في 27 مايو الماضي، قرر الفرنسي زين الدين زيدان ترك تدريب نادي ريال مدريد الإسباني، بعدما خرج الفريق خالي الوفاض من موسم بدا فيه "الميرنجي" قريبًا من حصد لقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
ريال مدريد اكتفى بوصافة الدوري الإسباني متخلفًا بفارق نقطتين عن جاره اللدود أتلتيكو مدريد، وودع دوري أبطال أوروبا من نصف النهائي بعد الخسارة من تشيلسي الإنجليزي ذهابًا وإيابًا، ليخرج بموسم صفري لم يحقق فيه أي لقب.
ورغم المحاولات الحثيثة من فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد لإثناء زيدان عن فكرة الرحيل، وعقده اجتماعًا مطولًا معه امتد لأكثر من ساعتين لإقناعه بالاستمرار، إلا أن المدرب الفرنسي أصر على موقفه وترك الفريق للمرة الثانية خلال مسيرته كمدرب.
الصورة تتضح
ومع مرور شهرين فقط على رحيل زيدان عن ريال مدريد، تتضح الصورة أكثر فأكثر عن الأسباب التي دفعت الفرنسي لاتخاذ قراره، رغم كونه واحدًا من أنجح المدربين في تاريخ فريق العاصمة الإسبانية من حيث تحقيق الألقاب خلال فترتي ولايته.
ريال مدريد يعاني على الصعيد الاقتصادي بعدما تأثر بشكل كبير بسبب جائحة فيروس كورونا، وفقد الكثير من مصادر دخله المختلفة بسبب تأثيرها.
ولم يتمكن ريال مدريد بعد شهر من انطلاق سوق الانتقالات سوى من إبرام صفقة واحدة فقط، تمثلت في ضم النمساوي دافيد ألابا بشكل مجاني بعد انتهاء عقده مع بايرن ميونخ الألماني.
تأثير الجائحة الاقتصادي، وتراجع قوة ريال مدريد في سوق الانتقالات كانت سببًا رئيسيًا في رغبة زيدان بعدم الاستمرار.
زيدان في الرسالة التي بعثها إلى صحيفة "as" الإسبانية لكشف أسباب رحيله، أكد أن لم يكن لديه أي خيار آخر، وأنه "لم يقفز من السفينة"، وأنه ليس متعبًا.
وأكد زيدان في رسالته أن أحد الأسباب الرئيسية وراء رحيله كان أن علاقته الثقة التي جمعته مع بيريز قد تضررت.
النجوم يرحلون
ومنذ رحيل زيدان، أصبح ريال مدريد سوقًا مفتوحًا، وشهدنا حتى الآن خروج سيرخيو راموس بالمجان إلى باريس سان جيرمان الفرنسي بعد انتهاء عقده، ورحيل رافاييل فاران إلى مانشستر يونايتد في صفقة تصل قيمتها إلى 50 مليون يورو.
لكن الأمر ربما لن يتوقف على ذلك، فموقع "كالتشيو ميركاتو" الإيطالي أشار إلى أن يوفنتوس الإيطالي يفكر في تقديم عرض بقيمة 40 مليون يورو للحصول على خدمات نجم الوسط الألماني توني كروس.
فيما ذكرت إذاعة "أوندا سيرو" الإسبانية أن بيريز لن يمانع بيع أي لاعب من ريال مدريد خلال الصيف الحالي إذا ما تلقى العرض المناسب.
وبهذا لن يكون هناك أي لاعب في مأمن إذا ما وصل العرض الذي يلبي طموح بيريز في توفير السيولة اللازمة للتعاقد مع الفرنسي كيليان مبابي من باريس سان جيرمان الفرنسي.
إحباط في سوق الانتقالات
وتتزامن الهجرة الكبيرة للنجوم من ريال مدريد مع حالة إحباط كبيرة للنادي الملكي في سوق الانتقالات، حيث لم يتمكن من إبرام أي صفقة كبرى في السنوات الأخيرة.
فيما جاء التعاقد المجاني مع دافيد ألابا ليكون صفقة ريال مدريد الوحيدة في سوق الانتقالات الصيفية.
ومنذ جلب ريال مدريد البلجيكي إيدن هازاد في صيف 2019 من تشيلسي الإنجليزي، لم يتعاقد مع أي لاعب كبير، وتجاهلت إدارة النادي العديد من طلبات زيدان خلال العامين الأخيرين.
لاعبون مثل بول بوجبا، وإدواردو كامافينجا، وحسام عوار، وكريستيان إريكسن، ودوني فان دي بيك، جميعهم كانوا طلبات من زيدان لإدارة ريال مدريد لجلبهم لتدعيم الفريق، لكنها في النهاية كانت مجرد أخبار صحفية، ولم تتحرك الإدارة لتلبية طلبات المدرب الفرنسي.
وربما يكون الإحباط الكبير في سوق الانتقالات واحدًا من بين أكبر الأسباب التي دفعت زيدان لفرض الرحيل على إدارة ريال مدريد قبل عام كامل من انتهاء عقده.
اقرأ أيضًَا
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.