قد تُظهر لك بعض المواقف أنك الخاسر الكبير، ومنافسك هو الرابح الأكبر، لكن في باطن الأمر وعند التفكير بواقعية فأنت لم تخسر كثيرًا، هي فقط الصدمة.. لم يستفق جمهور الأهلي السعودي بعد من صدمة تفضيل حارسهم الأول محمد العويس لمنافسهم الهلال السعودي، رغم أن العرضين الماديين متساويان، إذًا صاحب الـ30 عامًا لم يعد لديه رغبة في الاستمرار بالراقي والمسألة ليست تقصيرًا من قبل مجلس الإدارة برئاسة ماجد النفيعي، هذا ما على جمهور الفريق الجداوي أن يستوعبه. لم يخسر الأهلي الكثير: بعد أن يستفيق الجمهور من صدمته عليه أن يعي تمامًا أن رحيل العويس هو الأنسب في الفترة الحالية، ليس من الناحية المادية فقط وتخفيف عبء مادي كبير على النادي، إنما هناك جوانب أخرى.. الراقي يمتلك في صفوفه الحارس الشاب محمد الربيعي، الذي يعد أحد أفضل حراس المملكة حاليًا، حتى خطف أنظار الفرنسي هيرفي رينارد؛ المدير الفني لمنتخب السعودية، واعتمد عليه في بعض المباريات بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022. بجانب الربيعي يوجد الحارس صاحب الخبرات ياسر المسيليم، وبإمكان الإدارة أن تتعاقد مع حارس آخر بمقابل مادي أقل مما كان يتقاضاه العويس. الراقي حاليًا يحتاج لبناء فريق من نقطة أقرب للصفر سواء من ناحية اللاعبين الأجانب أو المحليين، وهو الوقت الأنسب لتثبيت أقدام الربيعي في حراسة المرمى، ليبدأ عهد جديد للحراس السعوديين في ظل اعتماد غالبية الأندية على الأجانب. طامة كبرى على الهلال: احتفالات الهلاليين حاليًا بالصفقة ليس لقيمة العويس، الذي هو أحد أفضل الحراس السعوديين بالطبع، إنما كونه صفقة خُطفت من أحد المنافسين. لكن هذه الاحتفالات تخفي ورائها طامة كبرى في انتظار الزعيم في الفترة المقبلة.. بدايةً علاقة العويس بعبد الله المعيوف؛ حارس الهلال الأساسي، ليست بالجيدة نهائيًا، وهو الأمر الذي يعلمه الجميع. بالفعل قام المعيوف بتهنئة الوافد الجديد، عبر حسابه على "إنستجرام"، لكن الباطن يخفي الكثير، فالعويس هو من سخر من حارس الزعيم برقصة غريبة قبل إحد مباريات الفريقين الآسيوية عام 2019، وهي الفترة التي تراجع بها مستوى المعيوف، اعتبر البعض هذه الرقصة هي سخرية من قبل حارس الراقي السابق من مستوى حارس الزعيم. كذلك التقارير في 2019 أكدت أن المعيوف قرر الاعتزال دوليًا، لأسباب عديدة من ضمنها تألق العويس وتوتر علاقتهما في ظل الإشادات الإعلامية بالأخير على حساب الأول. لكن مع ترك العلاقة المتوترة بين الحارسين جانبًا، فإن الصفقة دون أي حسابات سابقة هي طامة كبرى على الهلال فيما يبدو لنا.. المعيوف يسير بشكل جيد خلال الفترة الأخيرة، ولن يكون الأمر سهلًا أن يبقى على مقاعد البدلاء لصالح العويس، والعكس صحيح، كلاهما سيتمسك بفرصته، خاصة الوافد الجديد كونه حارس المنتخب السعودي الأساسي. إذًا الهلال أمام حلين؛ إما أن يطبق سياسة التدوير ويتبادل الحارسين المشاركة في المباريات، وهنا الخاسر سيكون الفريق، كون مركز حراسة المرمى والدفاع يحتاجان إلى الاستقرار، وإما أن يضحي بأحدهما على حساب الآخر، وهنا سيهتز استقرار الفريق وستبدأ المشكلات من قبل حبيس مقاعد البدلاء. وهنا اللوم على إدارة الهلال التي اختارت أن تضرب منافس – من وجهة نظرها – دون النظر لحسابات أخرى قد تضر الفريق ككل. كان من الأولى أن يتم تصعيد حارس شاب من الفئات السنية بالنادي أو التعاقد مع حارس جديد أصغر سنًا من العويس، ليكون محفزًا للمعيوف ومهددًا له حال التراجع. الآن ننتظر ما تخفيه قادم الأيام لحراسة مرمى الزعيم، وكيف سيدير البرتغالي ليوناردو جارديم؛ المدير الفني، هذا المركز في المباريات المقبلة. اقرأ أيضًا.. لابد من وقفة .. حل واحد لإيقاف سطوة الهلال والنصر على الدوري السعودي خدعة الزعيم .. "الهلال انقلب على مؤيديه!" فيديو | بعد رحيل العويس .. المسيليم لجمهور الأهلي: كبروا عقولكم
