منذ فترة ليست بالقصيرة، بدأ دور فرق الشباب في مصر، يقتصر على إرسال المواهب المتألقة منهم إلى أندية أخرى بنظام الإعارة، ثم إعادة الجيد منهم ليجلس بديلًا في فريقه حتى يجد الفرصة، التي في الأغلب تُسلب منه مرة أخرى بمجرد رجوع اللاعب الأساسي.
وعلى الرغم من نجاح تجربة الشباب في أكثر من مناسبة بالكرة المصرية، أولها عندما فاز الأهلي على الزمالك بفريق مكون من الشباب في 1985 بنتيجة 3-2 بكأس مصر، ومرورًا بتكرار التجربة في الدورة الرباعية لتحديد بطل الدوري 2013-2014، وانتهاء بما قدمه شباب الزمالك في الدقائق التي شاركوا بها أمام الأهلي في القمة الأخيرة التي انتهت بهدفين لمثلهما.
التجربة الأولى، كانت للأهلي والأخيرة كانت للزمالك وكلاهما حقق نجاحًا مذهلًا..
ففي الأولى اعتمد الأهلي على فريق كامل من الناشئين، بعد الأزمة الشهيرة التي أبعدت المدير الفني الراحل محمود الجوهري عن القلعة الحمراء، ليقرر الراحل صالح سليم رئيس الأهلي وقتها، دخول مباراة القمة بتشكيل مكون من فرق الشباب الأصغر سنًا بالنادي، وهم من نجحوا بالفعل في تخطي الزمالك، ثم التتويج بالكأس في النهاية على حساب الإسماعيلي.
وكانت التجربة الثانية بإشراك بعض لاعبي الأهلي الصغار وفي مقدمتهم كريم بامبو ورمضان صبحي، اللذان قدما مستويات رائعة، ونجحوا في اثبات جدارتهم بارتداء القميص الأحمر، ومن ثم التتويج بلقب الدوري رغم غياب عدد من العناصر الأساسية عن الأحمر في هذا التوقيت، الذي بدأ فيه عصر الإحلال والتجديد، بعد اعتزال أغلب نجوم الجيل الذهبي لأبناء الجزيرة.
أما التجربة الثالثة، كانت من نصيب الزمالك هذا الموسم، بعد أن اعتمد الفارس الأبيض على بعض من لاعبوه الشباب، الذين نجحوا في قلب موازين القمة 124، بعد مشاركتهم خلال الشوط الثاني من المباراة، والتي انتهى شوطها الأول بتقدم الأهلي بهدف دون رد فضلًا عن إهدار العديد من الفرص، إلا أن لاعبوا الزمالك الصغار، نجحوا في تغيير دفة اللقاء تمامًا لصالح أبناء ميت عقبة، لتنتهي القمة بالتعادل، وسط إشادة كبيرة من النجوم القدامى للكرة المصرية بمستوى شباب الزمالك.
مستقبل غير مضمون.. ومواهب على المحك
تألق المواهب المصرية لا يقتصر فقط على لاعبي الأهلي والزمالك، بل أيضًا رأينا العديد من اللاعبين الجيدين خلال الفترة الأخيرة، لكن هؤلاء نجحوا في فرض نفسهم على التشكيل الأساسي لفرقهم.
وفي مقدمة هذه المواهب، يأتي احمد عاطف مهاجم فيوتشر، وعبده يحيى نجم غزل المحلة، ولا ننسى بالطبع الموهبة الرائعة لفريق بيراميدز، إبراهيم عادل، فضلًا عن العديد من الأسماء الأخرى التي أظهرت قدرتها على مجابهة الكبار، واثبات أن الخبرة ليست كل شيء، ومن الجيد أن تعتمد على بعض الأسماء الشابة، لتحقيق التوازن الذي افتقده مؤخرًا قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك.
فضلًا عن الإسماعيلي، الذي لطالما كان ذخرًا بالمواهب التي يعتمد عليها المنتخب الوطني، والآن وبعد تقليص دور الشباب، أصبح البقاء في الدوري هو أكبر أحلام عازفي السمسمية.
الشيء الذي يدعوا للدهشة، هو أن معظم الشباب الذين فرضوا نفسهم على التشكيل الأساسي بالأهلي والزمالك، نجحوا بالفعل في حجز مكانهم بتشكيل المنتخب الوطني، وفي مقدمتهم كل من محمد عبدالمنعم وأكرم توفيق من الأهلي، وإمام عاشور و أحمد فتوح من الزمالك، ومن قبلهم، مصطفى محمد، الذي أصبح مهاجم منتخب مصر الأول بعد اعطاءه الفرصة.
سيطرة الشباب على الكرة الحديثة
لم تعد كرة القدم تعتمد بشكل أساسي على اللاعب المهاري، بل أصبح اللاعب صاحب اللياقة العالية والسرعة، هو الأهم حاليًا في الملاعب الخضراء، بل وأن دور اللاعب المهاري قد تمحور حول تفريغ المساحات وارسال البينيات للاعب الذي يقطع الطريق نحو المرمى.
مؤخرًا، أصبح كل من مبابي وهلاند وفينيسيوس جونيور ورودريجو وغيرهم من الشباب، هم أهم نجم العالم، بل وأن سعر اللاعب الشاب حاليًا، قد تضاعف بشكل ملحوظ عما كانت عليه قيمتهم التسويقية قبل سنوات قليلة.
لقد حان الوقت
ربما لن تجد الكرة المصرية، أفضل من هذا التوقيت، لإعطاء فرصة أكبر للشباب، بعد المواسم المتلاحمة، التي أدت إلى انهيار وتدهور كبير يلاحظه الجميع في المستوى، ولعل الاعتماد على بعض الشباب سيكون مفيدًا، خاصة وأن الجيل القادم بدت بوادره مبشرة للغاية، كسيف جعفر وزياد طارق ويوسف أسامة ومصطفى شوبير وسيد عبدالله نيمار وحسام عبدالمجيد وأحمد حسن كوكا، فجميعها أسماء تحتاج إلى بعض الاهتمام، لتعيد سواعدهم منتخب الفراعنة إلى مصاف كبار القارة السمراء من جديد.
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : يلا كورة [5] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : يلا كورة [5] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق