في الوقت الذي حاول فيه تشيلسي العودة لقمة الدوري الإنجليزي من جديد والمنافسة على بطولة دوري أبطال أوروبا، استقرت إدارة البلوز على التعاقد مع عدة أسماء، وأبرزها كان حكيم زياش، نجم أياكس الذي أبدع وأمتع وجعل الكل في حالة انبهار وسعادة بما يقدمه النجم العربي. صفقة منطقية أشاد الكل بها، لأنها تعطي البلوز القطعة الناقصة، الجناح الأيمن المميز في صناعة اللعب وإرسال الكرات العرضية والاستلام بين الخطوط وبالطبع لديه القدرة على التهديف، كلها إمكانيات يمتلكها المغربي ولا شك في ذلك. لكن على عكس المتوقع، لم ينجح زياش في أي منظومة، ولم يستطع التكيف في أي أسلوب لعب تم استخدامه سواء من المدرب فرانك لامبارد أو توماس توخيل، ليتغير موقفه إلى الدكة. رحلة تم قص سيرتها سريعًا في سطور، لكن الأهم الآن، ماذا يفعل زياش حتى تعود مسيرته إلى مسارها الصحيح؟ نموذج صلاح المثالي عندما تعاقد تشيلسي مع صلاح شارك نجم الريدز الحالي في أول مواجهاته ضد آرسنال في ستامفورد بريدج، وقتها كان التقدم الساحق لكتيبة المدرب جوزيه مورينيو، واستطاع أن يفوز بسداسية نظيفة، وسجل الفرعون المصري الهدف السادس في شباك الجانرز ببراعة. حينها ارتفعت التوقعات حول صلاح، لاعب يسجل في ديربي لندن، ويبدو أنه لا يشعر بالضغوط، ويمتلك سرعة هائلة مناسبة لأسلوب المدرب البرتغالي في تحقيق التحولات السريعة، لكن على عكس كل شيء وقتها، شارك المصري بصورة متقطعة، ولم يتكيف، وانتهى به الأمر بالرحيل على سبيل الإعارة إلى فيورنتينا.Enter source name خطوة للوراء في دولة جديدة لم يذهب لها صلاح من قبل من الأساس مع فريق يمتلك أهداف أخرى تمامًا عن تشيلسي، الأمر الذي ساعده على إخراج قدراته بصورة أكبر، حيث شعر بالراحة وتحرر من قيود الدوري الإنجليزي، وبالتالي انفجر صلاح حتى ذهب إلى روما وتم بيعه ومن ثم صال وجال حتى إن استقر في ليفربول. الأمر ليس مشابهًا بصورة كاملة لما يحدث مع زياش، فانتقال المغربي لتشيلسي كان مختلفًا، لأن صلاح انتقل كلاعب واعد سنرى ما يستطيع تقديمه، أما حكيم فهو نجم واعد قادم بقوة ينتظر منه الانفجار حتى الآن. لكن تصرف صلاح كان مثاليًا، وربما على زياش استخدامه، أحيانًا ما تكون الخطوة للوراء هي بداية الانطلاقة الخرافية المنتظرة، والحقيقة أن حكيم في أمس الحاجة إلى تذكير عشاق كرة القدم أنه يمتلك القدرات التي تجعله في أكبر الفرق الإنجليزية. أمر مشابه لمثل ما فعله صلاح من قبل، وأعتقد أنه هو القرار الأصح ولا يوجد بديل من الأساس. الحل في إيطاليا في الفترة الماضية تشير التقارير الصحفية إلى فشل فكرة عودة زياش إلى هولندا عبر بوابة أياكس من جديد، والحقيقة أن هذا الأمر في مصلحة حكيم، لأن النجم المغربي لا يحتاج للعودة من البداية، فقط هي خطوة للوراء ستصلح الأمور. على الجانب الآخر هناك ميلان، بطل الدوري الإيطالي الذي يتابع وضع حكيم منذ بداية السوق، وربما هو المكان المثالي الذي يستطيع فيه زياش إظهار قدراته.(C)AC Milan الدوري الإيطالي به العديد من النواقص الفنية والتكتيكية، ولا يوجد فيه رتم إنجلترا السريع، وبالتالي فإن تواجد زياش في بيئة أسهل بشكل نسبي من الدوري الإنجليزي ستجعله يبرز بصورة أفضل. كما أن ميلان لديه مشكلة واضحة للغاية وهي عدم تواجد جناح أيمن بخصائص هجومية أو لديه القدرة على صناعة اللعب، ونقطة أخرى أن الفريق الإيطالي لا يمتلك لاعب أيسر في هذا المكان. لذلك فإن فكرة الانضمام لميلان مناسبة للغاية، من حيث كل شيء، الأمور الفنية تقف في صف زياش، وفكرة التراجع لخطوة أيضًا مثالية في إيطاليا، الأمر أشبه لما فعله محمد صلاح من قبل في كافة التفاصيل. لكن الرحيل لميلان قد لا يحدث بسبب رغبة النادي التي قد تتراجع، أو راتب زياش الذي قد يزعج المدير الرياضي باولو مالديني الذي يحاول تجنب دخول الروسونيري في النفق المظلم من جديد. وفي كل الأحوال، بغض النظر عما سوف يحدث، يظل ميلان هو المكان الأفضل لزياش من وسط كل الأندية المتاحة. لا تفسد كل شيء يا زياش! الوضع صعب للغاية على أي متابع محب لكرة القدم عندما يرى زياش على الدكة، صعب للغاية على أي عاشق للاعبين الذي يمتلكون مثل هذه المهارات الفردية الاستثنائية والقدرة المدهشة في التمرير وغيرها من المميزات.Getty/GOAL البقاء في تشيلسي الآن بمثابة الانتحار الرياضي لحكيم، هو أسوأ قرار يمكن أن يتخذه المغربي في الوقت الحالي، فلا يوجد له مساحة للمشاركة، ولن يغير مدرب مثل توخيل رأيه. العودة بخطوة للخلف سيعيد زياش للواجهة من جديد، إما ميلان أو غيره، لكن الفكرة نفسها لا بد وأن تتواجد في عقل المغربي، البحث الآن عن الحلول أفضل بكثير من الاستسلام للأمر الواقع والجلوس على الدكة. الفترة الحالية مصيرية في مسيرة زياش، وأتمنى أن يعيد حساباته ويستقر على الخروج حتى لموسم واحد، موسم ربما يغير الفكرة المتواجدة عنه في تشيلسي، أو يجعله يرحل إلى مكان آخر يمكنه الاستفادة من قدراته.
