آرسنال وصدارة الدوري .. فيل على غصن شجرة أم منافس حقيقي؟

GOAL [1] 0 تعليق 3 ارسل طباعة تبليغ حذف

"آرسنال على صدارة الدوري الإنجليزي مثل الفيل على الشجرة، لا نعرف كيف وصل ولكن الجميع يدرك أنه سيسقط قريبًا"

مقولة منتشرة الفترة الأخيرة عن الصدارة غير المتوقعة للمدفعجية للبريمييرليج، بعد تحقيق العلامة الكاملة في أول 5 جولات من البطولة حتى الآن.

بداية نارية ومبشرة بكل تأكيد، 5 انتصارات في 5 مباريات، ومستويات مبهرة للعديد من اللاعبين كان أبرزهم جابرييل جيسوس الوافد من مانشستر سيتي وزميله السابق والحالي أولكساندر زينتشينكو.

ولكن هل يستمر آرسنال على الصدارة؟ أم تتحقق مقولة الفيل والشجرة قريبًا؟

كيف وصل آرسنال؟

نصف المقولة لا يحمل أي وجه للصحة، لأن أي متابع للمدفعجية سيعرف كيف وصل الفريق إلى هذه الحالة المميزة التي يمر بها منذ بداية موسم 2022/2023، خاصة بعد الفترة التحضيرية المبهرة والانتصارات الساحقة على تشيلسي وإشبيلية وغيرهما.

النادي اللندني وضع خطة مشتركة بين إيدو جاسبار وميكيل أرتيتا، بدعم بعض المراكز، أهمها مركز الظهير الأيسر والمهاجم، وكان من المتوقع إضافة لاعب وسط آخر وجناح أيمن بعد رحيل نيكولاس بيبي، قبل النهاية الكارثية لسوق الانتقالات.

نجاح جيسوس والإضافة التي قدمها زينتشينكو مع عودة ويليام ساليبا المدافع الفرنسي المتألق، منحت آرسنال الكثير من الاستقرار في انتصاراته على كريستال بالاس، بورنموث، أستون فيلا، ليستر سيتي وفولهام.

ولا يجب إنكار أن جدول آرسنال ساعده كثيرًا على هذه الانطلاقة، لأنه لم يواجه أي من الخمسة الكبار حتى الآن، ولم يذهب إلى أي ملعب صعب سوى في مباراة واحدة أمام بالاس في سيلهرست بارك.

الانتصارات على ليستر وفولهام وفيلا بملعب الإمارات وبورنموث خارج الأرض بهذه المجموعة تبدو منطقية جدًا في ظل الحالة التي يعيشها الفريق، ولكن إلى أي مدى سينجح أرتيتا ورجاله هذا الموسم؟

حلم الدوري الإنجليزي

حصول آرسنال على البطولة لو قام بتدعيم صفوفه بالشكل الصحيح كان صعبًا، والآن أصبح مستحيلًا لأن الفريق يظل مبتعدًا بأميال عن مانشستر سيتي وليفربول وحتى تشيلسي وتوتنهام عندما يتعلق الأمر بعمق التشكيل.

الفريق الحالي كان يمكنه المنافسة على الدوري منذ 6 سنوات، قبل السقف الذي وضعه سيتي وليفربول لأي منافس على البريمييرليج، والذي يختلف بكثير عن ما اعتدنا عليه قبل قدوم بيب جوارديولا ويورجن كلوب إلى أنفيلد وملعب الاتحاد.

ليفربول خسر الدوري أمام سيتي في موسم 2018/2019 رغم حصوله على 97 نقطة كاملة، وهو الرقم الذي لا يستطيع آرسنال الوصول له بالتشكيل الحالي، لذلك الحل الوحيد هو انحدار مستوى هذا الثنائي في نفس التوقيت لمساعدة المدفعجية للصعود بدلًا منهما لأن تخطي سقفهما الآن أو الاقتراب منه يبدو مستحيلًا.

التاريخ يؤكد لنا أنك لا تستطيع الفوز بالدوري الإنجليزي وأنت لا تمتلك لاعبين من الطراز العالمي، وهذه الحقيقة المرة التي يجب أن يواجهها عشاق المدفعجية، معظم الفريق من مواهب مميزة وعناصر جيدة فقط لا أكثر ولا أقل بعد التخلص من غير المرغوب فيهم.

