موقع اخبار كورة - يشتهر سيف زاهر مُقدَم البرامج الشهير، والعضو السابق للاتحاد المصري لكرة القدم، والرئيس التنفيذي لنادي ZED؛ بالحيادية البالغة، فالكل رائع، والمشهد عظيم، والعصا سيمسكها من المنتصف حتى لو سار على شعرة، دون اتخاذ صف واضح أو إطلاق رأي يتجاوز "حاجة محترمة جدًا".
لكن، ولتدركوا خطورة الوضع، فـ سيف زاهر ظهر منفعلًا -في مشهد نادر إن لم يكن فريدًا من نوعه- مساء الثلاثاء الماضي خلال عبر برنامج ملعب ON TIME.
فماذا دفع زاهر لاتخاذ صف أخيرًا بعد كل هذه السنوات من الإشادة بالفريقين الرابح والخاسر؟
أحمد الشناوي، الخبير التحكيمي لقنوات أون تايم سبورتس، والحكم الدولي السابق، أعطانا في مداخلة هاتفية بلغت مدتها 12 دقيقة، درسًا مفصلًا في "الميسوجينية"، وهو مصطلح أصله يوناني يعني كراهية واحتقار النساء.
الكابتن الشناوي عارض بضراوة فكرة تولي سيدات مهمة تحكيم مباريات الدوري المصري للرجال، وذلك تعليقًا على إدارة شاهندة المغربي لمباراة سموحة وفاركو في الجولة الأخيرة من المسابقة.
المكالمة لا تزال موجودة على منصات أون تايم سبورتس، بعد مرور 3 أيام من حدوثها، وهذا جيد من ناحية لأنه يعطي الباحثين في بحر الميسوجينية مثالًا عمليًا يمكنهم دراسته باستفاضة.
لكنه من جهة أخرى يفتح الباب أمام تساؤل: هل لو تضمن مقطع الفيديو حديثًا يمس شأنًا آخر لتم رفعه على منصات القناة من الأساس؟ أتمنى أن تكون الإجابة نعم. ولكن لهذا حديث آخر.
بالعودة لدرس كابتن الشناوي في الميسوجينية، فدعونا نتناول حجته بالتفصيل، لنرى هل هو ميسوجيني بحق أم ميسوجيني أي كلام.
أليكسيا بوتياس
"اللاعبة التي حصلت على البالون دور، هل يمكنها أن تلعب في فريق ريال مدريد للرجال جنب بنزيمة؟".
والمقصودة هي أليكسيا بوتيّاس، والإجابة على سؤال كابتن الشناوي: لا.
بوتياس لن تلعب أبدًا في ريال مدريد لأنها مشجعة متعصبة لـ برشلونة منذ صغرها، وهي أحد أهم رموز النادي في المطلق بالوقت الحالي. هذا للتوضيح فقط.
أمّا فيما يخص مجاورة كريم بنزيمة بفريق الرجال، فالإجابة لا أيضًا، لأن قوانين اللعبة لا تحتوي على كرة قدم مختلطة، وإنما رجالية فقط أو نسائية فقط.
لكن بالحديث عن قوانين اللعبة، والتي يُفترَض أن الكابتن الشناوي يؤمن بها ويعتنقها أكثر من غيره بصفته قاضٍ سابق في كرة القدم؛ فتلك القوانين لا تحتوي على أي قيود في جنس: المدير الفني، الإداري، الطبيب، المعد البدني، عامل غرفة خلع الملابس، سائق الحافلة... وبالطبع الحكام.
وبالتالي، يجدر تنبيه كابتن الشناوي أن أليكسيا بوتيّاس غير مسموح لها بمجاورة بنزيمة، لكن شاهندة المغربي مسموح لها إشهار بطاقة حمراء في وجهه (ولو أن بنزيمة لن يفعل أبدًا ما يكبده ذلك على ضمانتي الشخصية).
الحريم هيقاسموا الرجالة في رزقهم
عبارة سمعناها كثيرًا تعليقًا على اقتحام المرأة لسوق العمل الذي كان تحت سيطرة الرجال حتى فترات قريبة.
الكابتن الشناوي لم يقل هذا نصًا، ولكنه قاله ضمنيًا عندما صرّح خلال المكالمة -أمام دهشة سيف زاهر-:
"كم حكم راجل كان عنده طموح يلعب في الدوري الممتاز؟ أنا جاتلي شكاوى كتير من الحكام، مش عايزين يبقى في صراعات داخل التحكيم".
ظهر ذلك الطرح في المجتمع المصري خلال العقدين الماضيين عندما تزايدت أعداد النساء العاملات.
فالشخص الميسوجيني يرى أن عمل المرأة رفاهية، بينما عمل الرجل لإعالة الأسرة.
ومن المؤسف أن يظل ذلك الطرح حيًا في 2022 حيث بات مجتمعنا المصري يعتمد في الإعالة بشكل بالغ على دخول المرأة لسوق العمل تحديدًا وحصريًا وخصيصًا لإعالة أسرتها وتوفير حياة كريمة لأطفالها أمام الدخل الضعيف لرب الأسرة.
أمّا بالنسبة للحكام "الكثر" الذي اشتكوا لـ كابتن الشناوي، فهي ظاهرة نفسية تُدعى Fragile masculinity أو "الرجولة الهشة" في ترجمة حرفية.
استشهاد خاطئ
"لما الاتحاد الإفريقي بيعينها في مباراة؟ بيعينها في منافسات رجال ولا سيدات؟".
استشهاد غير موفق من الكابتن الشناوي لأن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" اختار بنفسه 4 سيدات للظهور في كأس الأمم الإفريقية 2021 مطلع العام الجاري.
الرواندية سليمة موكانسانجا، والكاميرونية كارين أتيمزابونج، والمغربية فتيحة جيرمومي، ومواطنتها بشرى كاربوبي، حضرن في أرض الكاميرون.
الكفاءات بين الرجال
"يلعبوا في الدوري الممتاز لما مايكونش في كفاءات بين الرجال".
ولماذا كل هذه الثقة يا كابتن الشناوي عند الحديث عن كفاءات الرجال في التحكيم؟
في كأس العالم 2022 بشهر نوفمبر المقبل، يتواجد 6 سيدات ضمن أطقم التحكيم، من ضمنهم الرواندية الإفريقية موكانسانجا.
في عبارة أخرى، عدد محكمات الساحة الإفريقيات في قائمة المونديال، أكبر من عدد حكام الساحة المصريين الرجال (0).
والعدد الإجمالي للمحكمات في المونديال (6)، هو 6 أمثال عدد الحكام المصريين الرجال في المونديال (1).
الآن الكابتن أحمد الشناوي يطالب بحصول الرجال على فرصهم، لماذا لا نرد عليه ونقول فلتأخذ محكمة أو محكمتين فرصتهن لعلنا نشهد عودة التحكيم المصري لكأس العالم، لأن في نسخ 2010، 2014، 2018، 2022 مجتمعة حكم ساحة مصري وحيد ظهر في المونديال، وأدار مباراة وحيدة غير ذات أهمية مع كامل الاحترام لـ بنما التي تردد اسمها بسبب مروان موسى أكثر من جهاد جريشة بالتأكيد.
لم يشاهد المباراة أصلًا
من المهم في هذا المقال الإشادة بثبات موقف الكابتن الشناوي، فهو لم يصطد في الماء العكر مستغلًا خطأ تحكيمي لـ شاهندة المغربي لإثبات وجهة نظره، بل عرض رؤيته في منأى عن قراراتها من الأساس.
كابتن الشناوي صرح: "لم أشاهد المباراة من الأساس".
وأضاف: "أنا واثق إنهم على درجة وفنيات".
إذًا مشكلة الكابتن الشناوي ليست في مستواهن داخل الملعب وتأثير صافرتهن على المباريات، وإنما في كونهن سيدات فقط.
وعزيزي القارئ، بالوصول إلى هذا الجزء، لا بد أن تكون قد فهمت بشكل قاطع ما يعنيه مصطلح "الميسوجينية"، فهو التفرقة بناءً على الجنس وليس القدرات.
لأنه وكما أشرنا سابقًا، قانون كرة القدم لا يمنع إدارة سيدة لمباراة رجال، أو إدارة رجل لمباراة سيدات، بالتالي الأمر كله يتعلق بنوع الكروموسومات، الـ XX تحديدًا.
ما العمل إذًا؟
أولًا: مارتن كلاتنبرج رئيس لجنة الحكام، بات مطالبًا بفتح تحقيق داخل أروقة اللجنة للتقصي بشأن مزاعم الكابتن الشناوي التي أشارت إلى انزعاج عدد كبير من الحكام الرجال من وجود محكمات سيدات في الصورة.
ثانيًا: أقترح اختيار مجموعة من المحكمات المرشحات خصيصًا لإدارة مباريات الدوري المصري للرجال، وأن تسند مهمة محاضراتهن وإعدادهن للكابتن أحمد الشناوي فيما يعرف باسم "العلاج بالصدمة".
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : فالجول [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : فالجول [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق