منذ أن تم الإعلان عن فسخ نادي النصر السعودي لعقد مهاجمه المغربي عبد الرزاق حمد الله، وأنا أتابع توابع الحدث عن كثب، كل شيء كان عاديًا..
نهاية طبيعية للمتابع الجيد لتصرفات اللاعب في الفترة الأخيرة من الناحية الانضباطية، محاولات طبيعية من حمد الله وطلب وساطة مسؤولين سابقين في النادي من أجل العودة، وغيرها من التوابع الأخرى.
لكن كانت صدمتي عندما تم ترديد أنباء عن رغبة النادي الأهلي المصري في التعاقد مع عبد الرزاق حمد الله، القلعة الحمراء وحمد الله؟!، أيعقل؟!، لم يتسنى لي التأكد من صحة هذا النبأ من عدمه، لكن إذا كانت المفاوضات حقيقية على أرض الواقع، ستكون طامةً كبرى بالنسبة لي!
إذا سمعت هذا النبأ قبل عامين، كنت ربما سأقيم الأفراح بتعاقد النادي المفضل لي مع هداف مثل حمد الله، لاعب يجيد استغلال أنصاف الفرص، لاعب قائد حتى دون حمل الشارة وغيرها من الميزات التي يتمتع بها هداف العالم 2019.
لكن بعد ثلاثة مواسم في النصر، أصبحت على يقين أن وجود لاعب بهذه العقلية في فريقي المفضل ستكون بمثابة الصدمة وانتظار البلاء الواحد تلو الآخر.
بقدر ما حقق حمد الله شعبية كبيرة في الوطن العربي بأكمله من خلال ارتداء قميص العالمي، وما حققه من إنجازات بقيادة الفريق لتحقيق لقب الدوري المحلي 2019 وكأس السوبر، بجانب ألقابه الفردية سواء هداف العالم 2019 أو الهدف التاريخي لموسم واحد بالدوري السعودي برصيد 34 هدفًا في العام نفسه أو أفضل لاعب في ذاك الموسم أيضًا، بقدر ما أن كل هذا تم تشويهه بأزماته ومشكلات المفتعلة، تم تشويهه بأسلوبه في التعامل مع الامتيازات التي منحها له النادي العاصمي بكل عنترية وعجرفة فارغة، تسببت في نهاية سيئة لمهاجم مثله.
"بعد ما شاب راح الكتاب" مثل مصري شهير، يتردد للتعبير عن فوات الآوان على أمر ما، أو للتعبير عن أن بعض الخطوات بعد الشيب لا تفيد..
الأهلي المصري معروف بمبادئه ولوائحه الانضباطية الصارمة، التي تطبق على الكبير قبل الصغير، التاريخ به من الحكايات الكافية للحديث عن استغنائه عن لاعبين مهمين في تاريخه، لأسباب انضباطية فقط، كالتوأم حسام وإبراهيم حسن، إبراهيم سعيد وغيرهم، لذلك كان غريبًا سماع وجود مفاوضات مع "المشاغب" حمد الله.
في السنوات الأخيرة، تعاقد الأهلي مع محمود عبد المنعم "كهربا"، رغم مشكلاته مع جمهور الزمالك والإدارة، وحتى الآن تاريخ كهربا مع الشياطين الحمر تسيطر عليه المشكلات أكثر مما قدمه هو فنيًا، حتى أنه تطاول على قائد الفريق محمد الشناوي والمدير الفني بيتسو موسيماني، وما خفي كان أعظم!
مجرد تفكير إدارة حكيمة يقودها الكبير محمود الخطيب، في التعاقد مع حمد الله وهو صاحب المشكلات مع منتخب بلاده ومع النصر، وحده خطأ، يظن المسؤولون أنه سيتطبع بطباع النادي ومبادئه وانضباطه، لكن حقيقة الأمر أن من لا يشيب لا يذهب للكُتاب!، لن يتعلم حمد الله وهو في عمر الـ30، الانضباط، وهو من لم يرد الجميل لجمهور العالمي وعشاقه، حتى لجمهور بلاده وتركهم ورحل قبل أيام من كأس أمم إفريقيا مصر 2019 دون مبرر واضح بحسب شهادة أكثر من لاعب بمنتخب المغرب.
الآن الأوضاع في الأهلي مستقرة، المدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني يرسم خططه، التي بدأت أن تتضح بشكل أكبر هذا الموسم مقارنةً بالسابق، بعدما أبرم الصفقات التي يريدها، لكن "شغب" حمد الله قد يهدم كل ذلك، مثلما هدمت مشاكله استقرار النصر، فأطاحت به من المراكز الأولى في البطولات.
أخيرًا حتى وإن كان المسؤولون يرون أن الأهلي في حاجة لمهاجم بحجم حمد الله، ففاتورة ضمه، ستكون أكبر بكثير من الأموال التي ستتكبدها الخزينة كرواتب للاعب وأكبر بكثير من الإنجازات التي من الممكن أن يحققها، واسألوا مسؤولي النصر!
اقرأ أيضًا..
النصر وعبد الرزاق حمد الله .. النهاية الأمثل للعقلية الأسوأ!
"حمد الله لن يتواجد حتى في موقف السيارات بالهلال"
ما بين "نهاية مستحقة" و"خسرنا نحن لا أنت" .. ردود فعل فسخ عقد حمدالله مع النصر
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.