أسباب تجعل روبين دياس الأحق بجائزة لاعب العام في إنجلترا

حصل البرتغالي روبين دياس، لاعب ، على جائزة لاعب العام في إنجلترا وفقاً لاستفتاء رابطة الكتاب الإنجليز، وهي جائزة تختلف كلياً عن جائزة لاعب العام الرسمية، لذلك ليس بالضرورة أن الفائز بجائزة الكتاب هو من يفوز بجائزة لاعب العام وفقاً لرابطة البريمرليج أو من رابطة اللاعبين المحترفين، لكن بعيداً عن أي تفضيلات، فإن مدافع السيتي يستحقها أيضاً، ويجب أن يحقق جميع الجوائز الفردية المتاحة هذا الموسم.

في إعجاب روبين دياس

يعتبر دياس”قائد” حقيقي. البرتغالي الشاب أضاف الكثير إلى زملائه، بسبب شخصيته القيادية وثبات أدائه الدفاعي أمام مرماه. لاعب شاب وقوي بدنياً وذهنياً، ويجيد بشدة التغطية خلف زملائه أو حتى الصعود والمقابلة في موقف 1 ضد 1. ساهم دياس بالأخص في رفع مستوى الدفاع بالكامل، لأنه مميز في الافتكاك، العرقلة، قطع الكرات، ولديه قوة بدنية وطول فارع يساعداه على التعامل مع الكرات الرأسية، نقطة ضعف السيتي دفاعياً في أغلب المباريات السابقة، لذلك أصبح الفريق أفضل كثيراً في الشق الدفاعي.

يشبه تأثير روبين دياس مع السيتي ما فعله فيرجيل فان دايك عند قدومه إلى ليفربول. المدافع البرتغالي قدم نفسه كقائد حقيقي بالخلف، يعتمد عليه جوارديولا باستمرار، ويضع بجواره لاعباً آخر، سواء كان ستونز أو لابورت أو حتى ناثان أكي، مما جعل دفاعات السيتي أكثر صلابة وشراسة من دون الكرة، وقلت الأهداف في شباك إيدرسون وبديله.

ومن الناحية التقنية، فإن دياس يملك المقومات التي تجعله مدافعاً فذاً، سواء من حيث القوة البدنية والطول المميز، بالإضافة إلى قوته في ألعاب الهواء، وتميزه في الافتكاك والعرقلة وقطع الكرات، مع عدم ارتكابه هفوات سهلة أمام مرماه، لذلك فإنه يحقق نجاحات حقيقية مع السيتي هذا الموسم، وفوق ذلك لاعب مباريات كبيرة، بمعنى أنه يتألق في المواجهات الحاسمة، سواء مع فريقه أو منتخب بلاده، كما فعلها من قبل مع البرتغال في نهائي دوري الأمم الأوروبية 2019 أمام هولندا.

 ثلاثي آخر مرشح

إذا وضعنا دياس من جانب السيتي في الترشيحات النهائية للاعب العام، فإن هناك خيارات أخرى أيضاً مثل محمد صلاح، المصري الذي سجل هذا الموسم 22 هدفاً مع ليفربول، ويقدم مستويات جيدة رغم سوء مستوى فريقه، لكنه لا يستحق الحصول على جائزة لاعب العام، لأنه حققها من قبل ولأن أرقامه أقل من معدلاته الطبيعية، رغم تصدره سباق الهدافين رفقة هاري كين، مع تسجيله 22 هدفاً هذا الموسم.

أيضاً هاري كين يقدم موسماً جيداً وسجل أهدافاً هامة، وصنع أكثر مجموعة وافرة من الأهداف، لكن ربما بسبب موسم توتنهام السيء وكثرة تغيير المدربين، ابتعد الفريق تماماً عن اللقب وحتى عن المراكز المؤهلة إلى دوري الأبطال، مما يجعل فوز نجمه بجائزة العام أمراً صعباً وغير متوقعاً، بسبب افتقاده إلى الإنجازات الجماعية، وهو نفس الأمر الذي يواجه زميله الكوري الجنوبي هيونج سون، والذي يقدم موسماً جيداً هو الآخر.

أما الخيار الثالث فهو برونو فرنانديز، نجم مانشستر يونايتد، الذي سجل 18 هدفاً وصنع 11، ولديه نسبة نجاح كبيرة مع الشياطين الحمر، بسبب شخصيته القيادية داخل الملعب، وتفوقه في عملية الصناعة والتسجيل، مع تطور أداء فريقه بوضوح منذ قدومه وحتى الآن، ليقدم نفسه كأحد المرشحين الكبار للفوز بلقب لاعب العام في إنجلترا، كما فعلها مؤخراً بحصوله على جائزة لاعب العام داخل صفوف ناديه اليونايتد، وفق اختيارات أنصار وجماهير الفريق.

 لماذا دياس؟

ومع كل الاحترام والتقدير للثلاثي برونو، صلاح، وكين، فإن روبين دياس هو الأحق بهذه الجائزة فعلياً، لأنه رغم عدم تسجيله أهدافاً غزيرة بحكم لعبه كمدافع، إلا أنه ساهم في تغيير طريقة لعب مانشستر سيتي بالكامل، خاصة على مستوى الخط الخلفي، فلأول مرة منذ سنوات نشاهد فريق جواريولا يلعب بأسلوب متوازن، لا يهاجم بضراوة ولا يندفع كالعادة، لأنه يملك مدافعاً صلباً يستطيع قيادة الدفاع دون مشاكل.

كذلك عانى فريق السيتي مراراً وتكراراً أثناء الركنيات والضربات الثابتة، لكن هذا العيب تحول إلى ميزة حقيقية بفضل تمركز روبين دياس وقوته في هذا الجانب، ليؤثر ذلك بالإيجاب أيضاً على مستوى زميله ستونز، بالإضافة إلى تأثير اللاعب البرتغالي على الفريق بالكامل، سواء في قلة عدد الأهداف في مرماهم أو توازنهم أثناء التحولات والمرتدات الخاطفة من جانب الخصم.

رقمياً، فإن السيتي هو أقوى دفاع هذا الموسم، وإيدرسون أفضل حارس مرمى في إنجلترا، وفق لغة الإحصاءات وخلافه، لذلك فإن روبين دياس كان أحد المؤثرين الكبار في مسيرة النادي سواء في الدوري أو رابطة الأبطال، رغم البداية السيئة والكارثية للفريق مطلع المنافسات، لذلك فإنه يستحق عن جدارة جائزة لاعب العام في إنجلترا، بسبب أرقامه الفردية المميزة، مستواه الجيد في الخط الخلفي، قدراته الفردية الفذة، وفي نفس الوقت إنجازاته الجماعية، والتي يتفوق بها على منافسيه بلا استثناء.