اخبار كورة

ثورة لكرة القدم أم تشويه؟! اقتراحات فيفا المرعبة لتغيير اللعبة!

مرات سنوات وتظل كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم، والشيء الوحيد الذي يجذب الملايين لمتابعته بالرغم من الظروف المعيشية القاسية.

الحديث عن أي تغيير أو تبديل في قواعد اللعبة يجذب الانتباه فورًا، فهذا التغيير قد يحمل في طياته سبب في بعد البعض عن متابعته للرياضة المحببة له، وقد يتسبب في تغييرها للأبد.

ذلك بالتحديد ما حدث في الساعات الماضية بعد انتشار الحديث عن رغبة الاتحاد الدولي لكرة القدم في إجراء العديد من التغييرات على اللعبة المفضلة للأغلبية.

ما هي التغييرات التي يقترحها الاتحاد الدولي لكرة القدم؟

الاقتراح الأول يقضي بتقليص زمن المباريات إلى 60 دقيقة فقط، تكون ملعوبة بشكل كامل، بمعنى أن يكون كل شوط 30 دقيقة دون أي توقف كحال كرة السلة.

أما الاقتراح الثاني فيقول أن يكون عدد التبديلات في المباراة غير محدود، ذلك الأمر سيسمح بمشاركة كل اللاعبين المقيدين في القائمة، وتغيير طريقة اللعب في أكثر من مناسبة.

ويقضي الاقتراح الثالث أن يتم لعب رميات التماس بالقدم بدلًا من اليد، حيث يتم النظر لتلك الحالة كشاذة في كرة القدم، فما الداعي لاستخدام اليد في لعبة تلعب بالقدم.

أما الاقتراح الرابع والأخير فيهدف لاستبعاد اللاعب الذي يحصل على بطاقة صفراء لمدة خمس دقائق من أرض الملعب، ويسمح له بالعودة بعدها.

هل اقتراح الاتحاد الدولي لتلك التغييرات يعني أنها أمرًا واقعًا؟!

الاقتراحات سيتم تجربتها في كأس مستقبل كرة القدم للشباب، وهي البطولة التي تضم فرق الشباب من أيندهوفن ولايبزيج وكلوب بروج وألكمار.

ولن يتم اعتمادها بشكل رسمي قبل أن تعرض على مجلس الاتحاد الدولي ويناقشها ويتم الموافقة عليها، وهي العملية التي قد تستغرق عامين أو أكثر وقد لا يتم الموافقة عليها من الأساس.

— محمد البكيري (@m_bukairy)

ما هي جدوى تلك الاقتراحات بالتفصيل؟!

أولًا | تقليص زمن اللقاءات:

في الوقت الحالي تلعب المباريات من 90 دقيقة، لكن ذلك الزمن هو الرسمي للمباراة، دون حساب وقت اللعب الحقيقي.

وقت اللعب الحقيقي في المباريات بعيدًا عن الوقت الضائع ومحاولات إهداره يكون بمتوسط حوالي 60 دقيقة لكل لقاء، تقل أو تزيد.

إذًا فعملية تحديد زمن اللقاء بـ 60 دقيقة لن يغير الكثير فيما يتعلق بوقت اللعب الحقيقي، لكنه سينهي على ظاهرة إهدار الوقت بشكل نهائي.

في الوقت نفسه، لم نفهم بعد كيف سيكون التعامل مع اللحظات الأخيرة في المباراة، لكن الطبيعي أن يتم إنهاء اللقاء في الثانية الأخيرة من الدقيقة الـ60 حتى لو كانت الكرة في طريقها لمعانقة الشباك وعلى خط المرمى دون حارس أو مدافع يلحق بها.

ثانيًا | تبديلات غير محدودة:

مشكلة كبيرة واجهتها كرة القدم في آخر موسمين تتعلق بطريقة التعامل مع كثرة الإصابات وجدول المباريات المزدحم.

الحل الأول كان زيادة عدة التبديلات إلى خمس تغييرات، وعند الوصول للوقت الإضافي تزيد تغييرًا.

