رونالدو وكاسيميرو وزيدان .. خلطة مدريد السحرية لتجاوز رحيل "الجالاكتيكوس"

GOAL [1] 0 تعليق 11 ارسل طباعة تبليغ حذف

في كل فترة انتقالات تقريبًا، يخسر نادي ريال مدريد الإسباني نجمًا من نجومه، وبأسعار زهيدة لا تعكس أحيانًا حالة الجنون التي يمر بها سوق الانتقالات.

وخلال صيف 2022، انضم البرازيلي كاسيميرو إلى قائمة النجوم الراحلين عن ريال مدريد دون سابق إنذار، بعد انتقاله إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، في صفقة بلغت قيمتها الإجمالية 70 مليون يورو.

انتقال كاسيميرو إلى مانشستر يونايتد كان مفاجئًا لجميع المراقبين، وحدث تقريبًا بين عشية وضحاها، مفاوضات سريعة ولاعب يرحب بالانتقال، وفجأة تم كل شيء.

رحل كاسيميرو عن ريال مدريد بعد أن كان النجم الأول في مباراة السوبر الأوروبي أمام آينتراخت فرانكفورت الألماني، وبعد أن شارك بالفعل ضد ألميريا في الجولة الأولى من الدوري الإسباني.

لكن وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد قبل المباراة الثانية في "لا ليجا" أمام سيلتا فيجو، أكد الإيطالي الاتفاق على رحيل كاسيميرو، وعدم خوض تلك المباراة وهو ما حدث بالفعل.

مواجهة سيلتا فيجو كانت انطلاقة الفرنسي أوريليان تشواميني مع ريال مدريد، والذي حل تلقائيًا مكان البرازيلي المخضرم، ولم يشعر أحد بغياب كاسيميرو على الإطلاق.

ريال مدريد يبرع في مثل هذه الأمور، فعدد المرات التي لا نشعر فيها برحيل أحد نجومه البارزين لا تُحصى، مثل اعتزال زين الدين زيدان، ورحيل كريستيانو رونالدو، ولويس فيجو، وإيكر كاسياس، ورونالدو، والعديد من النجوم.

لكن، ما هي الأسباب الحقيقية وراء عدم تأثر ريال مدريد برحيل النجوم من عينة "الجالاكتيكوس"؟ حسنًا قد تكون هناك العديد من الأسباب وراء ذلك في حقيقة الأمر.

براعة في الانتقالات!

لننظر إلى حالة كاسيميرو، لماذا وافق ريال مدريد على بيع البرازيلي صاحب الثلاثين عامًا في الأساس؟

ببساطة، لأنه امتلك بديلًا جاهزًا يمكنه سد الفراغ الذي سيتركه البرازيلي مباشرة، وهو الفرنسي تشواميني الذي تعاقد معه ريال مدريد مقابل 100 مليون يورو من موناكو.

صحيح أن الفرنسي يبلغ من العمر 22 عامًا، ولا يزال في بدايات مسيرته المهنية، لكنه يملك من المميزات والخبرة التي تمكنه من ملء حذاء كاسيميرو، ومع ميزة أن الفرنسي يملك هامشًا أكبر للتطور.

وبالتالي، فإن استعادة 70 مليون يورو من قيمة التعاقد مع تشواميني تعد أمرًا محسوبًا، والتضحية بكاسيميرو بالذات جعل الأمر أكثر منطقية، لأنهما يلعبان في نفس المركز.

أما بالنظر إلى اعتزال زيزو في صيف 2006، فإن ريال مدريد تحرك سريعًا في سوق الانتقالات، وتعاقد مع الهولندي رود فان نيستلروي، والبرازيلي إيمرسون، والمالي مامادو ديارا، والأرجنتيني الشاب فرناندو جاجو.

صحيح أن هناك اختلافًا بين مركز زيدان وهؤلاء اللاعبين، إلا أن ريال مدريد حينها استفاد أكثر من قدرات نجمه جوتي، ووفر له الحماية في الوسط باستخدام إيمرسون وديارا.

إحلال وتجديد

يتبع ريال مدريد سياسة واضحة في الإحلال وتجديد الدماء، وهو ما يضمن عدم تواجد لاعب لا يؤدي بالصورة المطلوبة مع الفريق.

ومن أهم ملامح هذه السياسة التي يتبعها النادي الملكي، قاعدة عدم تجديد عقد اللاعب الذي يتخطى الثلاثين عامًا من عمره إلا بناءً على أدائه في الملعب.

ريال مدريد، وعند اقتراب نهاية عقد لاعب يتجاوز من العمر ثلاثين عامًا، يعرض عليه التجديد موسمًا بموسم، على حسب مستواه في الملعب.

تلك السياسة تسببت في رحيل سيرخيو راموس على سبيل المثال، بعد أن طلب في صيف 2021 تجديد عقده لموسمين، لكن النادي الملكي في نهاية المطاف انتصر لقاعدته، وعرض عليه التجديد لموسم واحد فقط، ليرحل القائد السابق إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.

لكن أحد أهم الأمثلة على هذه القاعدة هو الكرواتي لوكا مودريتش، الذي سيبلغ من العمر 37 عامًا في سبتمبر المقبل.

ريال مدريد يقوم بتجديد عقد مودريتش كل عام، وسط تفاهم من الطرفين على القاعدة التي يطبقها النادي، وتألق مستمر من النجم الكرواتي يضمن له الاستمرار في اللعب أساسيًا.

سياسة الإحلال والتجديد التي يقوم بها ريال مدريد تضمن له التفوق إلى حد كبير، خاصة مع الاعتماد على اللاعبين الشباب وتقليص معدل الأعمار في الفريق بشكل مستمر.

صدق أو لا تصدق .. شخصية البطل!

أسمع بعض الضحكات الآن، لكن الأمر حقيقي ويجب أن يُصدق، صحيح أن جملة مثل شخصية البطل تنافي المنطق في بعض الأحيان، لكنها ربما تكون حقيقية.

عدد قليل من الأندية حول العالم تملك هذه الشخصية التي تمكنها من الوقوف في وجه التحديات والتغييرات.

هل يمكن لأحد أن يفسر بشكل منطقي فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي بعد أن كان قريبًا من الخروج في كل دور من الأدوار الإقصائية؟ سأندهش لو وجدت تفسيرًا منطقيًا واحدًا.

وإذا ما كان هناك لاعب يملك المقومات لحمل قميص ريال مدريد، فإن الشخصية تنتقل إليه بكل تأكيد، وتنعكس على مستواه على أرض الملعب.

لننظر مثلًا إلى رحيل كريستيانو رونالدو في صيف 2018، حينها ومن العدم ظهر كريم بنزيما مختلف تمامًا عن كل الفترة التي قضاها الفرنسي في "سانتياجو برنابيو".

بنزيما منذ ذلك الوقت ارتدى ثوب البطولة، وأصبح هو الهداف الأول للنادي الملكي، وأحد أبرز النجوم في كرة القدم العالمية، كل ذلك بعد أن تخطى الثلاثين من عمره.

تألق بنزيما يأتي ليؤكد أن تواجد مجموعة متكاملة من اللاعبين تساعد على تخطي رحيل بعض النجوم، خاصة وأن ريال مدريد ليس من الفرق التي تبيع عددًا كبيرًا من اللاعبين في كل سوق انتقالات، وتعويض نجم واحد في كل مرة أمر ممكن بطبيعة الحال.

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

0 تعليق