اخبار كورة

إسبانيا بين قرارات إنريكي وتراجع برشلونة وريال مدريد

لم تصبح الفريق المرعب لكبار أوروبا في الوقت الحالي، مع وجود لويس إنريكي على رأس العارضة الفنية للماتادور خلال يورو 2020.

التي كان مجرد ذكر اسمها يصدر رعباً للخصوم أصبحت بعيداً عن الماضي الذهبي بعد نهاية حقبة تاريخية توج خلالها المنتخب بلقب بطولة الأمم الأوروبية في نسختين متتاليتين وكذلك لقب كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010.

تراجع مستوى لاروخا في الفترة الحالية جاء بشكل متوازي مع هبوط منحنى أداء برشلونة وريال مدريد اللذان اعتادا على ضخ الدماء في أوردة المنتخب وجعله يصبح مرعب أوروبا، المنتخب الإسباني أصبح يملك لاعبين أقل جودة بكثير مما كان عليه قبل سنوات، ومن هنا ظهر الفارق في المستوى بشكل جلي خلال الفترة الماضية، ومن المتوقع أن تستمر فيه إسبانيا لعدة سنوات حتى تصنع جيلاً جديداً لمستقبل مشرق.

إسبانيا مع إنريكي.. هل ينجح تغيير جلد الثيران؟

تألق برشلونة وريال مدريد في المسابقتين المحلية والأوروبية، وظهور نتائج ذلك على تفوق البارسا والريال على أندية القارة العجوز في دوري أبطال أوروبا في السنوات الماضية، كان له مفعول السحر على وهي عملية طردية بكل تأكيد.

ومع خروج أصحاب المواهب والخبرات الكبيرة من برشلونة وريال مدريد في السنوات الماضية، كالعقد الذي بدأت تنفرط حلقاته واحدة تلو الأخرى، بدأ التراجع يظهر بشكل واضح على الفريق الكتالوني والأمر ذاته عانى منه عملاق أوروبا، ريال مدريد.

البعض يمكن أن يلوم لويس إنريكي على استبعاد ريال مدريد من خياراته في يورو 2020، لكن الحقيقة أن النادي الملكي يعيش فترة انتقالية ولم يعد هناك اللاعب الذي يستحق أن يمثل منتخب إسبانيا بين صفوفه، ويكفي القول أن الميرينجي لم يعد هو الآخر الفريق المرعب وخرج بخفي حنين من الموسم دون أن يحصد أي لقب.

تراجع واضح في تأثير برشلونة وريال مدريد في إسبانيا

بالعودة للوراء، نجد أن برشلونة بالأخص كان يؤثر بشكل واضح على قوة منتخب إسبانيا بعد الحقبة الذهبية التي قاد فيها بيب جوارديولا الفريق، واعتماد لاروخا بشكل واضح على التيكي تاكا، وكما قلنا أن الأمور طردية، ما كان يفعله البارسا في منافسيه أيام جوارديولا، كان يطبق بحذافيره في المنتخب الإسباني، ومع انتهاء هذا الجيل في البارسا، من الطبيعي أن يصاحبه هبوط في مستوى الماتادور إلى أن يتم تعديل الأمور من جديد في الناديين الأكثر تأثيراً على منتخب من أقوى منتخبات القارة العجوز.

إنريكي اتجه للاعتماد على عدد طفيف من برشلونة، لا يستحق ثلثيهم أيضاً الاستدعاء بسبب تدهور مستواهم مع برشلونة، ولكنه لم يجد خيارات بديلة، فالفريق الكتالوني هو الآخر يعيش فترة صعبة منذ عدة مواسم وبات فريقاً مختلفاً تماماً عما كان عليه منذ ثمانية إلى عشرة سنوات.

يورو 2020 تعرف وجود 3 لاعبين فقط من برشلونة في قائمة إنريكي، وبالطبع لا أثر لريال مدريد، المدرب السابق للبارسا اتجه لجلب اللاعبين الإسبانيين الآخرين الذين ظهروا بشكل جيد في أندية أخرى بعيداً عن الريال والبارسا.

وبالمقارنة بين تأثير لاعبي برشلونة وريال مدريد في قائمة إسبانيا عبر السنوات الماضية، سنجد تراجعاً واضحاً في عدد المشاركين من كلا الفريقين في نسخة اليورو الحالية، مقارنةً بما كان عليه الوضع في مونديال 2010 حين عرف الماتادور تواجد 7 لاعبين من برشلونة و 5 من الريال.

وفي يورو 2012 كانت قائمة إسبانيا أيضاً تعرف وجود 7 من البارسا و5 من ريال مدريد، قبل أن يقل عدد لاعبي ريال مدريد في مونديال 2014 إلى 3 لاعبين مع تواجد 7 لاعبين من الفريق الكتالوني.

وانخفض عدد لاعبي ريال مدريد في قائمة إسبانيا إلى لاعبين اثنين فقط في يورو 2016 مع حضور 5 لاعبين من برشلونة، وفي آخر بطولة كبرى قبل يورو 2020، حضر من الريال والبارسا 10 لاعبين في قائمة لاروخا بواقع 6 للملكي و4للبلوجرانا.

بكل تأكيد يمكن اعتبار ما تمر به إسبانيا مع إنريكي مرحلة انتقالية يتغير فيها جلد المنتخب مثلما يحدث في الفريقين اللذان شكلا العمود الفقري لفريق أرعب العالم بأسره قبل عدة سنوات، سيحصد فيها لا روخا ثمار المواهب الجديدة التي ستظهر في برشلونة وريال مدريد في الفترة المقبلة.

نعم إسبانيا منتخب لا يمكن اعتباره ضعيفاً الآن، لكن لا يمكن اعتباره مرشح قوي للفوز بلقب يورو 2020، كتيبة بعناصر جيدة، لا يمكن أن تكون أكثر من ذلك، مع وجود بعض اللاعبين الشباب ذوي الموهبة، وقد تكون هذه النسخة من اليورو مجرد إعداد لهم لما هو قادم، وحتى تجهيز الجيل الجديد الذي سيطبخ على نار هادئة في قطبي إسبانيا.

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : Sport 360 [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : Sport 360 [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.