توماس بارتي ربما يكون اللاعب الوحيد الذي يمكن وضعه ضمن الأفضل بمركزه في العالم، ولكن إصاباته ولعبه بجوار جرانيت جاكا ومارتين أوديجارد، يجعل مقارنة وسط آرسنال بمانشستر سيتي الذي يمتلك برناردو سيلفا وكيفين دي بروينه ورودري محض هراء.

وحتى جابرييل جيسوس الذي ترك بصمة واضحة جدًا مع الفريق منذ الوهلة الأولى، لن يصل لمستوى إرلينج هالاند مهاجم سيتي الذي ينتمي لعالم آخر تمامًا، خاصة بعد تسجيله 9 أهداف في البريمييرليج حتى الآن وهو 3 أضعاف ما سجله البرازيلي.

الطموح الطبيعي والمنطقي لآرسنال بالوضع الحالي هو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، لضخ المزيد من الأموال لخزينة النادي ومنحه جاذبية أكبر لضم لاعبين من طراز عالمي يمكنهم تقديم إضافة فورية لنقل الفريق إلى مكان أعلى.

وبالتوازي هناك مهمة لميكيل أرتيتا، وهي رفع مستوى المتواجدين بالفريق ليصبحوا في أعلى مكانة ممكنة مثل جابرييل مارتينيلي، مارتين أوديجارد، بوكايو ساكا، بن وايت، ساليبا، فابيو فييرا، سميث رو، إيدي نكيتيا وغيرهم من المواهب، مثلما فعل كلوب مع محمد صلاح وترنت آرنولد وأندي روبرتسون وساديو ماني في ليفربول.

دائرة كل موسم

آرسنال سيحتاج إلى الحظ وسيناريو مختلف عن ما يحدث في كل موسم، لأن النهاية الكارثية للميركاتو قد تعني أن آرسنال ربما لن يتأهل حتى إلى دوري أبطال أوروبا، بسبب إضعاف صفوف الفريق بالتخلي عن لاعبين دون جلب البديل المناسب.

أرتيتا أرسل نيكولاس بيبي إلى نيس على سبيل الإعارة، ليترك ساكا بلا بديل ويضع عليه الكثير من الضغوط رغم صغر سنه ونفس الأمر لمارتينيلي، لذلك عدم التعاقد مع جناح أيمن يبدو مجازفة هائلة، إلا إذا كان يخطط للاعتماد على فابيو فييرا أو ماركينيوس بهذا المركز ويثق في نجاحهما الفوري وهو أمر مستبعد.

الوضع الحالي لخط الوسط لا يبشر بأي خير، إصابة متوقعة لتوماس بارتي وغياب طويل لمحمد النني، ليصبح سامبي لوكونجا وجرانيت جاكا وحدهما في خط الوسط، عدديًا الأمر يبدو غاية في الصعوبة ولكن من حيث الجودة فهو أشبه بالكارثة.

النادي ارتبط بالعديد من اللاعبين المميزين مثل يوري تيليمانس وبيدرو نيتو ورافينيا وغيرهما، ولكن المحصلة كانت صفر، لتنتشر بعض الأقاويل أن النادي سيتعامل مع الوضع الحالي ويتحرك لتدعيم صفوفه في يناير، وفي الشتاء سنسمع المقولة المعتادة بأن سوق الانتقالات الشتوي ليس سهلًا ومن الصعب التعاقد فيه مع لاعبين مفيدين للفريق على المدى البعيد لذلك يجب الانتظار للصيف.

وفي الصيف التالي يحدث نفس السيناريو، ارتباط بلاعبين كبار ودخول الموسم بفريق منقوص، وتستمر المعاناة ويطول انتظار الجماهير لهذا النجاح المستقبلي الذي لم يحدث حتى الآن ولن يحدث بهذه الطريقة.

لذلك لو أراد آرسنال المنافسة على أي شيء هذا الموسم، سيحتاج إلى بعض الحظ بعبور هذه الفترة بنجاح حتى كأس العالم في نوفمبر، مع التدعيم في يناير من أجل السيناريو الواقعي وهو التواجد ضمن الأربعة الكبار، ليبدأ الحديث عن الدوري من الموسم القادم وليس الآن.

الفريق مقبل على فترة صعبة جدًا سيلعب فيها مع مانشستر يونايتد وإيفرتون وبرينتفورد وتوتنهام وليفربول، اختبارات مختلفة تمامًا عن أول 5 مباريات، ولو تخلى التوفيق عن أرتيتا وانهار فريقه، سيسقط الفيل من على الشجرة بل ربما ينهار تمامًا دون عودة!

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

0 تعليق