لكن بعدم وجود أي حد أقصى للتبديلات سيعني ذلك أن الفريق الذي يبدأ أي مباراة من الممكن ألا ينهيها ولو لاعب واحد فقط منهم.

ذلك الشيء قد يكون جيدًا في حالات معينة، لكن في المطلق فقوائم الفرق تعاني بالفعل من الرواتب ويتم تقليصها، وكثرة الخيارات على مقاعد البدلاء لن تكون خيارًا متاحًا للجميع، بل مجرد رفاهية.

ذلك قد يفسد مبدأ تساوي الفرق، فالفرق الغنية التي تمتلك الموارد ستمتلك العدد الكافي من البدلاء لمنح أنفسهم الراحة، أما هؤلاء الذين يعانون اقتصاديًا قد لا يستطيعوا حتى تبديل نصف الفريق.

لكن وبشكل عام سيكون ذلك حلًا لا بأس به لمشكلة تلاحم المباريات وكثرة الارتباطات المحلية والدولية التي يعاني منها نجوم كرة القدم.

ثالثًا | رميات التماس بالقدم:

رميات التماس هي واحدة من الأخطاء الأكثر ارتكابًا في مباريات كرة القدم المختلفة حول العالم، وتنفيذها باليد يضع عليها الكثير من القيود.

تحويل ذلك التنفيذ للقدم سيمنح رميات التماس نفس الأفضلية التي تملكها الركنيات أو الكرات الثابتة في المناطق الخطرة من الملعب.

في ذلك الوقت قد نرى تغييرًا في طريقة التعامل مع التسللات من رميات تماس بشكل تلقائي أيضًا.

ولو نظرنا لمزايا ذلك الأمر سنجد أنه سيجعل اللعبة حكرًا على القدم فقط وبقية أجزاء الجسد إلا اليد والتي لن تكون متاحة إلا للحارس.

رابعًا | استبعاد الحاصل على بطاقة صفراء:

قد يكون ذلك هو التعديل الأفضل على الإطلاق بين كل التعديلات السابقة لو سألتوني بشكل شخصي فيما يتعلق بعملية التنافس والعدالة.

في كرة القدم يستطيع الحارس حاليًا أن يهدر دقيقة كاملة للعب ركلة المرمى، لكنه لو علم أن النتيجة ستكون استبعاده لخمس دقائق فلن يفعلها.

— Hunter Godson (@HunterGodson)

الآن يستطيع لاعب أن يعطل اللعب ويمنع هجمة واعدة وهو يعلم أن أقصى ما سيحصل عليه هو بطاقة صفراء، يستطيع المدير الفني أن يبدله فتصبح كأنها لم تكن، لكن مع القانون الجديد سيفكر بدل المرة خمس مرات.

ذلك التعديل سيقلل من حدة تعامل اللاعبين مع بعضهم البعض، وسيؤثر على خطط بعض المدربين حول العالم الذين يعتمدون في الأساس على اللعب البدني والعنف.

بيت القصيد

بقيت كرة القدم لسنوات طويلة تحارب فكرة التغيير، لكنها بالرغم من ذلك غيرت قانون التسلل وقانون امساك الحارس بالكرة.

ثم حاربت دخول التكنولوجيا لعقود قبل أن يتم اعتماد تقنية الفيديو كحكم مساعد لحكم الساحة وتغير الكثير من القرارات على مدى الخمس سنوات الماضية.

ليس كل التغييرات سيئة، وليس جميعها جيدًا، الأمر لم يتعد نطاق التجربة، وما سيثبت نجاحه سيستمر، وما سيفشل سيودعنا كأنه لم يكن بكل تأكيد.

لذلك لا داعي لاستباق الأحداث والخروج بالاستنتاجات حول مستقبل كرة القدم بالتعديلات الجديدة، دعونا ننتظر لنرى كيف ستؤثر على لعبتنا المحبوبة.

اقرأ أيضًا 

 

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.