بول بوجبا إلى يوفنتوس.. صفقة رابحة لكل الأطراف

سبورت 360 – مرت 5 سنوات منذ أن أصبح بول بوجبا أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، عندما انتقال إلى مانشستر يونايتد قادماً من يوفنتوس، لكن الدولي الفرنسي لم يرتقِ لمستوى التطلعات، حيث تراجع مستواه كثيراً في الموسمين الأخيرين.

ومنذ عودته إلى مسرح الأحلام في 2016، لم تسر الأمور على نهج ثابت مع بول بوجبا، ورغم أنه فاز بالعديد من الألقاب خلال تلك الفترة، سواء مع منتخب فرنسا أو مع مانشستر يونايتد، إلا أن مستواه الفردي كان متذبذباً.

فنحن أمام لاعب يمر بفترات يُظهر فيها مستويات مميزة تجعلك تظن أنك أمام نجم كبير ولاعب قادر على حمل فريق كامل على أكتافه وخلق الخطورة من العدم، وهي فترات لا تدوم سوى لبضعة مباريات، قبل أن يأفل نجمه ونعود لنرى لاعباً عادياً، طالحه أكبر من صالحه.

بوجبا مع مانشستر يونايتد.. 5 سنوات من الفشل:

وخلال موسمه الأول رفقة الشياطين الحمر، استطاع بوجبا الظهور بمستوى جيد، ولكن كانت هناك دائماً تساؤلات مطروحة عن أدائه في المباريات الكبيرة، كما أن أرقامه وقتها كانت متواضعة باعتباره أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم.

وأنهى الفرنسي موسم 2016/2017 بتسجيله 9 أهداف وصناعته لـ5 في 51 مباراة، وهي إحصائيات ضعيفة للاعب عاد إلى فريقه السابق بمبلغ طائل.

واستمرت الانتقادات في ملاحقة اللاعب للموسم التالي، رغم أن مستواه بدأ في التحسن، حيث صنع 12 هدفاً خلال 37 مباراة بجميع البطولات ليقود فريقه لاحتلال المركز الثاني بالدوري الإنجليزي خلف مانشستر سيتي.

ويمكن القول إن موسم 2018/2019 هو أفضل موسم لبول بوجبا داخل مسرح الأحلام، حيث ظهر النجم الفرنسي بمستوى مختلف تماماً عن بقية اللاعبين، وحمل مانشستر يونايتد فوق أكتافه رغم سوء بقية اللاعبين.

وبنهاية الموسم، نجح بول بوجبا في تسجيل 16 هدفاً وقدم 11 تمريرة حاسمة لزملائه، مما أدى إلى اختياره ضمن فريق العام من اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين.

ولكن في الموسم السابق، عاش بول بوجبا فترات صعبة للغاية، حيث غاب عن جل مباريات الفريق بسبب إصابة قوية في الكاحل، ما جعله يشارك في 16 مباراة فقط بالدوري الإنجليزي الممتاز، ورغم ذلك كان اليوناتد يقدم مستويات جيدة في البريمرليج ونجح في الأخير من التأهل لمجموعات دوري أبطال أوروبا باحتلاله المركز الثالث خلف ليفربول والسيتي.

وفي هذا الموسم، لا يزال بول بوجبا بعيداً عن مستواه، رغم أنه يقدم بين الفنية والأخرى مباريات من العيار الثقيل، وآخرها تلك التي كانت ضد توتنهام هوتسبير، في الدوري الإنجليزي.

هل تنتهي مشاكل بوجبا بانتقاله إلى يوفنتوس؟

دائماً ما يُطرح اسم بول بوجبا في سوق الانتقالات، حيث يرتبط تارة بالانتقال إلى ريال مدريد وتارة أخرى بالعودة إلى يوفنتوس، وهو أمر يُهدد استقرار الشياطين الحمر، ويمنعهم من التركيز على تعزيز الفريق وتقويته.

ولم تخلُ مسيرة بول بوجبا مع مانشستر يونايتد من المشاكل، سواء بدخوله من تلاسن مع اللاعبين والمدربين، أو تلميحه لرغبته في الرحيل أمام وسائل الإعلام، وهذا ما يجعل اللاعب بعيداً عن مستواه خلال الموسمين الماضيين.

وسيكون بول بوجبا أول الرابحين من عودته إلى ناديه السابق يوفنتوس، حيث سيكون قائد خط الوسط هناك، عكس مانشستر يونايتد الذي بات يملك برونو فيرنانديز المتألق بشدة، وبالإضافة إلى ذلك، لن يحتاج إلى وقت كبير من أجل التأقلم مع الدوري الإيطالي، فقد سبق له أن حمل قميص السيدة العجوز وتألق معه.

ولن يُعاني مانشستر يونايتد كثيراً من رحيل بوجبا، إذ تعج تشكيلة الفريق بأكثر من لاعب قادر على القيام بدور النجم الفرنسي في الفريق مثل فيرنانديز وفريد وماكتموناي، كما أن بيئة النادي ستكون أكثر استقراراً، لأنه سيتفادى تصريحات اللاعب ووكيل أعماله مينو رايولا.

بدوره، سيستفيد يوفنتوس من صفقة عودة بوجبا إلى صفوف الفريق، حيث سيساعد النجم الفرنسي كثيراً الفريق في عودته إلى السكة الصحيحة، لأن الفريق لا يملك حالياً ضمن صفوفه لاعباً أفضل من بوجبا في خط الوسط.

ووقتها سيعيش بول بوجبا نوعاً من الاستقرار، لأنه سيلعب تحت ضغط أقل، كما سيحصل على المزيد من الحرية في خط الوسط، عكس ما حدث في مانشستر يونايتد، حيث لم يتمكن مورينيو وسولشاير من توظيفه بالشكل المثالي، فكلاهما منحاه أدواراً دفاعية ما جعل مساهمته الهجومية تبقى ضعيفة.