انتشرت في الآونة الأخيرة نبرة تقليل مما فعله يورجن كلوب في ليفربول، بحجة واضحة وهي أنه لم يحقق الكثير من الألقاب قياسًا بمرور 7 أعوام على وجوده في ملعب أنفيلد.
يستند أصحاب هذا الاتجاه إلى تجربة بيب جوارديولا، التي لا تبتعد كثيرًا من ناحية المدة عن كلوب في ليفربول، ومع ذلك فإنه من الناحية الرقمية حقق عددًا هائلًا من الألقاب.
لكن في واقع الأمر، اختزال تجربة كلوب في عدد البطولات التي حققها أو حتى المقارنة بأي صورة مع جوارديولا، مغالطة كبيرة جدًا، ضحيتها الوحيدة المدرب الألماني الذي حوّل أنفيلد 180 درجة.
ليفربول ليس الوحيد.. أندية إيطالية وإنجليزية وفرنسية من ضحايا رحيل النجوم لأمم إفريقيا
ربما أزمة من هاجموا كلوب أو اعتبروا أنه لم ينجح بالصورة الكافية عدم إدراكهم لكيف أن تجربة الألماني في ليفربول فريدة من نوعها، وكذلك "جديدة"، وهُنا تكون البطولات ليست العامل الوحيد أبدًا للتقييم.
الوضع عند الاستلام
تولى كلوب تدريب ليفربول خلفًا لبرندان رودجرز في 2015، السؤال حقًا كيف ترك مدرب ليستر سيتي الحالي الريدز للمدرب الألماني؟ من ناحية التشكيلة أو حتى من الناحية الاقتصادية؟
بالنظر إلى الأسماء التي خاض بها كلوب مباريات موسمه الأول مع ليفربول، فما قام به الرجل بالوصول إلى نهائي كأس كاراباو والتأهل لنهائي الدوري الأوروبي، كان إعجازًا بكل المقاييس.
الاستعانة بالمقارنة هنا ضروري، فكيف كان مانشستر سيتي لدى وصول بيب جوارديولا؟ ترك له مانويل بيليجريني فريقًا جيدًا يُبنى عليه كثيرًا، هذا نفسه ما أكده جوزيه مورينيو في مؤتمر "الإرث الكروي" أثناء وجوده في مانشستر يونايتد.
استنادًا إلى كلمات السبيشال وان وأفكاره التي أثبتت صحتها بمرور الوقت، الإرث الذي وجده كلوب مع ليفربول كان بائسًا، كان من شأنه أن يجعل أحلام الريدز الوحيدة هي الوصول إلى مقعد أوروبي، لا يهم في أي بطولة، وليس تحقيق الدوري والتحول إلى قوة أبدًا.
فلسفة الإدارة
منذ شراء جون هنري لليفربول، باتت فلسفة إدارة ليفربول واضحة في صفقات بأقل التكاليف، هذا جعل كلوب يهدر قرابة العامين بحثًا عن مواهب من ألمانيا أو لاعبين بأثمان قليلة، حتى وصل لحقيقة أن هذا لن يجعله أبدًا يحقق البطولات.
في 2017، تحرك جون هنري أخيرًا في اتجاه صفقات حقيقية ضخمة مثل صلاح وأليسون ثم فان دايك، وحتى في سبيل ذلك تم بيع فيليبي كوتينيو في الشتاء التالي، وهذه الفلسفة جيدة لتقديم كرة قدم ممتعة للجماهير، ولكنها لم تكن يومًا مثالية لتحقيق الألقاب.
النقلة التي قام بها كلوب آنذاك حتى الآن يدفع ثمنها، لا يمكنه إبرام صفقات كبيرة، ومع ذلك يقارع الكبار، من غير كلوب يمكن أن يفعل ذلك؟
من دون كلوب يمكن أن يحقق الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا بفلسفة البخل الواضحة لدى إدارة ليفربول؟ ولماذا يصبح لزامًا عليه تحقيق كافة البطولات حتى يثبت نجاح تجربته الفريدة من نوعها؟
مقارنة مجددًا بمانشستر سيتي وما قام به من شراء خط دفاع كامل لجوارديولا وجلب كل ما يريد هجوميًا وفي منتصف الملعب، حقيقةً هنا لا وجه للمقارنة، الفارق بين فلسفة سيتي وليفربول شاسعًا بكل المقاييس.
مفهوم الإنجاز
إرث ضعيف جدًا وفلسفة إدارية كفيلة بتدمير أي مشروع واعد، ما هو الإنجاز إذّا؟ ربما التواجد في المربع الذهبي والعمل بأسلوب قريب لأسلوب توتنهام كان كافيًا لليفربول، ولكن مع هذا، رفع كلوب سقف التطلعات وغيّر من مفهوم الإنجازات.
الحق يقال أن إنجاز التواجد الأوروبي ومقارعة الكبار ليس فقط لنادٍ باسم ليفربول، لكن بالنظر إلى الظروف، فإنه إنجاز يعادل البطولات، فماذا عن تحوله إلى شيء دائم؟ كلوب قام حقًا بشيء يعادل ما حققه من ألقاب.
ورث كلوب فريقًا هزيلًا، أخذ وقته كاملًا في بناء مع إدارة بخيلة لا تحب صرف الأموال والتعاقد مع النجوم، حوّل الريدز من فريق متوسط إلى فريق كبير، حقق الدوري ودوري الأبطال، جعل أنفيلد كابوسًا للجميع
كل هذا يقول حقيقة واضحة، تجربة كلوب استثنائية وتاريخية لم ولن تتكرر في كرة القدم ربما، تقييمها بعدد البطولات قياسًا بالظروف المحيطة تقييم سطحي، وبالنظر في بواطن الأمور يظهر بوضوح قيمة الألماني وما فعله، أما النظر للأرقام فقط، فهو ظالم ويبخسه حقه.
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق