ميسي وإنتر ميامي .. درس رونالدو الذي يجب أن يستوعبه الأرجنتيني

في مفاجأة من العيار الثقيل، كشفت تقارير عن اقتراب نادي إنتر ميامي الأمريكي من الحصول على خدمات الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.

النادي الأمريكي يشعر بثقة متزايدة في قدرته على التعاقد مع ميسي، حيث كشف الصحفي الإنجليزي ديفيد أورنستين، والذي يعد واحدًا من بين أكثر الصحفيين مصداقية فيما يخص أخبار سوق الانتقالات، عن أن إنتر ميامي يتوقع وأن يتمكن من ضم ميسي خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ميسي ليس هدفًا جديدًا لإنتر ميامي، حيث دخل النادي، المملوك جزئيًا لأسطورة إنجلترا ديفيد بيكهام، في أكثر من محاولة لاستقطاب أسطورة الأرجنتين.

ورغم عودة اهتمام إنتر ميامي بالتعاقد مع ميسي، إلا أن الأرجنتيني يظل هدفًا لناديه السابق برشلونة الإسباني الساعي إلى استعادته ليختم مسيرته بين جدران ملعب "سبوتيفاي كامب نو"، كما يحاول باريس سان جيرمان تجديد عقد "البرغوث" الذي ينتهي في صيف 2023.

لكن مع عدم اليقين بشأن مستقبل ميسي، فإن المؤكد الآن أن الأرجنتيني ينتظر كأس العالم 2022 على أحر من الجمر، ويصب كافة تركيزه على البطولة التي تنطلق بعد أقل من ثلاثة أسابيع في قطر من أجل حلم التتويج الأول له مع "الألبيسيليستي" بلقب المونديال.

درس رونالدو!

مع المفاوضات المتواصلة والأخبار المستمرة عن مستقبل ميسي، فإن الأرجنتيني يجب عليه أن يأخذ درسًا هامًا للغاية من غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي.

الخطوة المقبلة في مسيرتك المهنية أهم من كل شيء حققته من قبل، يجب أن يكون ذلك الدرس الهام الذي يجب أن يتعلمه ميسي مما حدث مع رونالدو.

رونالدو، وعندما قرر الرحيل عن ريال مدريد في صيف 2018 وانتقل إلى يوفنتوس الإيطالي، توجه إلى "السيدة العجوز" على أمل أن يكون قائد المشروع في ملعب "أليانز ستاديوم".

لكن وعلى مدار ثلاث سنوات، عانى يوفنتوس من تخبط واضح في مشروعه، لدرجة أن الفريق في الموسم الأخير للبرتغالي، لحق بالمركز الرابع في الدوري الإيطالي في الجولة الأخيرة، وتأهل إلى دوري أبطال أوروبا لموسم 2021-22 بمعجزة حقيقية.

"صاروخ ماديرا" ذهب إلى يوفنتوس على أمل إعادة كأس دوري أبطال أوروبا إلى أحضان "السيدة العجوز"، لكنه اصطدم بالعديد من العقبات بداية من سوء الفريق والتخبط الفني والإداري، والعديد من الأزمات، وكل ذلك لم يكن كافيًا لتغيير الأوضاع.

ومع العودة العاطفية إلى مانشستر يونايتد في صيف 2021، كان رونالدو يظن أنه سينجح في حمل "الشياطين الحمر" على كتفيه وإعادة البريق للفريق.

لكنه وبعد موسم أول جيد على المستوى الشخصي، واجه أزمة بعدم تأهل مانشستر يونايتد إلى دوري أبطال أوروبا لموسم 2022-23، وهي الأزمة التي ضربت قلعة "أولد ترافورد" بأسوأ طريقة ممكنة بعد تعبير رونالدو عن رغبته في الخروج، والأزمات التي أعقبت ذلك على مدار الموسم الحالي.

وبالعودة إلى ميسي، الذي بدأ الموسم الحالي استعادة بريقه بعد موسم أول باهت مع باريس سان جيرمان، فإن الخطوة القادمة ستكون محورية حيث أنها ستكون فصل الختام في مسيرته.Getty Images / GOAL

ميسي مثل رونالدو، يحق له اتخاذ القرار بشأن مستقبله، بالنظر إلى كل ما قدمه في مسيرته.

لكن الحقيقة هي ميسي يجب أن يحسب الخطوة الأخيرة بقدر ما كانت الخطوات الأولى هامة للغاية، وبالتالي فإن الاستقرار في السنوات الأخيرة من مسيرة الأرجنتيني سيكون أمرًا محوريًا لختام أسطوري لهذه المسيرة التاريخية.

صحيح أن احتمالية التوجه إلى إنتر ميامي ستجذب زخمًا ومتابعة غير مسبوقة للدوري الأمريكي، حيث سيتم تتبع خطوات ميسي وأهدافه وتمريراته الحاسمة.

ميسي سيجذب جمهوره الخاص إلى الدوري الأمريكي، لكن مستوى المنافسة سيكون أقل بكثير من مستوى المنافسة في الدوري الفرنسي، المتهم أصلًا بضعفه من قبل مشجعي الدوريات الأوروبية الكبرى مثل الإنجليزي والإسباني.

فرصة أخيرة لدوري الأبطال

رغم مسيرة ميسي الأسطورية، إلا أنه حقق لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، وهو رقم جيد بالطبع لأي لاعب إلا ميسي.

ميسي كان يرغب في معادلة أو تحطيم رقم خينتو أسطورة ريال مدريد، الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا ست مرات في مسيرته.

ولعل مسيرة ريال مدريد الأسطورية في السنوات الأخيرة من دوري أبطال أوروبا، جعلت العديد من اللاعبين في النادي الملكي يعادلون ميسي أو يتفوقون عليه.

هدف باريس سان جيرمان الأساسي والمعلن دائمًا بعد سيطرته الكاملة محليًا، هو تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.

وإذا تمكن ميسي بمساعدة نيمار وكيليان مبابي من تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى مع باريس سان جيرمان، فإنه سيكتب بذلك تاريخًا لا يُمحى في المسابقة.

خلاصة القول

مستقبل ميسي يظل غامضًا، والحديث عن اقترابه من إنتر ميامي هو مجرد تكهنات صحفية قد لا ترقى في النهاية إلى أمر واقع.

ومع تركيز ميسي الكامل على كأس العالم 2022، فإنه يضع تحقيق لقب كأس العالم كأولوية في الوقت الحالي.

ميسي يحتاج إلى التمهل قبل اتخاذ قراره النهائي بشأن مستقبله، ولعل كتيبة باريس سان جيرمان إذا ما قرر الاستمرار قد تمنحه لقبًا جديدًا في دوري أبطال أوروبا.

لكن على الجانب الآخر، فإن الراحة وتواضع مستوى المنافسة في الدوري الأمريكي قد يمنح ميسي راحة يحتاجها بشدة في السنوات الأخيرة من مسيرته، خاصة وأنه لن يفقد أبدًا هالته الإعلامية.