الخسارة أمر طبيعي في كرة القدم، صعود أندية وسقوطها أمر وارد الحدوث والأسباب تتعدد وتختلف، لكن أحيانًا السيناريو هو ما يجعل الهزيمة بطعم مختلف والتراجع يدق عدة نواقيس للخطر.
الوضع كذلك في برشلونة، لا نتحدث فقط عن الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا أو التعادل أمام أوساسونا في الدوري الإسباني مؤخرًا، الأزمة أكبر من ذلك، فأي متابع للنادي الكتالوني شاهد هذا السيناريو بصورة غير معتادة خلال الفترة الماضية.
فكم من مباراة انتهت 2-2 بهدف قاتل للمنافس في الثواني الأخيرة، وكم من لقاء تقدم فيه برشلونة ثم عاد واستقبل هدفًا ساذجًا في اللحظات الحاسمة سواء بخطأ دفاعي أو أزمة حارس مرمى، لا يهم المهم النتيجة النهائية.
تفاصيل تكررت حتى الملل، ما يدفع للسؤال حول الأزمة الحقيقية التي يعيشها برشلونة وهل الأمر أكبر من تراجع اقتصادي وكارثة تخطيط؟
الخوف من الشجرة
تخيل أنك تقود سيارة جديدة، فتشعر بالقلق من أن تُخدش مما يجعلك تفكر دائمًا في كيفية حمايتها والحفاظ عليها، وأكثر ما يجعلك متوترًا هو وجود تلك الشجرة الكبيرة التي تخشى الارتطام بها.
طوال الطريق تحدث نفسك عن ضرورة تفادي الارتطام بالشجرة وتهتم كثيرًا بتجنب حدوث هذا الأمر وحينما تصل إلى حيثما تتواجد الشجرة يصيبك الارتباك والتوتر حتى تجد نفسك قد اصطدمت بها بالفعل.
الخوف المبالغ فيه من شيء ما قد يدفع البعض لتكرار هذا الشيء وهذا ما حدث مع برشلونة وظهر بوضوح قبل ليلة أنفيلد التي كتبت النهاية الحقيقية للجيل الحالي.
لاعبو برشلونة تحدثوا كثيرًا عن ريمونتادا روما في السنة السابقة، حتى أنّ ليونيل ميسي نفسه خرج بعد الفوز على مانشستر يونايتد يؤكد على أهمية تجنب تكرار سيناريو روما، وفي الفيلم الوثائقي الشهير عن موسم 2018-2019 ظهر البولجا أيضًا يحدث اللاعبين بين الشوطين من تجنب سيناريو روما.
وفي لقاء الذهاب شاهدنا ميسي يسقط غاضبًا بعد إهدار عثمان ديمبيلي فرصة سهلة كانت لتجعل اللقاء 4-0 لبرشلونة، وكأن حتى الفوز بثلاثية ليس كافيًا لضمان التأهل، هكذا كانت الحالة النفسية لفريق البلوجرانا والتي أدت بالطبع للارتطام بالشجرة والخسارة من ليفربول برباعية.
منذ حينها واستمرت المهازل، الخوف من استقبال هدف في الدقائق الأخيرة يحول الفوز إلى تعادل والتعادل إلى انتصار استمر يطارد النجوم حتى حدث بالفعل في أكثر من مناسبة.
حتى تراجع مستوى تير شتيجن قد يمكن تفسيره بهذا الشكل، وخاصة أمام سيلتا فيجو في بلايدوس والتي اعتاد استقبال فيها أهدافًا ساذجة، وكأن كثرة القلق من هذه الأمور تؤدي إلى حدوثها.
أهمية الطبيب النفسي
تشافي هيرنانديز تحدث عن أهمية وجود طبيب نفسي لأي فريق، وأنّ دوره ليس فقط فنيًا ولكن معالجة الأوضاع النفسية للاعبين.
كما ذكر ليونيل ميسي في حوار سابق أنّ زوجته طلبت منه مراجعة الطبيب النفسي خلال هذه الفترة لأن حالته لم تعد كما السابق، ورغم أنّ البرغوث لم يفصح إن كان زار بالفعل الطبيب النفسي أم لا، ولكنّ الفكرة كانت حاضرة.
برشلونة يحتاج بالفعل لتغيير الوضع النفسي للاعبين، ربما يستفيد بخروج النجوم المخضرمين والاعتماد على الشباب الذين لم يخوضوا هذه التجارب، لكن يجب التركيز على أن يتجنب هؤلاء الشباب أن يعيشوا تجارب أصعب في المستقبل.
ربما يكون الحل لبرشلونة الهدوء والصبر والتوقف وحل المشاكل المعقدة والتي تراكمت لسنوات لأجل إعادة البناء وصناعة الفارق!
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.