لا شك أن قدوم بيب جوارديولا ويورجن كلوب، أعطى الكثير من الجانب الفني والتسويقي للدوري الإنجليزي، من خلال تجربتهما الفريدة في مانشستر سيتي وليفربول، ولكن هل خصومتهما شرسة بالشكل الكافي؟
نرى في إيطاليا ديربي الغضب بين ميلان وإنتر، وديربي العاصمة بين روما ولاتسيو، ويوفنتوس الذي تجمعه عداوة بمعظم الفرق الإيطالية.
وفي فرنسا العداوة الشرسة داخل وخارج الملعب بين مارسيليا وباريس رغم الفارق الفني، ونفس الأمر نجده في ألمانيا مع بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند.
ولو ذهبنا إلى إسبانيا فحدث ولا حرج، كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة، وديربي العاصمة بين ريال وأتلتيكو.
العامل المشترك بين هذه المواجهات الثنائية، هو العداوة داخل وخارج الملعب، والمناوشات بين الجماهير التي تزيد بعض المتعة على أي مباراة يجتمع فيها أي منهما.
الأمور مختلفة تمامًا في إنجلترا، حيث نرى خصومة مزيفة بين الثنائي الأكبر بالدوري الإنجليزي..
مجاملات تفقد الخصومة معناها
اعتدنا لسنوات طويلة بالدوري الإنجليزي على عداوة آرسنال ومانشستر يونايتد، والتنافس داخل وخارج الملعب بين جماهير الفريقين والتراشق بين السير أليكس فيرجسون وأرسين فينجر.
فيرجسون وفينجر خرجا أكثر من مرة، ليؤكدان أن عداوتهما كانت لا تخرج عن التنافس الصحي الطبيعي ولا توجد هناك أي عداوة شخصية، لذلك كانت الأمور ساخنة ومشتعلة بالقدر الكافي الذي يجعل الجميع ينتظر المباراة بينهما بفارغ الصبر.
نفس الأمر حدث بين فينجر وجوزيه مورينيو، ولكن بطريقة مختلفة كان بها بعض الإهانات التي تخطت المنافسة، ومع ذلك كان الأمر مرحب به ويزيد ديربي لندن بين آرسنال وتشيلسي متعة وإثارة.
ولكن الآن نرى خصومة من نوع فريد، ليس بها أي مناوشات بين الجماهير أو المدربين، بل نراهما يتسابقان لمجاملة أحدهما للآخر.
كلوب خرج قبل المباراة الأخيرة ضد جوارديولا بالدوري الإنجليزي قائلًا:"أنا أحترم كثيرًا ما يفعله مانشستر سيتي، يقدمون كرة قدم مجنونة وبالنسبة لي مدربهم هو الأفضل في العالم".
وجاء رد جوارديولا عليه:"لست كذلك، أشكره كثيرًا ولكني لست كذلك، لقد نجحت لأنني كنت مع فرق رائعة ولديها الكثير من الأموال، وأنا بصدد التعلم والاستمتاع بعملي لأصبح أفضل".
وأضاف:"يورجن يجعل كرة القدم العالمية مكانًا أفضل للعيش فيه، إنه منافس كبير وشخص جيد، تحدثنا معًا في ألمانيا وهو يعرف مدى إعجابي بما يفعله".
كلمات تعكس الكثير من الاحترام والروح الرياضية، وهو ما ظهر في تصافحهما بعد تلك المباراة، ولكنه ليس المشهد الأفضل لأي عاشق للمواجهات الساخنة.
لماذا لا توجد عداوة؟
الأمر يبدو طبيعيًا بسبب البعد الجغرافي بين الناديين، وعدم تواجد أي منهما في مدينة واحدة مثل إيفرتون الجار اللدود لليفربول وكذلك مانشستر يونايتد منافس سيتي على زعامة المدينة.
وأيضًا من الناحية التاريخية، حداثة وجود سيتي في المنافسة والطفرة التي يعيشها منذ 2008 لا تكفي لوجود عداوة تاريخية بينهما تمتد إلى خارج الملعب.
ومع ذلك تظل هذه المباراة بينهما هي الأمتع في الكرة الإنجليزية وأكثرها إثارة من ناحية الفنيات داخل أرض الملعب، وهو ما شاهدناه في تعادلهما 2/2 بالدوري الإنجليزي وفوز ليفربول 3/2 في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي هذا الشهر.
المواجهة لا يمكن تجاهلها أبدًا رغم عدم اشتعالها خارج الملعب، بسبب الجودة الهائلة التي يمتلكها ليفربول في محمد صلاح وفيرجيل فان دايك وساديو ماني وأليسون بيكر وترنت آرنولد وغيرهم.
وأيضًا في سيتي والكم الهائل من النجوم بقيادة رياض محرز ورحيم ستيرلينج وكيفين دي بروينه وبرناردو سيلفا والمزيد من العناصر التي يتفرد بها الثنائي الأكبر في إنجلترا.
المستوى الفني لليفربول وسيتي طوال الفترة الماضية، وانحصار المنافسة بينهما على لقب الدوري 2018 وحتى الآن، جعل الأمور صعبة على الجميع للحاق بهما، وهو ما يعود الفضل فيه لكلوب وجوارديولا.
حتى خصومة محرز وصلاح لم تساعد
خصومة هنا من نوع آخر على لقب فخر العرب بين رياض محرز نجم مانشستر سيتي ونظيره المصري محمد صلاح في ليفربول، جذبت الأنظار منذ سنوات.
ولكن هذا التنافس لا يكفي لجعل الأمور ساخنة بالشكل الكافي حتى للجمهور العربي، لأن الثنائي يتعاملان مع بعضهما البعض بكل الاحترام داخل وخارج الملعب.
وحتى من الناحية الرقمية تفوق صلاح على محرز الفترة الأخيرة، جعل هذه الخصومة تفقد الكثير من رونقها حتى مع تحسن الجناح الجزائري رقميًا هذا الموسم.
عدم امتلاك سيتي للشعبية الكافية في الوطن العربي مقارنة بليفربول، تسبب في عدم ربط مواجهة سيتي بالريدز أيضًا بالتنافس على لقب فخر العرب.
ولذلك سيجب علينا الاكتفاء بما نراه فنيًا بين سيتي وليفربول، على أمل عودة مانشستر يونايتد أو آرسنال وتشيلسي للصورة من جديد لنرى مواجهات أكثر سخونة على قمة وزعامة الكرة الإنجليزية.
اقرأ أيضًا..
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.