أصبحت مسألة وقت ويتم إعلان رالف رانجنيك مدربًا مؤقتًا لمانشستر يونايتد حتى نهاية الموسم خلفًا لأولي جونار سولشاير، خطوة لقيت استحسانًا من غالبية عشاق النادي الإنجليزي لما يمتلكه المدرب الألماني من سمعة استثنائية وتاريخ طويل من النجاحات في أراضي البوندسليجا.
لا يعرف سوى الهجوم والكرة الممتعة، يعشق التحديات، وفي الوقت نفسه عانى كثيرًا على الصعيد النفسي، والأهم من ذلك أن "عينه خبيرة" سواء عندما يتعلق الأمر باللاعبين أو المدربين.
صحيح أن رانجنيك البالغ من العمر 60 عامًا لم يعمل خارج ألمانيا تدريبيًا من قبل، لكن بعض المؤشرات من تجاربه في أراضي الراين تُبشر بأنه سيصلح ما أفسده سولشاير في الأسابيع الماضية.
مانشستر يونايتد يستقر على تعيين رانجنيك حتى نهاية الموسم
عاشق التحديات
بعد أن كوّن رانجنيك اسمًا له في عالم التدريب بألمانيا لدرجة إشرافه على تدريب عملاقين مثل شتوتجارت وشالكه وكذلك هانوفر، قبل بأن يعود إلى الخلف كثيرًا فقط من أجل "التحدي" المثالي، والحديث هنا عن تجربته في هوفنهايم.
تولى رانجنيك تدريب هوفنهايم في عام 2006 بينما كان الفريق لا يزال بين فرق الهواة، ونجح في الوصول بهم إلى البوندسليجا موسم 2008-09.
الشيء المثير حقًا حول رانجنيك كيف سار مع هوفنهايم، فهذا الفريق الصاعد الذي بناه رياضيًا، تصدر به ترتيب الدوري الألماني بالدور الأول من نفس موسم الصعود بتجميعه 35 نقطة من 51 متاحين.
الضربة القاضية لهذا الموسم العظيم لهوفنهايم كان إصابة الهداف فيداد إيبشفيتش بالرباط الصليبي وغيابه عن الدور الثاني، ليتراجع الفريق كثيرًا حتى أنهى الموسم في المركز السابع.
تجربة هوفنهايم من شأنها أن تقول الكثير عن رانجنيك، فهو لا يطلب سوى توفير الإمكانات المالية ووضع أسس المشروع، أما النجاح فهو مضمون.
تجربة أخرى تؤكد هذه الحقيقة ومدى عشق رانجنيك للتحديات، وهي مشاريع ريد بول في أوروبا، مع لايبزيج وسالزبورج في النمسا.
تولى رانجنيك مسؤولية الإدارة الرياضية للمشروعين في ألمانيا والنمسا، فغدا سالزبورج زعيم النمسا والمورد الأساسي حاليًا للمواهب ربما في أوروبا، وتحول لايبزيج إلى نادٍ من صفوة الأندية الألمانية رغم إنشاؤه فقط في 2009.
رانجنيك تدريبيًا مع لايبزيج تولى المهمة مرتين، الأولى في الدرجة الثانية عندما سئم من الوجود فيها، ليصل بالفريق إلى البوندسليجا ثم يمنح القيادة لرالف هازنهوتل، الذي يُدرب ساوثامبتون حاليًا.
طلب هازنهوتل بعد موسم عظيم مع لايبزيج تجديد عقده لمدة طويلة، رفض رانجنيك الأمر ليقرر المدرب الرحيل، ويتولى رانجنيك المسؤولية مؤقتًا لعام حتى قدوم يوليان ناجلسمان، ويؤمن للفريق المشاركة في دوري أبطال أوروبا مع الوصول لنهائي الكأس وخسارته أمام بايرن ميونخ.
من اللا شيء إلى كل شيء، هكذا يمكن وصف رانجنيك وما فعله مع هوفنهايم ومشاريع ريد بول، فهذه الأندية بفضله وبفضل الأسس التي وضعها، باتت أفضل مقر ومستقر للمواهب في العالم كله.
