هالاند أولًا ومبابي قد يتبعه .. قانون "يويفا" الذي جعل لانتقالات يناير قيمة!

قرار واحد أو تعديل بسيط قد يغير الكثير من الأمور ...

حتى موسم 2017-2018 كان الاتحاد الأوروبي مصرًا على حرمان أي لاعب شارك في دوري أبطال أوروبا بدور المجموعات من التواجد مع فريق آخر في الأدوار الإقصائية.

بمعنى، لن يستطيع أي فريق تسجيل لاعب جديد في قائمة التشامبيونزليج بعد سوق انتقالات يناير إن سبق وشارك هذا اللاعب في بطولة دوري أبطال أوروبا.

المثال الأوضح كان تعاقد برشلونة مع فيليبي كوتينيو في يناير 2018، وبالرغم من كونه أغلى صفقة في تاريخ النادي لكنّه لم يشارك في دوري أبطال أوروبا والسبب خوضه دور المجموعات مع نادي ليفربول.

ولكن بداية من 2018-2019 تغير القانون ومعه تغيرت أشياء كثيرة.

من صفقات تكميلية إلى تحولات جذرية

في السنوات السابقة كان سوق الانتقالات مجرد إضافة صفقات تكميلية أكثر منها صفقة رئيسية للفريق، فاللاعب القادم يحتاج وقتًا للتأقلم ولن يتواجد أوروبيًا وبالتالي يصبح مناسبًا لفكرة المداورة بالنسبة للفرق الكبرى.

فمثلًا في يناير 2014 كانت أغلى صفقة هي انضمام خوان ماتا من تشيلسي إلى مانشستر يونايتد مقابل 45 مليون يورو وكان اللاعب وقتها مقيدًا مع البلوز في دوري أبطال أوروبا وشارك بالفعل في مباراتي بازل وستيوا بوخارست، لكنّه رحل إلى الشياطين الحمر وابتعد عن المشهد الأوروبي، واكتفى بحصد المركز السابع في البريميرليج.

يناير 2015 شهدت الحل الذي تلجأ إليه الأندية الكبرى وذلك بضم مانشستر سيتي لويلفرد بوني من سوانسي سيتي، الحل بسيط وهو التعاقد مع لاعب لا يشارك فريقه أصلًا في دوري أبطال أوروبا.

أما انتقالات يناير 2016 و2017 فكانت من نصيب الصين في الفترة التي كانت تخطف نجوم من أوروبا وأمريكا الجنوبية بمبالغ ضخمة في الشتاء مع بداية الموسم في الصين مستغلة غياب المنافسة تقريبًا ووجود وفرة من الأموال، ولذلك أصبح انتقال أوسكار من تشيلسي لفريق شنغهاي سيبج في 2017 الأغلى على الإطلاق في انتقالات الشتاء مقابل 60 مليون يورو.

لو قفزنا لما بعد تطبيق القانون، نجد رحيل ألفارو موراتا إلى أتلتيكو مدريد وانضمام باريديس إلى باريس سان جيرمان، ثم في 2020 كانت صفقتي إريكسن إلى إنتر وبرونو فيرنانديش إلى مانشستر يونايتد الأبرز بجانب بالطبع صفقة إرلينج هالاند إلى بوروسيا دورتموند.

الصفقة الأخيرة تحديدًا ربما لم تكن لتتم لو لم يتم تعديل القانون، فهالاند شارك مع سالزبورج في دور المجموعات، وربما لو لم يكن واثقًا من المشاركة في الأبطال – رغم خروج فريقه – لما اختار بوروسيا دورتموند أو لما فضّل الرحيل في يناير وانتظر للصيف وربما وقتها كانت الكثير من الأمور تغيرت.

فرصة الفرق الصغيرة

في يناير 2018 كانت ثاني أغلى صفقة في السوق من نصيب ليفربول بضم فيرجيل فان دايك من ساوثامبتون والتي صنعت الكثير من الفوارق لصالح الريدز.

فان دايك شارك في التشامبيونزليج دون معاناة، والسبب أنّ ساوثامبتون لا يلعب أوروبيًا وهذا مثال واضح على استغلال الفرق الصغيرة لانتقالات يناير بسبب الابتعاد عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا.

"الجالاكتيكوس الثالث".. ريال مدريد ومعضلة الجمع بين هالاند ومبابي

الفرق التي لا تشارك أوربيًا كانت تحاول باستمرار استغلال سوق انتقالات يناير لبيع اللاعبين في ظل صعوبة جلب صفقات بين الفرق الكبرى التي تلعب في الأبطال، ولكن بعد تعديل القانون لم يعد الأمر مهمًا لنفس الدرجة.

ثغرة القانون الجديد

ورغم أن الكثير من الأندية كانت سعيدة بالفكرة، لكن هناك ثغرة قد تسبب الكثير من الأزمات.

في الوقت الحالي ريال مدريد يرغب بشكل واضح في جلب كيليان مبابي من باريس سان جيرمان، وقد تكون الفرصة الأخيرة للنادي الفرنسي للحصول على عائد مالي من بيع نجمه بالتخلص منه في يناير بدلًا من الانتظار لرحيله بالمجان في نهاية الموسم.

ولكن باريس الآن في أزمة، فبيع مبابي لريال مدريد يعني أنّ أول مباراة لكيليان أوروبيًا ستكون أمام فريقه الحالي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا وذلك بعد أن أوقعتهما القرعة سويًا بالفعل.

الآن الأمر صار صعبًا، ربما لو باللوائح القديمة لوافق باريس على رحيل مبابي ولم يقلق من فكرة المشاركة أمامه وسيكون سعيدًا بالحصول على الربح المالي، ولكن الآن الصراع سيكون بين المكسب المالي والمكسب الرياضي وأعتقد باريس سيفضل الاختيار الآخر.

هكذا تصبح الأمور محرجة بصورة كبيرة، الأمر ذاته تكرر في يناير الماضي حينما كان باريس مرشحًا لضم ميسي من برشلونة ولكن القرعة أوجدت الثنائي سويًا لتتعقد مسألة الانتقال.

وفي الأخير، لكن قانون ميزته وعيوبه والتقليل من القيود والمحاذير قد يكون مفيدًا لتسهيل اللعبة على كثير من الفرق!