في الحروب، ليس بالضرورة أن يُهزم الخصم في ساحة القتال، هناك طرق أخرى قد توفر الكثير من الوقت والجهد وتختصر الطريق للوصول للانتصار، منها نشر الفتنة بين صفوف محاربي العدو، وفي كرة القدم، صفوف الخصم تُضرب بالإغراءات المادية أو بإغراءات منصات التتويج..
سعود عبد الحميد وعبد الإله المالكي من الاتحاد، محمد العويس من الأهلي، عبد الرحمن العبيد من النصر، والنيجيري أوديون إيجالو من الشباب، خمس صفقات أبرمها الهلال خلال الميركاتو الشتوي المنقضي.
على الورق، قد يبدو الزعيم في حاجة لهذه الصفقات – وإن كان الأمر لم يكن ملحًا في جُل الصفقات – وليس هناك اختلاف حول حاجة الأزرق لانعاش صفوفه وتجديد الدماء، في ظل حالة الخمول وربما التشبع التي أصابت اللاعبين، مع تراجع مستوى الغالبية.
لكن الهلال كان بإمكانه أن يدير الميركاتو الشتوي بصورة مغايرة تمامًا، وقد أُجزم أنه لو لم يكن يمر بحالة تراجع ومنافسيه في حالة استفاقة، لما لجأ للاعبي الخصوم..
قد ينظر البعض لإدارة الهلال لهذا الميركاتو أنها دليل على إثبات سطوته وقدرته على ضم من يريد، أيًا كان اسمه وفريقه – كما تحدث الزميل تامر أبو سيدو في هذه المقالة (ليس الهلال ... بل بايرن ميونخ السعودية)، لكنني انظر له بصورة مختلفة تمامًا.
لا يمكنني أن أنكر أن الهلال بالفعل ظهر بصورة المسيطر وبصورة الأفضل في الميركاتو، لكن في الوقت نفسه لا أستطيع أن أرى أن الزعيم قاد الميركاتو بهذه الطريقة إلا لأنه علم تمامًا أنه ليس بإمكانه أن يجاري خصومه فيما تبقى من الدوري.
عشر نقاط كاملة تفصل الزعيم عن الاتحاد؛ صاحب الصدارة، ولكلاهما مباراة مؤجلة هي الكلاسيكو بينهما، وأربع نقاط تفصل الهلال عن النصر، وثلاث عن الشباب، صاحبي المركزين الثاني والثالث بجدول الترتيب.
هذا الفارق يعلم مسؤولو الزعيم تمامًا أنه بنسبة كبيرة سيتسع مع عودة الفريق من كأس العالم للأندية الإمارات 2021، الذي انطلق اليوم الخميس، فلاعبوه الدوليون عادوا مؤخرًا من معسكر المنتخب، ومع ضغط المباريات الدولية وضغط المشاركة في المونديال، حتمًا سيتراجع لاعبو الهلال، خاصةً وأنه من الأساس متراجعون بشكل كبير في الموسم الجاري.
فكان الحل هو ضرب صفوف الخصوم، استغل الهلال أزمة منافسيه مع لاعبيهم الذين انتهت عقودهم، فأغراهم، وإن كان المقابل المادي في الزعيم أقل، فإن هذا سيتم تعويضه بكثرة البطولات ومن ثم المكافآت والحوافز.
ركز الزعيم على ركائز كل فريق، رحيل العويس حتمًا سيؤثر على الأهلي، وخسارة سعود والمالكي مؤثرة للغاية على الاتحاد، أما الشباب فلا داعٍ للحديث عن تأثير إيجالو، ربما النصر الوحيد الذي لن يؤثر رحيل العبيد عليه، فهو من فسخ عقده بنفسه، قبل أن يسطو الهلال عليه.
إدارة ذكية، لا يمكننا سوى أن نرفع لها القبعة، حتى وإن كنت أرى أن الهلال – وهي ليست عادته - لجأ لخصومه، لتأكده من عدم قدرته على مجاراتهم في الموسم الجاري.
اقرأ أيضًا..
قتال أوروبا والأحلام الوردية .. هل نرى بطلًا عربيًا لكأس العالم للأندية؟
الغول ومختصر غير مفيد .. كيف أدار الرباعي السعودي الانتقالات الشتوية 2022؟
يظهر الحضور العربي القوي بعد الصدمات! .. مونديال الأندية بطولة الريمونتادات
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.