اخبار كورة

بين عبقرية آل الشيخ ورهان كلوب.. ماذا سيقدم داروين نونيز لليفربول؟

"كل هذه القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، وإنهاء الفرص والسرعة، لقد كان أغلى صفقة شراء لبنفيكا، وعندما لا يكون هناك جائحة، سيكون أغلى عملية بيع، سيكون لاعبًا عالميًا".

كانت تلك كلمات جورج جيسوس مدرب فريق بنفيكا البرتغالي، الذي طالما امتدح داروين نونيز الذي تدرب تحت رعايته.

المهاجم الأوروجوياني قد ذهب أخيرًا إلى ليفربول، رحلة جديدة يبحث فيها عن التواجد في الدوري الأكبر الذي يحظى بأقوى دعاية ومتابعة إعلامية، فوائد عديدة سيخرج بها نونيز من تلك المرحلة.

لكن الحديث يدور دومًا حول نجاح تلك الصفقة من عدمها، خاصةً وأنه جاء بمبلغ 100 مليون يورو، وهو الرقم الذي إن سمعه يورجن كلوب من 4 أعوام ماضية، ربما كان ليفقد وعيه أو يخرج مطالبًا بمحاسبة إدارة ليفربول الرأسمالية الغاشمة.

لكن الكل يخضع إلى متطلبات اللعبة، ومدى تأثير المال في اتخاذ كافة القرارات المعنية بالأسماء الراحلة والباقية، وغيرها من الأمور الفنية والإدارية.

لماذا داروين نونيز من الأساس؟

بعد إعلان انتقال نونيز إلى ليفربول، خرجت العناوين الصحفية لتضع المقارنة بينه وبين إرلينج هالاند، لاعب بوروسيا دورتموند المنضم حديثًا إلى مانشستر سيتي.

طريقة اعتيادية للبحث عن حرب جديدة يوضع حولها هالة إعلامية صاخبة تمتد لفترات، لحين إثبات أن تلك الحرب ليست بضروس ولكنها طبيعية تمامًا.

مع الأخذ في الاعتبار، أنه بالطبع سنسمع الأحاديث التي تدور حول "رد كلوب الصارم" على جوارديولا الذي قد اشترى هالاند منذ أيام.

الحقيقة أن كل ذلك عبث ولا مكان له في مؤسسة ليفربول المنظمة التي تعتمد على استخدام البيانات والتكنولوجيا كعنصر أساسي في اتخاذ القرارات المتعلقة بالصفقات الجديدة.

بالنظر إلى أرقام داروين التهديفية سنجد بالطبع أنه مكينة أهداف، حيث شارك في 41 مباراة، سجل من خلالها 34 هدفًا، فيما قدم 4 تمريرات حاسمة لزملائه.

وهي نقطة إيجابية للغاية تجعله محط أنظار العديد من الفرق الأوربية، خاصةً مع تدهور حال المهاجمين بشكل عام في الفترة الأخيرة، والاعتماد على الأجنحة في مسألة التهديف.

في الفترة الأخيرة ومع بداية الموسم الماضي، كانت التقارير الصحفية تشير إلى دور المدرب المساعد في ليفربول، بيب ليندرز، بجانب كلوب في عملية تطوير مسألة الضغط المرتفع وزيادة الحدة المتوقعة.

وهو الأمر الذي ترجم بسرعة عندما انضم دييجو جوتا للفريق بتوصية من بيب، وحضر معه تلك الشراسة غير المعتادة في عملية الضغط والاستخلاص.

وهو ما يجعلنا ننظر في أرقام نونيز، التي تم عرضها على موقع "fbref" المختص بالإحصائيات المجانية للاعبي الكرة.

فعند مقارنة داروين بجميع المهاجمين بالدوريات الكبرى بأوروبا، سنجد أن له أرقام رائعة من حيث تطبيق عملية الضغط واستخلاص الكرة.

حيث يضغط بمعدل 15.24 مرة في المباراة الواحدة، ويستخلص الكرة بمعدل 0.59، وهي أرقام مميزة بشكل عام ومدهشة عند مقارنتها بإحصائيات محمد صلاح وساديو ماني في تلك النقاط، حيث يتفوق نونيز بمعدلات طفيفة لكنها واضحة.

ناهيك عن فوزه بالكرات الهوائية بمعدل 2.49 في المباراة، وهو ما افتقده كلوب في خصائص الأسماء التي شاركت معه في مركز المهاجم على مدار تلك السنوات التي قضاها بالريدز.

نحن أمام رجل يجيد عملية الضغط والاستخلاص، ويستطيع التسجيل من كافة أنواع الفرص، ويلعب بكلتا القدمين، وله ميزة جديدة ستضاف في خط هجوم ليفربول، المؤشرات كلها إيجابية، ولكن هل يوجد سلبيات؟

لاعب الموسم الواحد؟

بالنظر إلى كل صفقات ليفربول التي أُبرمت في عهد كلوب، سنجد أن هناك عامل مشترك بين جميع الأسماء، إلا لاعب واحد هو نابي كيتا.

العامل المشترك هو تقديم تلك الأسماء إلى مواسم مميزة تصاعدية مختلفة، وضح فيها تطور هذه العناصر، وبانت الخصائص المملوكة لديهم.

عكس ما حدث مع كيتا الذي تألق في فترة زمنية قصيرة، ومن ثم تقدم الريدز لشرائه بـ 60 مليون يورو، وجاء الغيني ليؤكد أن ليفربول امتلك "جيرارد الجديد" قبل أن يدرك عشاقه أن نابي لديه تعاقد آخر مع مستشفيات ليفربول.

