ليست المرة الأولى التي يتأهل فيها ريال مدريد ولا أحد يعلم كيف، الأمر سيختزل في مصطلحات مثل "شخصية البطل" أو "في ليالي الأبطال لا مثيل للريال"، لكن الحقيقة أنها كلها عبارات لعدم وضوح إجابة منطقية.
الفريق الملكي لم يقدم مباراة كبيرة، عكس تشيلسي الذي حاول جاهدًا فعل كل شيء للتأهل والذي بدا وأنه مستحق لهم في كثير من اللحظات.
لكن كل شيء يقف أمام أحكام بنزيما الخرافية، الساحرة التي لا تخضع للمنطق أو العقل، فكل شيء يسير في أوروبا وفقًا لما يراه الفرنسي تقريبًا.
فيما يلي نستعرض معكم أبرز النقاط من مواجهة ريال مدريد وتشيلسي التاريخية.
لا للمنطق ونعم لريال مدريد!
لم يقدم الفريق الملكي ما يشفع له بالتواجد في الدور ربع النهائي من البطولة، ريال مدريد انتصر على باريس سان جيرمان في لقاء العودة بعد سيل من الفرص المهدرة من الفريق الفرنسي، بجانب ظهور استثنائي من مودريتش وبنزيما.
حتى في لقاء الذهاب أمام البلوز الملكي كان جيدًا لا أكثر، الفريق انتصر بسبب جودة خرافية أعطاها بنزيما في إحدى لياليه المميزة في الآونة الأخيرة.
فريق العاصمة لديه الكثير من العيوب الفنية في عملية التمركز الدفاعي، ويعتمد في هجومه على المرتدات في المباريات الكبيرة فقط، وهو ما أضره بشكل بالغ في لقاء الكلاسيكو أمام برشلونة.
ولم يتعلم ريال مدريد الدرس، وهذا جاء بسبب الانتصارات التي جلبها الفريق في نفس الوقت الذي لا يفهم أحد كيف يمكن لدفاع مثل هذا أن يفوز.
الفراغات الموجودة في خطوط مدريد لا يمكن أن تتواجد لدى فريق كبير يسعى لتحقيق البطولة الأوروبية الأعرق، قد يبدو الكلام حادًا على نادٍ كان قريبب من التأهل لنصف النهائي.
لكن هي الحقيقة التي لا بد من قولها أخيرًا، مدريد ليس في أفضل حالاته، الفريق يعتمد بشكل كامل على فرديات عناصره المميزة، والمنافسة السهلة في بطولة الدوري المحلي في ظل غياب الجميع عن الحالة الطبيعية.
وعلى الرغم من كل العيوب التي يمكن أن يستخرجها المرء من رؤيته للفريق الملكي، فيستطيع ريال مدريد الفوز والتأهل للمرة الثانية تاركًا التساؤل مطروحًا، كيف تم هذا؟
ويمكن أن تكون الإجابة هي العبارات المعلبة التي افتتحنا بها التقرير، لكن لا أعتقد أن هناك شيء حقيقي واقعي يمكننا وضعه كإجابة لهذا السؤال، فكيف يمكن لفريق في أسوأ أحواله أن يفوز بتلك الطريقة بعد كونه يلعب دور المشاهد في خلال مجريات اللقاء.
توخيل فعل كل شيء
على الجانب الآخر ظهر تشيلسي في أفضل أحواله منذ مدة كبيرة، باستثناء مباراة ساوثامبتون الماضية فالبلوز غائب تمامً هذا الموسم عن مستواه المعهود مع توخيل.
ولعل الليلة هي نسمة هواء من فريق قد تقهقر وضعه في الآونة الأخيرة، فقد فقعل توخيل كل شيء اليوم للفوز بالمباراة، والحديث هنا عن التفوق التكتيكي الواضح للبلوز.
اعتمد توخيل على أكثر من دور مركب يربك من خلاله عناصر ريال مدريد، فاستغل لوفتوس تشيك في الجانب الأيمن ليكون متوسط ميدان في حالة فقدان الكرة، وظهير جناح أيمن في حالة امتلاكها.
كما استغل ألونسو ليكون جناح ظهير يضم للعمق في وضعية جديدة على الإسباني، في ظل توسيع ماسون ماونت للملعب من خلال تواجده في الجناح الأيسر.
تشيلسي كان أفضل في حالة امتلاك الكرة، المداورة وصناعة الفرص والاختراقات، لكنه كان سيئًا في حالة فقدان الكرة، التحركات كانت بطيئة نوعًا ما أمام سرعات الملكي.
وما يدلل على ذلك هو تواجد فينسيوس جونيور أكثر من مرة في وضعية واحد على واحد أمام ريس جيمس ظهير البلوز، في ظل تأخر لوفتوس للعديد من المرات في الارتداد والمساعدة في عملية غلق المساحات.
أداء تشيلسي أفضل بكثير من لقاء الذهاب بالطبع، الفريق لم يصل بعد لقمة مستواه الذي كان عليه في الموسم الماضي، لكنها رسالة قوية أن البلوز رغم كل الصراعات الخارجية يستطيع التواجد ضمن الكبار.
لعنة باريس تصيب تشيلسي!
فريق البلوز قدم أداء مميز للغاية حتى الدقيقة ال 80، فبعد هدف رودريجو لريال مدريد تغير كل شيء، الانهيار الذي حدث في لقاء باريس عاد من جديد ليضرب عناصر البلوز.
الفريق مر بحالة نفسية انهزامية، فبعد اقتراب التأهل وحسمه، عاد الملكي من جديد ليضع نفسه في المباراة، وهو ربما ما لم يتوقعه عناصر تشيلسي.
الحالة التي مر بها تشيلسي هي المحببة لريال مدريد، والضغط الذي جاء في الأشواط الإضافية، والهجوم المستمر على تشيلسي يؤكد ذلك، الملكي يستغل حالة الصخب المصنوعة في ملعب سانتياجو برنابيو لصنع حالة من الرعب للمنافسين.
والغريب أن تعامل البلوز مع تلك الحالة لم يتغير، بل ازداد سوءًا وسلم تشيلسي اللقاء للملكي بكل راحة، فلم نرى أي خطورة من الفريق الإنجليزي في الأشواط الإضافية.
والمحصلة هي تأهل جديد لريال مدريد تاركًا عدة تساؤلات حول مدى استحقاق الملكي للوضعية التي يتواجد فيها في بطولة الأبطال، وعن متى سيخضع فريق العاصمة للمنطق، ولو لمرة.
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق