توقعنا مع بداية فترة الانتقالات الصيفية أن تشتعل المنافسة على بعض المواهب، لتكون الحديث الأول للجميع بمختلف الصحف بجميع أنحاء أوروبا.
محمد صلاح، إرلينج هالاند، داروين نونيز وكيليان مبابي هم من اعتقدنا أن النقاشات ستدور حولهم والترقب سيسود لمعرفة وجهتهم القادمة.
ولكن صلاح قرر التجديد لليفربول، وذهب هالاند مبكرًا لمانشستر سيتي ولحق به نونيز في ليفربول، وقرر مبابي البقاء في باريس سان جيرمان، لتتبقى بعض الملفات الأخرى على رأسها رافينيا جناح ليدز يونايتد.
النجم البرازيلي أصبح حديث الساعة في الصحف الإنجليزية على مدار الأسابيع الماضية، حيث كان قريبًا من آرسنال بعد استغلال المدفعجية الأزمة المالية لبرشلونة، قبل أن ينقض تشيلسي على الصفقة، ولكن النادي الكتالوني عاد ليصبح هو الأقرب للحصول على خدمات صاحب الـ25 سنة.
الأمر لم يتوقف فقط على الثلاثي، فهناك أيضًا توتنهام، بايرن ميونخ وليفربول، جميعهم اهتموا برافينيا، ولذلك يجب أن نسأل، هل يستحق نجم ليدز كل هذه الضجة؟
من هو رافينيا؟
اللاعب تدرج بصورة طبيعية جدًا، حيث بدأ مع نادي أفاي البرازيلي تحت 20 سنة، قبل الانتقال إلى فيتوريا جيمارايش البرتغالي ومنه إلى سبورتينج لشبونة.
رحل عن البرتغال في 2019 منضمًا إلى ستاد رين لتكون الانطلاقة الحقيقية له، حيث دفع النادي الفرنسي 21 مليون يورو لضمه، وهو مبلغ نادر لرين، قبل التخلي عنه في 2020 لصالح ليدز يونايتد.
الانطباعات الأولى دائمًا ما تدوم، لذلك الهدف الأول له بقميص ليدز لا يمكن نسيانه أبدًا، وجعل الجميع يركز على تطوره خلال فترة تواجد المدرب مارسيلو بييلسا.
تسديدة بعيدة المدى أمام إيفرتون في الدقيقة 85 ليقود فريقه للفوز خارج ملعبه على التوفيز، ليسأل الجميع، من هذا اللاعب؟ ومن أين جلبه بييلسا إلى الدوري الإنجليزي؟
موهبة نادرة
رافينيا يمتلك بعض الصفات التي تجعله مفضلًا للعديد من الفرق بمختلف المدارس، لذلك تشيلسي وآرسنال وبرشلونة يقاتلون للحصول على خدماته.
لاعب يساري يتمتع بمهارة عالية في المراوغات ولمسة خفيفة جدًا تجعله عنصرًا هامًا في سرعة التحول من الدفاع للهجوم، يتمركز بشكل أكبر على الجانب الأيمن، ولكنه يمكنه أداء الجناح الأيسر الكلاسيكي الذي يلعب على الخط، وهو الدور المناسب للكرة الإنجليزية.
البرازيلي ليس اللاعب المهاري الاستعراضي الذي يكتفي بالمراوغة والفنيات، بل هو يعمل بجد ويعمل من أجل منظومة الفريق بغض النظر عن الجوانب الفردية ويتميز بدقة التسديدات داخل وخارج المنطقة.
معدل مراوغاته الموسم الماضي وصل إلى 5 مراوغات في المباراة الواحدة، ويعتبر فعالًا بأقصى درجة ممكنة لتهديد مرمى الخصوم داخل منطقة الجزاء.
ربما لا يعتبر الأفضل في العالم من حيث الأهداف المتوقعة من ناحية التسجيل والصناعة، حيث يحتل المركز 141 بالبطولات الكبرى من هذه الخاصية، لكن هذا لا يقلل أبدًا من موهبته.