لماذا نتذكر تلك الأحداث؟ لأن ما حدث مع كيتا يتكرر الآن مع نونيز، صفقة جديدة أدت بشكل رائع في فترة زمنية محددة، وقام ليفربول بشرائها بأقصى سرعة بمبلغ كبير للغاية.

التخوفات من كون نوينز "لاعب الموسم الواحد" منطقية ولا يمكن إنكارها، لكن علينا عند إطلاقها الرجوع إلى شخصية اللاعب وتحليل أهدافه.

منذ عامين سئل نونيز حول جلوسه على الدكة في المنتخب الأوروجوياني للويس سواريز وإدينسون كافاني، وأجاب أن هذا هو الوضع الطبيعي، وأن عليه التعلم منهم والصبر.

هذه الكلمات خرجت من لاعب بعمر الـ 20 آنذاك، فيبدو أننا أمام رجل لا يملك العقلية الطائشة التي دفعت العديد من الموهوبين إلى الهاوية.

الشخصية قبل كل شيء!

منذ فترة قصيرة، خرجت الصحافة البرتغالية لتوضح جانب آخر من شخصية نونيز، وتضع تعامل المهاجم الواعد مع الضغط الجماهيري في ليفربول محل شك، استنادًا على ما حدث من قبل من اللاعب نفسه في بنفيكا.

التقارير أشارت إلى وجود حالة من القلق لدى النجم الصاعد بسبب الضغط الجماهيري والإعلامي عليه، وهو ما تعرض له في أول موسم مع الفريق البرتغالي عندما سجل 6 أهداف فقط في بطولة الدوري.

ما حدث كان بالطبع هو الهجوم القوي على نونيز على وسائل التواصل الاجتماعي ووضعه تحت الضغط، بسبب القيمة التي جاء بها، والتي لم يؤكد على جودته واستحقاقه لها بعد.

ورد فعل الأوروجوياني كان بحذف التعليقات السلبية أولًا، ثم اللجوء إلى خاصية "بلوك" التي تتيحها مواقع التواصل لحجب رؤية صوره وتعليقاته للجماهير الغاضبة.

الأمر الذي يضع تعامل نونيز مع الضغط الأكبر في إنجلترا محل شك، فالآن جاء داروين بقيمة تصل إلى 100 مليون يورو، وبالطبع إن تأخر في إثبات استحقاقه لهذا المبلغ سيتم الهجوم عليه من الصحافة.

وعلينا ألا نغفل أن الصحافة الإنجليزية لا ترحم أبدًا، وتحب تسليط الضوء على المواضيع الساخنة والهجوم المستمر.

هذه الأحداث حدثت منذ عامين، الآن قد يبدو وأن الوضع تغير في شخصية نونيز، لكن لا بد وأن يحصل الأوروجوياني على حماية من وكيله ومدربه كلوب في المستقبل.

كسر القوالب المعتادة

في السنين الأخيرة خرجت العديد من التقارير الصحفية التي تؤكد على حدوث طفرة جديدة في عالم كرة القدم تدعى "إرلينج هالاند"، والحديث كان يدور حول هذا المهاجم صاحب طول القامة، والسرعة الهائلة التي لا يمكن إيقافها.

طفرة مبهرة نرى فيها لاعب خرج على القوالب القديمة التي تؤكد أن المهاجم الطويل لا بد وأن يكون بطيئًا في الحركة، ويلعب برأسه بصورة مميزة، صورة أقرب لأوليفييه جيرو، مهاجم ميلان الحالي.

الآن، نحن أمام نجم جديد، يشارك هالاند في تلك الخصائص بفارق الجودة بالطبع، نحن أمام مهاجم طويل وسريع ومميز في ضربات الرأس ويضغط بصورة ممتازة.

تمرد واضع من الثنائي على الأفكار القديمة الخاصة بوضع المهاجم في صورة نمطية واحدة لا تتغير.

نونيز يعود على الجميع بالنفع

في شهر سبتمبر من عام 2020، اشترى فريق بنفيكا داروين نونيز من فريق ألميريا الإسباني الذي يشارك بدوري الدرجة الثانية.

سعر الصفقة وصل إلى 39 مليون يورو، وذلك بعد شرائه بموسم واحد من قبل تركي آل الشيخ بمبلغ 13 مليون يورو.

نحن لا نتحدث هنا عن الفوائد المالية التي أتمتها عملية البيع والشراء من قبل، بل نتحدث عن نظرة رائعة أبرمها المالك السعودي في اتفاقية البيع مع بنفيكا.

حيث اشترط آل الشيخ، الحصول على 20% من نسبة إعادة بيع المهاجم الأوروجوياني في المستقبل من الفريق البرتغالي.

وبحسب الأخبار المتداولة فإن الصفقة قد كلفت الريدز 100 مليون يورو، أي أنه سيذهب 20 مليون يورو تقريبًا لخزائن ألميريا الإسباني.

اقرأ أيضًا.. رحلة بدأت من مصر .. كيف أعاد تركي آل الشيخ ألميريا إلى الليجا؟

طريقة ليست بجديدة على الإطلاق في عالم التسويق بكرة القدم، لكنها أفادت النادي الإسباني بشكل كبير للغاية، في ظل صعوده هذا الموسم لبطولة دوري الدرجة الأولى، واحتياجه للصفقات.

لم يشهد داروين نونيز صعود ألميريا للبطولة الأبرز بإسبانيا، لكنه أصبح عنصرًا هامًا للغاية لدى النادي الإسباني.

حتى الآن، فالأحداث المتعلقة بنونيز مفيدة لكل الأطراف، الخير يعم على الجميع، لكن يبقى التخوف في إنجلترا يحوم أمام مشجعي ليفربول، هل هي صفقة أسلحة فاسدة؟ أم قذيفة كلوب المدمرة بعد ماني؟

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.