي رحل إلى الدوري الإنجليزي والآن يعتبر كذلك من أبرز النجوم بالبطولة مع ليفربول.

دايوت أوباميكانو كذلك رحل إلى لايبزيج قبل الانتقال إلى العملاق البافاري بايرن ميونخ، ونابي كيتا الذي التحق بماني في ليفربول كذلك.

ويضاف لكل هؤلاء أمادو هايدارا لاعب لايبزيج الحالي، وزميله دومينيك سوبوسلاي، تاكومي مينامينو مهاجم ليفربول وباستون داكا مهاجم ليستر سيتي.

القيمة السوقية لكل هؤلاء ارتفعت بسرعة الصاروخ فور مغادرة سالزبورج، وأبرز النماذج بالتأكيد هو هالاند الذي تبلغ قيمته الآن 150 مليون يورو، بعدما انتقل إلى دورتموند مقابل 20 مليون يورو فقط.

نابي كيتا رحل عن النادي إلى لايبزيج مقابل 30 مليون يورو وذهب إلى ليفربول بعدها بضعف الثمن، وساديو ماني كذلك ذهب إلى ساوثامبتون مقابل 23 مليون يورو والآن قيمته السوقية 85 مليون يورو.

بيتر جولاتشي كذلك تخرج من سالزبورج في 2015 منضمًا إلى لايبزيج، والآن يعتبر من صفوة الحراس في أوروبا.

ماذا عن الفريق الحالي؟

الأنظار كلها تتجه الآن نحو كريم أديمي، المهاجم الشاب البالغ من العمر 20 سنة، ويعتبر من أهم أهداف بايرن ميونخ.

نجح في دخول تشكيل الفريق الأول لسالزبورج في 2018 وعمره 16 سنة فقط، وكلف خزينة النادي 3.5 مليون يورو.

المؤشرات كلها تؤكد أننا على أعتاب رؤية هالاند جديد، حيث سجل أديمي 11 هدفًا في 16 مباراة فقط حتى الآن بل المناسبات هذا الموسم، ليضع بايرن 30 مليون يورو على الطاولة لضمه.

أنطوان بيرنيدي لاعب آخر تعاقد معه سالزبورج من باريس سان جيرمان، ويعتبر حاليًا من أبرز المواهب في أوروبا، وكذلك سيكو كيتا صاحب الـ21 سنة الذي أحرز 17 هدفًا في 29 مباراة حتى الآن هذا الموسم.

وهناك أيضًا محمد كامارا لاعب الوسط الدفاعي البالغ من العمر 21 سنة وقيمته السوقية 12 مليون يورو، وبريندان أرونسون لاعب الوسط المهاجم صاحب الـ20 سنة.

كيف يستفيد سالزبورج؟

النادي النمساوي يمتلك مجموعة مميزة جدًا من الكشافين، تمكنوا على مدار السنوات الماضية من استقطاب أسماء غير معروفة من أجل تطويرها.

الدوري النمساوي لا يعتبر من الأقوى في العالم، لكنه يبدو مناسبًا لهذه المواهب ليكون المحطة الأولى قبل الدخول في عالم الشهرة.

السيناريو الأقرب لكل موهبة تخرج من سالزبورج، هو الذهاب إلى الدوري الألماني، وفي الأغلب لنادي لايبزيج المملوك لنفس الشركة.

وهو ما يعني أن الأموال المدفوعة في كل صفقة لا تمثل أي خسارة للشركة المالكة للناديين، ولكن أموال البيع تكون بمثابة المكسب للجميع بعد نضوج كل موهبة تذهب إلى مرحلة أعلى في ألمانيا.

أغلى مواهب باعها سالزبورج مؤخرًا هم ساديو ماني إلى ساوثامبون بـ23 مليون يورو، هالاند بـ20 مليون يورو إلى دورتموند، دومينيك سوبوسلاي 22 مليون يورو، باتسون داكا 30 مليون يورو، أمادو هايدارا 19 مليونًا، إينوك مويبو 23 مليون يورو ونابي كيتا 29.75 مليون يورو.

وهو ما يعني أن النادي يستفيد بصورة كبيرة من لاعبين يتعاقد معهم بمبالغ محدودة جدًا، أموال رحيل سوبوسلاي وكيتا وهايدارا ذهبت بطبيعة الحال لخزينة نفس الشركة المالكة لأنهم انتقلوا إلى لايبزيج.

ولو نظرنا إلى اللاعبين الذين تخرجوا من سالزبورج وذهبوا إلى لايبزيج وجلبوا أموالًا طائلة للشركة المالكة للثنائي سنجد الثنائي الأبرز وهما نابي كيتا الذي انتقل إلى ليفربول مقابل 60 مليون يورو، وأوباميكانو المنضم لبايرن ميونخ بـ42 مليون يورو..

وعلى الجانب الرياضي يستفيد سالزبورج بسيطرته المحلية على البطولات في النمسا باستغلال هذه المواهب بالحصول على لقب الدوري 10 مرات في آخر 11 سنة، مع المحاولة بقدر الإمكان الظهور الأوروبي بصورة مشرفة، ليصبح نموذجًا مقارب بشكل كبير لما يفعله أياكس في هولندا.

اقرأ أيضًا ..