موقع اخبار كورة - بينما يقترب الثلاثي محمد صلاح وترينت ألكسندر-أرنولد وداروين نونيز من تحقيق حلم التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم مع ليفربول، لم يكن من الصعب تخيل سيناريوهات مغايرة كانت ستأخذ كل واحد منهم إلى وجهة مختلفة، لولا تمسّك إدارة "الريدز" بسياسة واضحة: لا بيع على حساب الطموحات. في حال نجح ريال مدريد في مساعيه خلال الشتاء الماضي، لكان ألكسندر-أرنولد يرتدي قميص الفريق الملكي الآن، يركض على أرضية "سانتياغو برنابيو" لمحاولة اللحاق ببرشلونة في صراع الدوري الإسباني. النادي الإسباني حاول استغلال اقتراب نهاية عقد اللاعب، ساعيًا لضمه مقابل مبلغ زهيد، لكن ليفربول رفض حتى فتح باب المفاوضات. أما محمد صلاح، فكان قريبًا جدًا من مغادرة أنفيلد إلى الدوري السعودي عبر بوابة الاتحاد، بعد عرض ضخم بلغت قيمته 150 مليون جنيه إسترليني في سبتمبر 2023. ورغم إغراءات الصفقة، قررت إدارة ليفربول الاحتفاظ بالنجم المصري، الذي لا يزال يقدم مستويات مذهلة، وسجل منذ حينها 56 هدفًا وصنع 35 آخرين في 88 مباراة. ووفقًا لشبكة "ليفربول إيكو" المقربة من النادي الإنجليزي، أشارت إلى أن نفس الأمر تكرر مع داروين نونيز، الذي تلقى عرضًا كبيرًا من الهلال السعودي في يناير الماضي، لكن ليفربول رفض العرض رغم أن اللاعب فقد مركزه الأساسي تدريجيًا في خط هجوم المدرب أرن سلوت. وانتشرت مؤخرًا تقارير من البرتغال تشير إلى أن النادي الإنجليزي يتجنب إشراك نونيز لتفادي دفع خمسة ملايين يورو إضافية لناديه السابق بنفيكا، وهو ما تنفيه طريقة إدارة النادي، التي اعتادت التضحية بالمكاسب المالية في سبيل الحفاظ على طموح البطولات. قرارات ليفربول الواضحة في سوق الانتقالات تعكس سياسة ثابتة: لا تفريط في النجوم إذا كانت هناك فرصة للمنافسة على الألقاب، وهو ما يتضح الآن في نهاية الموسم، حيث يواصل الفريق صراعه على لقب الدوري، وقدّم ألكسندر أرنولد مثالًا حيًا بتسجيله هدف الفوز أمام ليستر سيتي بعد عودته من إصابة أبعدته 6 أسابيع. ورغم كل شيء، لا يزال مستقبل أرنولد محل نقاش، مع تقارير تؤكد وجود اهتمام متجدد من ريال مدريد، خصوصًا في ظل مشروع "دوري السوبر الأوروبي". في المقابل، جدد صلاح عقده مع ليفربول مؤخرًا حتى 2027، في خطوة عززت من استقرار الفريق الهجومي. في النهاية، قرارات ليفربول الصائبة في الحفاظ على ركائز الفريق الأساسية تؤتي ثمارها الآن، في سباق محتدم على المجد المحلي، كان من الممكن أن يسير في اتجاه مختلف تمامًا.