القليل من الإنصاف سيكون كافيًا .. تشافي يسابق الزمن لأجل برشلونة!

برشلونة يستعيد نغمة الانتصارات بعد فوزه على ريال سوسييداد في ملعب أنويتا الذي مثل له عقدة لفترات طويلة في وقت سابق.

الفوز جاء بمستوى مميز قدمه الفريق الكتالوني وتشافي، مما يعيد الثقة لبعض الجماهير التي شككت في أفكار المدرب الشاب وقدرات اللاعبين.

البلوجرانا يمرون بفترة متقلبة، فبعد العديد من النجاحات الكبيرة التي حققت بمستويات مرتفعة ونتائج عريضة، تقهقر الوضع لفترة دخل من خلالها الشك لقلوب الجماهير، لكن فوز اليوم وطريقة المكسب قد تعيد الوضع لحالة الاطمئنان.

فيما يلي، نستعرض معكم أبرز النقاط الفنية التي تخص مستوى برشلونة المتقلب مع تشافي في الآونة الأخيرة.

مغرمون بالسلبيات

مر برشلونة بفترة صعبة مؤخرًا سواء في منافسة الدوري الأوروبي أو بطولة الدوري الإسباني، حيث خسر من آينتراخت فرانكفورت بثلاثية ومن بعدها فشل في الانتصار أمام قادش.

والمشكلة لم تكن في خسارة الفريق وخروجه من البطولة الأوروبية فقط، بل زاد الطين بلة في كيفية الإقصاء على يد الفريق الألماني.

الجماهير كان لها موقف سيئ اعتبره البعض خيانة للنادي الكتالوني، حيث تم بيع التذاكر الموسمية المملوكة لدى البعض لصالح جماهير فرانكفورات وامتلئ الملعب بالأعلام البيضاء.

أما عن داخل الملعب، فكان مستوى برشلونة متواضعًا أمام آينتراخت، ولم يتحسن أمام قادش في الدوري، لكي يوجه البعض أصابع الاتهام تجاه تشافي مدرب الفريق.

وهي ليست مفاجأة، فمن يعرف جماهير البلوجرانا مؤخرًا سيعلم أن هناك فئة كبيرة منهم فقدت المنطق في عملية التقييم، وذلك بسبب التقلبات العديدة التي تحدث للنادي من كوارث مادية وفنية.

أسهل شيء يمكن أن تفعله الجماهير هو أن توجه اتهامها صوب شخص واحد، فهذا يسهل عملية تفريغ شحنة الغضب لديهم التي قد تكون مبررة في بعض الأحيان.

ولا يوجد أسهل من المدرب لإلقاء اللوم عليه، وهو ما يحدث عادةً مع جماهير النادي الكتالوني، من فالفيردي مرورًا بسيتيان وكومان، وصولًا لتشافي.

لكن المشكلة أن المنطق الذي جانب الجماهير في الفترات الماضية، كان غائبًا عنهم تلك الفترة، فبالنظر إلى المعطيات سنجد أن كل مدرب منهم لديه ظروف مختلفة عن الآخر.

وبالتمعن في الأمر، سنجد أن تشافي كان أقلهم حظًا، وجاء في أصعب فترة تمر على النادي منذ الطفرة التاريخية التي حدثت على يد بيب جوارديولا في موسم 08-09.

البناء في يوم وليلة

قد يرى البعض أن امتعاض جماهير برشلونة من تشافي والفريق بعد خسارة الدوري الأوروبي والدوري منطقية بعض الشيء، نظرًا للأسلوب المتواضع الذي قدمه الفريق.

وتلك الفكرة ظالمة للغاية، لأن الفريق الكتالوني لم يرجع للواجهة هذا الموسم ونافس في البطولة الأوروبية إلا بسبب تشافي واللاعبين.

الفترة التي قدمها البلوجرانا في البدايات رفعت سقف طموح المشجعين إلى السماء، حتى رأينا البعض يقول إن برشلونة لو استمر في بطولة الأبطال لكان فاز بها هذا الموسم.

الكلام يخلو من المنطق، ولكن من يريد أن يتحدث بمنطق بعد الفوز في الكلاسيكو برباعية؟

الآن يحاسب الفريق على أساس تلك الفترة، إما أن تقدم نفس المستوى وتحافظ على المكاسب بنتائج كبيرة، أو تكون مدرب فقاعة، والوقت سيكشفك لا محالة.

برشلونة اليوم فاز على ملعب أنويتا في لقاء صعب للغاية، على ملعب كان عقدة للبلوجرانا لفترات طويلة حتى أن فك شفرته ليونيل ميسي وسواريز.

ولم يأتي الانتصار عبثًا، ولكن الفريق الكتالوني قدم أداءً مميزًا للغاية، وهو ما يؤكد أن الأمور لا تسير بين يوم وليلة.

الجمهور عليه أن يتريث في مسألة الحكم على تشافي، لا بالإيجاب ولا بالسلب، فقط بعض الوقت يتعامل فيه مع لاعبيه ومن ثم الحكم.

والمشكلة التي تحير، أن نفس الجمهور الذي انتقد بعض الأسماء واعتبر أن هناك مجموعات في برشلونة مسماه بـ "الأبقار المقدسة"، الآن يطالب تشافي بأن يحصد البطولات ويواصل النجاح بهم.

وهذا يناقد فكرة برشلونة الأساسية التي رسخها في عقول مشجعيه من الأساس، فالنادي الكتالوني يعتمد على المشاريع الطويلة، والفلسفة الثابتة التي يحاول تشافي الرجوع إليها.

ولا أقول لك إن تشافي هو مفتاح النجاح في المستقبل، لكن القليل من الإنصاف له سيكون كافيًا.

اقرأ أيضًا..

إنفستكورب وميلان .. لأن الروسونيري لا يقل شأناً عن جوتشي!

روبرتو كارلوس يؤكد انتقال مبابي لمدريد ووالدته تثير الشكوك في قطر

أرقام بيليه الخرافية .. محاولة لإثبات التفوق أم حقيقة لا يمكن إنكارها!