قبل ثلاثة أعوام وبالتحديد في يوليو 2019 نجح برشلونة في ضم واحد من أهم الصفقات في العالم في ذلك الوقت وكان هو فرينكي دي يونج من صفوف أياكس.
وسط ملعب برشلونة الذي كان يعاني لسنوات بعد رحيل تشافي وإنييستا والتراجع الكبير لسيرجيو بوسكيتس بدأ يتنفس الصعداء من جديد في وجود دي يونج وأرتور قبل أن ينحدر مستوى البرازيلي.
لكن منذ بداية العام الجاري ونحن نسمع الأنباء عن رغبة إدارة برشلونة في التخلص من اللاعب، سواء للراتب الكبير الذي يكلفهم إياه أو للمبلغ الضخم القادر على ضخه في خزائن النادي الكتالوني نظير انتقاله.
لكن ما بين ذلك وذاك وفي ظل تصريحات من إدارة برشلونة وتشافي واتهامات من جاري نيفيل وأخبار هنا وهناك خرج علينا تشافي هيرنانديز ودفع بدي يونج كقلب دفاع في المباريات التحضيرية.
سياسة "تطفيش"
هل لتلك المبادرة من تشافي معنى خفي؟ وهل يحاول من خلالها أن يبعد اللاعب عن النادي الكتالوني بوضعه في مركز غير مركزه؟ ذلك ما سنحاول فهمه.
لكن لنفهم ذلك جيدًا علينا أن نبحث هل مركز قلب الدفاع غريب على فرينكي دي يونج؟ وهل سبق له أن لعب فيه من قبل؟
الإجابة على هذا هي نعم، دي يونج لعب في ذلك المركز مع أياكس ومنتخب هولندا وبرشلونة من قبل، تحت قيادة عدة مدربين.
البداية كانت مع المدرب مارسيل كايزر في أياكس، ثم رونالد كومان وحتى إرنستو فالفيردي وغيرهم من المدربين.
أزيدك من الشعر بيتًا؟ إريك تين هاج المدير الفني الحالي لمانشستر يونايتد والذي يصر على ضم دي يونج سبق له وأن استخدمه في ذلك المركز وفي مباريات مصيرية وهامة أمام فينورد وآيندهوفن وغيرهم في الدوري الهولندي ودوري أبطال أوروبا.
تغيير فني هام؟
البعض قد يتسائل إذًا لماذا هذا التغيير في المراكز طالما الأمر لا يتعلق بمحاولات من النادي الكتالوني لـ "تطفيش" اللاعب والتخلص من راتبه المرتفع؟
الإجابة هنا لن نجدها سوى لدى تشافي هيرنانديز المدير الفني للنادي الكتالوني والذي دفع به في ذلك المركز لسوء حظه في نفس التوقيت الذي شهد الكثير من الجدل حول مستقبله.
لكن بحسب ما أكد الصحفي خافي ميجيل من صحيفة "آس" فتشافي هيرنانديز ينوي اللعب بطريقة 3-4-3 في عدة مناسبات هذا الموسم، بوجود الثلاثي رونالد أراوخو وجول كوندي وأندرياس كريستنسن.
وكما أكدت تقارير عديدة فتشافي لا ينوي الاعتماد على جيرارد بيكيه، لذلك من المنطقي أن يجهز دي يونج كبديل لأحد قلوب الدفاع الثلاثة الأساسيين الخاصين بفريقه.
هل خضع تشافي؟
إحدى الفرضيات التي تم تداولها في الساعات الأخيرة وحتى من بعض جماهير برشلونة تقول إن تشافي هيرنانديز خضع لإدارة النادي من أجل الضغط على اللاعب.
في الواقع تلك الفرضيات تدعمها تصريحات المدير الفني السابقة حول راتب دي يونج، وهي التصريحات التي تؤكد أنه على وفاق مع الإدارة حول الموقف المادي المحيط باللاعب.
لكن في ظل الهيكلة المالية الجديدة التي يحاول برشلونة فرضها على غرف الملابس قد يكون الأمر مبررًا بعض الشيء، ذلك لو افترضنا صحة تلك التكهنات في المقام الأول.
والتي هي في النهاية قد تكون صعبة بعض الشيء في ظل الشخصية القوية للقائد السابق للنادي الكتالوني وحصوله على كافة ما طلبه من صفقات حتى الآن في سوق الانتقالات ورفضه للبدائل وخضوع الإدارة لخياراته حتى وإن كانت غير منطقية في بعض الأحيان بالنسبة لهم.
هل كان جاري نيفيل محقًا؟
خرج أسطورة مانشستر يونايتد جاري نيفيل للحديث عن فرينكي دي يونج هذا الأسبوع، وأكد أن ما يتعرض له اللاعب من إدارة النادي الكتالوني هو عار.
نيفيل طالب اللاعب بأخذ خطوات قانونية يستطيع من خلالها مقاضاة برشلونة والحصول على راتبه المتأخر، لكنه لاقى الكثير من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن سواء اتفقنا أم اختلفنا مع الانتقادات وكلمات نيفيل، فهل هو محق في رأيه في إدارة برشلونة، أن ما تفعله مع دي يونج هو عار؟
ربما يكون محقًا لكن دي يونج لاعب ضمن كتيبة من اللاعبين الذين أجلوا مواعيد الحصول على رواتبهم رفقة برشلونة خلال فترة فيروس كورونا، إذًا فالنادي الكتالوني لم يقم بأي شيء غير قانوني حتى الآن، فعلى أي أساس ستتم المقاضاة؟
دي يونج يحق له مقاضاة برشلونة في حالة واحدة فقط، هي أن يقوم النادي بتخفيض راتبه لدرجة كبيرة بحسب ما تشير المادة ٤١ من قانون العمل الإسباني، ووقتها قد يقف القانون حتى في جانب برشلونة لو ثبت عجز النادي عن دفع الراتب المنصوص عليه في العقد.
بيت القصيد
لعب دي يونج كقلب دفاع لم يخرق أي قانون عالمي ولا يمكن أن يتم من خلاله التكهن بأمور مثل أن تشافي شخصيته ضعيفة أو أن إدارة برشلونة تريد دفع اللاعب للخروج، بالأخص إنهم نفس الأشخاص الذين كرروا الإشادة به وبرغبتهم في استمراره مع الفريق.
لكن قد يكون له مدلول ما على طريقة لعب الفريق في الموسم الجديد، أو على قدرات دي يونج الرائعة على التأقلم في عدة مراكز.
في النهاية قد يكون النادي الكتالوني بالفعل يحاول دفع دي يونج للرحيل أو لتخفيض راتبه، لكن حتى في تلك الحال فما المشكلة في أن يبحث كل فريق عن مصالحه لتوفيق أوضاعه في وقت أصبح فيه بعيدًا عن المنافسات ويبحث عن العودة للصورة؟
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.