التجربة الفريدة مع شالكه
ربما أن ما ساعد رانجنيك على النجاح كثيرًا مع لايبزيج وهوفنهايم حقيقة أن تلك الأندية لا تمتلك شعبية، وبالتبعية لا توجد ضغوطات فعلية من الجماهير، بينما فقط يلقى تلك الضغوطات من الإدارة أو الملاك بشكل عام.
لكن ماذا عن تجربة رانجنيك رفقة الأندية الجماهيرية؟ مع شتوتجارت وهانوفر في مطلع الألفية، كانت تجارب متوسطة إلى جيدة وضعت له اسمًا جيدًا في عالم التدريب.
لكن التجربة التي تبلور قدراته الفنية مع الأندية الجماهيرية كانت في 2011، عندما خلف فيليكس ماجات في تدريب شالكه، وقادهم لبلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بالتغلب على إنتر حامل اللقب 5-2 في قلب سان سيرو.
كما حقق رانجنيك مع شالكه لقبي كأس ألمانيا والسوبر المحلي في نفس العام، ليصبح هو نجم الشباك الأول في كرة القدم الألمانية بذلك التوقيت.
المرض النفسي
بينما كانت مسيرة رالف رانجنيك في أوّج فتراتها مع شالكه، والتي سبقها النجاح العظيم مع هوفنهايم، اضطر المدرب الشاب وقتها إلى ترك العمل التدريبي بسبب المرض النفسي.
تعرض رانجنيك لمرض يُدعى "متلازمة التعب المزمن" أصحاب هذا المرض النفسي قد يصل بهم الأمر إلى الانتحار في بعض الأحيان، كما حدث من قبل لمدرب باير ليفركوزن السابق ساشا ليفاندوفسكي عام 2016.
نتيجة لهذا المرض، قرر رانجنيك الابتعاد عن الضغوطات والخضوع للعلاج، فهو يشعر دومًا بإنهاك جسدي ونفسي لا يوصف ويواجه مشاكل عقلية أيضًا في بعض الأحيان.
ما أكده رانجنيك بعد سنوات أن حالته النفسية باتت أفضل بمراحل حاليًا، مما يتأكد في عودته للعمل مع لايبزيج فنيًا عندما أتت الفرصة مرتين، ومن دون آثار جانبية تذكر على شخصيته.
العين الخبيرة
بالحديث عن اللاعبين، فحدث ولا حرج، رانجنيك اكتشف كوكبة من أهم اللاعبين في الدوري الألماني والنمساوي بالعقدين الأخيرين، ولعل أبرز الأسماء كان إرلينج هالاند وساديو ماني ولويس جوستافو وتيمو فيرنر وهايدارا وكيفن كوراني وروبيرتو فيرمينو وفيداد إيبشفيتش وديمبا با وغيرهم.
العين الخبيرة لرانجنيك لم تتوقف على صعيد اللاعبين فقط، بل أيضًا ساهمت في اكتشاف مدربين مهمين في ألمانيا والنمسا.
كل من عمل مع رانجنيك في الحقيقة صار صاحب شأن، الاسم الأهم هو توماس توخيل، عندما كانا سويًا في شتوتجارت.
كما أنه اكتشف إدي هوتر وجيسي مارش وروجر شميدت وماركو روز، وجميعهم يعملون في فرق شهيرة ولديهم سمعة طيبة جدًا.
الحزم
العديد من المواقف يمكن أن تؤكد أن شخصية رانجنيك "حازمة" لعل أبرزها كانت رحيله عن هوفنهايم فقط لبيعهم لويس جوستافو دون إخباره!
السيطرة على غرفة خلع الملابس وخلق العلاقة الطيبة مع اللاعبين على طريقة توخيل وكلوب هي سمة أساسية من سمات رانجنيك تتضح في كل تجاربه السابقة.
لذلك، فرغم وجود نجوم في مانشستر يونايتد، يستطيع رانجنيك التعامل بمزيج من الحزم واللطف ويكسب الجميع.
ملخص القول، مسيرة رانجنيك مليئة بالاختيارات المفاجئة ولكن تبريرها السهل هو "عشقه للتحديات" ومع الأندية الجماهيرية نجح، وأسس مشاريع ضخمة ذهبت بعيدًا بالعديد من الأندية، كما أن العين الخبيرة التي يمتلكها تتحدث عن نفسها دومًا، لذلك فبالمنطق، رانجنيك مثالي لمانشستر يونايتد.
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.