برشلونة وبلد الوليد | ليس بالانتصارات .. هكذا يستعيد تشافي مجد الكتالان!

GOAL [1] 0 تعليق 14 ارسل طباعة تبليغ حذف

حقق برشلونة الفوز على نظيره بلد الوليد في المباراة التي جمعت بينهما ضمن لقاءات الجولة الثالثة من الدوري الإسباني على ملعب سبوتيفاي كامب نو بأربعة أهداف نظيفة.

الفوز كان هامًا للغاية لجماهير النادي الكتالوني وللفريق لتعزيز الثقة بالنفس وشق الطريق نحو المنافسة على لقب الدوري الإسباني الغائب عن خزائن الفريق لسنوات.

صحيح أن برشلونة يسجل الكثير من الأهداف ويظهر نجومه بشكل أكثر من رائع في كافة الخطوط، لكن ليس هذا أيضًا هو الأهم.

انتصار النادي الكتالوني جاء بأداء كبير للغاية، أصبح معتادًا بعض الشيء في وجود تشافي هيرنانديز، لكن الأهم من ذلك الانتصار هو طريقة تحقيقه.

شراسة في قطع الكرة

ظهر برشلونة ناديًا يريد دائمًا أن تكون الكرة في حوذته، تلك هي الفلسفة التي وضعها يوهان كرويف قبل سنوات عديدة ومن قبله رينوز ميتشيلز.

في كل مرة كان برشلونة يفقد فيها الكرة كان يعود نجومه للحصول عليها من جديد في أقل وقت ممكن، وهو أمر استمر منذ الدقيقة الأولى حتى الأخيرة.

لا شيء كان يستطيع الوقوف في طريق نجوم النادي الكتالوني من أجل استعادة الكرات، حتى في أكثر لحظات سيطرتهم على المباراة ظهر تشافي عبر النقل التلفزي يطالبهم بالضغط أكثر وأقوى.

الاستثناء الوحيد طوال الـ 90 دقيقة قد يكون في الدقائق الخمس الأخيرة من عمر الشوط الأول التي فرض فيها الضيوف كلمهم بعض الشيء.

الأرقام ستحكم عليكم

يرى البعض في اللجوء للأرقام والاحصائيات تسطيح للأمور وسوء استخدام للأدوات التي أصبحت متاحة لكل من هو مهتم بكرة القدم في الوقت الحالي، كونها قد لا تكون تعبر بدقة عن الواقع.

لكن وعد منا أن الإحصائية التي سنستخدمها في الأسطر المقبلة تعبر بشكل كبير للغاية عن الواقع، وتقترب منه بشكل دقيق في بعض الجوانب.

فقبل حوالي سبع سنوات بدأ موقع "understat" في حساب إحصائية فريدة من نوعها، وهي تقيس في الأساس مدى ضغط كل فريق على الخصوم، وإلى أي حد يكون ذلك الضغط ناجحًا.

في حالة برشلونة سنجد أن أفضل أرقام الفريق الكتالوني في تلك الاحصائية كانت في بداية رصدها في 2014\15 عندما كان لويس إنريكي مديرًا فنيًا للنادي.

وقتها حقق برشلونة الفوز بالثلاثية التاريخية للمرة الثانية، واكتسح كل البطولات المتاحة محققًا أفضل النتائج له منذ رحيل بيب جوارديولا.

كيف تقيس تلك الإحصائية عملية الضغط ونجاحها؟!

يطلق على الإحصائية "PPDA" وهي اختصار "Passes Allowed Per Defensive Action" أو تمريرات الخصم المكتملة بالنسبة لعدد الإجراءات الدفاعية المتخذة.

يتم قسم عدد التمريرات المكتملة للخصم على عدد الإجراءات الدفاعية الخاصة بالفريق والتي تتمثل في قطع الكرات، ومحاولات القطع غير الناجحة والمواجهات، والأخطاء المرتكبة.

كلما ارتفعت النتيجة كلما كان الفريق ينفذ الضغط بشكل أسوأ، وكلما انخفضت كان ذلك مقياسًا على نجاح الضغط على الخصوم واسترجاع الكرات.

وفي برشلونة كانت الأرقام أكثر انخفاضًا في حقبة إنريكي، لكن من بعدها وهي ترتفع بلا توقف ولا هوادة، ونظرًا للأرقام المتاحة فالنادي الكتالوني لم يعد أبدًا لأرقام 2015.

لسوء حظ بيب جوارديولا لم تكن تلك الإحصائية معمول بها في وجوده في صفوف برشلونة، لكن قاعدة الـ "ست ثوان" الشهيرة الخاصة به التي تقضي بضرورة استعادة الكرة قبل مرور ست ثوان لها في أقدام الخصوم كان تأثيرها مذهل ولا يضاهى في عمليات الضغط والاسترجاع.

أرقام برشلونة في تلك الإحصائية خلال السنوات الماضية

علاقة واضحة بحالة الدفاع

كما تظهر إحصائية "understat" فأفضل نسبة استقبال أهداف لبرشلونة بالمقارنة مع الأهداف المتوقعة كانت في 2015 أيضًا، وقت أن كانت إحصائية "PPDA" في أفضل أحوالها.

وبالتدريج تسوء نسبة استقبال الأهداف ويصبح الدفاع أضعف مع مرور الوقت وارتفاع قيمة إحصائية "PPDA" في صفوف برشلونة، حتى تظل إلى ذروتها في 2019 وتنخفض تدريجيًأ في 2020.

الأهداف المتوقعة في شباك برشلونة بالمقارنة بالأهداف المتلقاة الفعلية

أين يقف تشافي؟!

الأرقام المتاحة في الوقت الحالي لا تظهر موقع تشافي من الإعراب وسط تلك الإحصائية، لكننا لسنا بحاجة إلى حسابات دقيقة حتى نعرف أن الوضع في برشلونة أفضل بكل تأكيد مما كان عليه قبل 2020.

النادي الكتالوني ضد بلد الوليد وريال سوسييداد ظهر بأنياب حقيقية تأبى أن تفقد الكرة، وإن فقدتها تجد منظومة كاملة تعمل من أجل استعادتها، وإن غفلت تلك المنظومة تجد من يحدثهم من الخارج وينبههم ويعيدهم لصوابهم.

في نهاية العام قد تكون الأرقام متاحة بشكل أفضل، وبالتأكيد سيكون برشلونة في مقدمة فرق الدوري الإسباني في تلك الإحصائية لو استمر بتلك الكيفية، ليس كما كان وضعه في 2020 عندما احتل المركز الخامس.

ترتيب برشلونة بين فرق الدوري الإسباني في إحصائية PPDA بالسنوات الأخيرة

بيت القصيد

الإرث الحقيقي للنادي الكتالوني ليس في البطولات أو الأهداف أو الجوائز الفردية والجماعية، ولكن في الطريقة التي أخلص لها عدد محدود من الرجال على مدار نصف قرن، فحققوا نجاحات لا مثيل لها.

تشافي في طريقه لإتباع خطى هؤلاء، عليه فقط أن يستمر في تحفيظ نجومه لطرق الضغط وإغلاق زوايا التمرير وجعل تلك المهام طبيعية ومعتادة لهم.

في النهاية قد يكون ذلك النادي الكتالوني للعودة إلى منصات التتويج أو لا يقودهم لها، لكن ذلك لن يهم وقتها، لأن تشافي سيكون قد أخلص للفلسفة والأسلوب الذي رسم تاريخ النادي الحديث.

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

0 تعليق