أرقام رافينيا بتسجيله 11 هدفًا وصناعة 3 في 36 مباراة مع ليدز الموسم الماضي، لا تجعله أفضل الخيارات المتاحة بمركز الجناح في أوروبا، خاصة لو تمت مقارنته بموسى ديابي جناح ليفركوزن ودومينيكو بيراردي من ساسوولو ولكن يبدو خيارًا مضمونًا أكثر منهما
ويأتي ذلك بسبب إثبات نفسه على أعلى مستوى ممكن في الدوري الإنجليزي مع فريق يكافح على الهبوط، وهو ما يشجع الأندية للتهافت على ضمه، لعدم تكرار تجارب فشل روميلو لوكاكو ونيكولاس بيبي وتيمو فيرنر ولوكا يوفيتش، حيث تألقوا بدوريات أقل تنافسية وفشلوا بالمستويات الأعلى.
الدولي البرازيلي يعتبر السبب الرئيسي لبقاء ليدز يونايتد في الدوري وتفادي الهبوط مع المدرب جيسي مارش، وسجل العديد من الأهداف الحاسمة الموسم الماضي كان آخرهم في شباك برينتفورد بالفوز 2/1 بالجولة الأخيرة.
أرقامه مميزة مع المنتخب البرازيلي الذي أصبح من عناصره الرئيسية، حيث سجل 3 أهداف وصنع هدفين في 9 مباريات.
لماذا هو الأنسب لبرشلونة؟
كرة القدم بها درجة عالية جدًا من الارتجال يتجاهلها البعض لصالح الخطط والتنظيمات، بالرغم من إثبات العديد من النجوم مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو محمد صلاح حقيقة أن خطتك يمكن إفسادها بسهولة بمهارة فردية استثنائية.
المفارقة أن الثلاثي المكون من تشيلسي وآرسنال وبرشلونة، يفتقدون للاعب الذي يمكنه صناعة الفارق في الأوقات الصعبة عندما تتأزم الأمور من الناحية الجماعية وتفشل خطة الفريق.
آرسنال بالتحديد كان بحاجة للظهور بأفضل مستوى ممكن من الناحية الجماعية للفوز الموسم الماضي، وعندما يقوم الفريق الخصم بقراءة خطته جيدًا يخرج تمامًا من المباراة، وهذا ما واجهه برشلونة وتشيلسي في العديد من الأوقات.
برشلونة وآرسنال لا يمتلكان الأموال اللازمة لشراء هذا اللاعب الاستثنائي الذي يشبه ميسي في الفريق الكتالوني وأليكسيس سانشيز مع آرسنال، لذلك الخيار الأفضل هو التعاقد مع لاعب يمكنه الوصول لهذه المكانة ليصبح من أفضل اللاعبين في العالم ومن نجوم الصف الأول.
لذلك التوجه نحو رافينيا يناسب الثنائي، لأنه لن يكلف أكثر من 60 مليون يورو وهو ليس بالرقم الضخم وفقًا لطبيعة السوق الحالية، خاصة وأن التعاقد مع لاعب آخر متاح مثل سيرج جنابري من بايرن ميونخ قد يضر بسقف الرواتب لدى كل منهما.
برشلونة عانى بشكل واضح بعد رحيل ميسي، بسبب عدم التعاقد مع بديل والإصابات المستمرة لأنسو فاتي وعثمان ديمبيلي، لذلك واجه الفريق العديد من اللحظات الصعبة التي احتاج فيها للاعب المنقذ الذي يقلب الموازين، والآن تبدو الفرصة سانحة لحل هذه الأزمة.
رافينيا صفقة مثالية لمن يقتنص الفرصة، لاعب على وشك الدخول في ذروة مسيرته، لديه هامش تطور واضح، فعال ومهاري ومؤثر، وفرص نجاحه تبدو مضمونة جدًا مع أي فريق ينضم له، ويبدو أن تشافي هيرنانديز مدرب برشلونة هو الأوفر حظًا لاقتناص هذه الفرصة حتى الآن وفقًا لرغبة اللاعب الصريحة في ارتداء قميص الفريق الكتالوني.
اقرأ أيضًا ..
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.