الصورة النمطية والأحكام المطلقة هي أسوأ ما في الطبيعة البشرية عندما تبدأ في تقييم أحد الأشخاص أو الأعمال، وذلك الأمر نراه بشكل عام ومتكرر في جميع مناحي الحياة، وكرة القدم ليست الاستثناء.
فأصبح الحديث عن أي لاعب من البرازيل ملازم لكونه غير ملتزم، وأي لاعب من فرنسا ملازم لكونه مهاجر وليس من أصل فرنسي، والقائمة تطول.
تلك القائمة انضم لها مؤخرًا الملاك من الولايات المتحدة الأمريكية لأندية كرة القدم بشكل عام، وللأندية الإنجليزية بشكل خاص، بصورة نمطية هي الأسوأ بين كل ملاك الأندية.
يرى البعض أن الملاك من الولايات المتحدة الأمريكية كانوا السبب في خراب العديد من الأندية، وتعرضها لمشاكل مختلفة طوال سنوات ماضية.
أزمات آرسنال مع كرونكي
تحول آرسنال تحت قيادة ستان كرونكي من أحد الأندية التي كانت تنافس على دوري أبطال أوروبا كل موسم، وكان قد وصل لنهائي 2006 بالفعل، ونصف نهائي 2008، لمجرد أحد الأندية الطامحة في الصعود للبطولة.
تلك الرحلة من القمة للقاع سقط خلالها آرسنال مرات عديدة بشكل غير متوقع أمام خصوم بحجم موناكو في دور الـ 16 من البطولة.
المشكلة الحقيقة لكرونكي في آرسنال كانت عدم ضخ الأموال اللازمة من أجل تمويل الصفقات ومنح فريق الكرة الأول الدعم الكافي.
كرونكي اشترى اسم آرسنال فقط، ولم يكن ينوي أن يحسن من الأوضاع، وأراد أن يستفيد من النادي وألا يدفع ضريبة تلك الاستفادة.
ديون مانشستر يونايتد مع جليزر
عائلة جليزر عندما استحوذت على مانشستر يونايتد لم تفعل ذلك في يوم وليلة، بل كانت البداية بـ 2,5% من إجمالي أسهم الشياطين الحمر.
تلك النسبة ارتفعت مع مرور السنوات حتى وصلت لـ 100% في 2005 وبمجرد أن حصلوا على الأغلبية بدأت المشاكل في مانشستر يونايتد.
النادي لم يكن يعاني من وجود أي ديون في دفاتره، لكن بمجرد استكمال الاستحواذ عليه من قبل العائلة الأمريكية غرق في الديون.
جليزر حصل على قروض بقيمة تقدر بـ 600 مليون يورو بضمان أصول النادي، وهو ما جعل الدين الأصلي يقع على عاتق الشياطين الحمر.
الديون تراكمت بسبب الفوائد ووصلت لحوالي 750 مليون يورو، فثارت جماهير مانشستر يونايتد ليقوم الملاك ببيع بعض السندات التي سددت بعض الديون.
بعد ذلك قاموا ببيع ملايين الأسهم لكنها لم تكن مؤثرة في نسبتهم المالكة للنادي، والتي تمنحهم حق الإدارة.
الدوري الإنجليزي ليس الوحيد!
لم تتكون تلك الصورة النمطية عن ملاك الأندية الأمريكان فقط بفضل ما فعله كرونكي وجليزر في آرسنال ومانشستر يونايتد.
لكن هناك جيمس بالوتا الذي أمتلك نادي روما لسنوات من 2013 ورحل بالكثير من المشاكل سواء مع الجماهير أو أساطير النادي.
بالوتا فترته في روما لم تكن الأنجح، وعندما قرر الرحيل عن صفوف الذئاب تركهم في يد رجل أعمال أمريكي آخر.
وبعد ظهور التقارير المالية اتضح أن بالوتا ترك تركة ثقيلة خلفه تقدر بديون قيمتها 250 مليون يورو.
الذنب ليس عام!
تجربة كرونكي وجليزر وبالوتا مع أنديتهم ربما تسببت في صورة نمطية معينة عن الملاك من الولايات المتحدة في عالم كرة القدم لكن لا يجب أن تستمر.
فالتجارب الناجحة الخاصة بالملاك من الولايات المتحدة في الدوري الإنجليزي ودوريات كرة القدم حول العالم بشكل عام عديدة.
رايولا: بوجبا يريد الألقاب، وإبراهيموفيتش كان ليبقى في مدريد
على سبيل المثال هناك ليدز يونايتد المملوك لعائلة يورك بنسبة 37%، وليفربول بتجربته المذهلة مؤخرًا التي حقق من خلالها الدوري أخيرًا وأعاد دوري أبطال أوروبا.
ووست هام بوجود ألبيرت سميث صاحب الـ 10% من أسهم النادي وكريستال بالاس وأستون فيلا وبيرنلي وغيرهم من المشاريع الناجحة.
الشاهد هنا أن الصورة النمطية في أي مجال لا يجب أن تكون أول ما نصل له من استنتاج، بالأخص في كرة القدم المليئة بالمتغيرات كل يوم، حتى لو كان هناك تجارب تثبتها كحال آرسنال ومانشستر يونايتد.
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق