انقذوا الدوري السعودي .. في موسم واحد هُدم الكثير!

إذا ألقيت نظرة على كافة حوارات اللاعبين الأجانب ممن لعبوا بأكثر من دوري عربي ومنها الدوري السعودي، ستجد إجماعًا كبيرًا على كون دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين هو أفضلهم من الناحية الجماهيرية والفنية والتنظيمية.

أحاديث مسؤولي الكرة السعودية تتمحور دائمًا حول السعي للنهوض بالدوري، ليضاهي الدوريات الأوروبية الكبرى، حتى تدخل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتحقيق الهدف.

وقبل بداية الموسم الجاري، توقع الجميع أنه سيكون موسمًا استثنائيًا بالفعل بعد الصفقات الضخمة التي تم إبرامها في الصيف، لكن حقيقة الأمر وبكل أسف هو استثنائي بالمعنى السلبي..

لا ينكر أحد أنه من ناحية المنافسة على اللقب لا خلاف على أن الإثارة الفنية حاضرة، فالهلال يعود ويضرب منافسيه بخماسيات ورباعيات، النصر بعد تراجع كبير في بداية الموسم يستفيق ويعود من بعيد، الاتحاد هو المرشح الأقوى للحصول على اللقب وهو الذي كان يصارع للبقاء في موسمين ماضيين، والشباب بعد غياب لسنوات عن المنافسة، عاد للصورة من جديد.

لكن ورغم كل ذلك ليس هذا هو نفسه الدوري السعودي الذي تابعناه على مدار السنوات القليلة الماضية..

يبقى المستوى الفني هو العامل الأهم للنهوض بأي مسابقة، لكنه ليس العامل الوحيد، بل أنه إذا ما تم دعمه بعوامل أخرى، ستقل الجماهيرية تدريجيًا.

شعبية ربما خسر نصفها:

بدأ الموسم بقرار صادم بالعودة لتشفير المباريات بعد ثلاث سنوات من رفع قرار التشفير بفرمان ملكي، تشفير حرم الجمهور من الاستمتاع بنجوم تحمس الجميع لرؤيتهم.

والمفاجأة أنه حتى من اشترك لمشاهدة المباريات المشفرة، عانى من انقطاع للبث وجودة قليلة في النقل والكثير والكثير من الشكاوى كون القناة الناقلة حديثة العهد فواجهت عديد المشكلات.

الشعبية الكبيرة التي حصدها الدوري السعودي قبل قرار التشفير، ربما خسر نصفها بعد هذا القرار، فمن يشاهد من بعيد ويرى صيحات الجمهور السعودي ومعاناته في بداية الموسم مع القناة الناقلة، حتمًا سيصرف النظر عن المتابعة، ونكاد نجزم أن من يتابع الآن يكتفي فقط بمعرفة النتائج ومتابعة لقطات من المباريات.

انضباط مُجهد:

أحد أهم النقاط التي كان يشيد بها الجميع في الدوري السعودي هي القرارات الانضباطية التي لا تترك كبيرة أو صغيرة إلا ورصدتها، لكن حاليًا علامات استفهام كثيرة حول القرارات الصادرة.

لن نذكر الكثير من المواقف الغريبة، سنكتفي بموقفين فقط هما الأبرز..

لاعب وقع لنادٍ ثم قام بالتوقيع على عقد جديد مع ناديه في يناير الماضي، وإلى الآن لم يُصدر أي قرار في القضية!، نعم هي قضية محمد كنو؛ لاعب وسط الهلال، الذي قام بالتوقيع للنصر ثم تراجع.

الواقعة الثانية هي إيقاف المغربي عبد الرزاق حمد الله؛ لاعب الاتحاد، اعتمادًا على شهادة المنسق الإعلامي في مخالفة صريحة للوائح، فتقرير الحكم من المفترض أنه يعتمد على تقرير الحكم أو مراقب المباراة أو لقطات من القناة الناقلة للمباريات حال حدوث واقعة لم يشاهدها الحكم، لكن لجنة الانضباط يبدو أن استحدثت طرف رابع!

تحكيم مهزوز:

في هذا الجانب حدث ولا حرج سواء من حكام محليين أو أجانب، لكن دعونا نقول أن الأخطاء هي جزء من كرة القدم، رغم أن كثرتها تفقد المنافسة شعبيتها إلا أن حديثنا لن يكون عن هذا الجانب..

الأكثر غرابة هو ما تفعله دائرة الحكام من الخروج علنًا للاعتراف بالحالات التي أخطاء بها الحكام، حالات أثرت بشكل مباشر على نتائج المباريات، وتتسبب في احتقان جماهيري كبير، خاصةً وأنه اعتراف دون قرارات، فقط اعتراف، لكن لا مشكلة عند المسؤولين في إثارة الجدل.

والأمر من ذلك، أن الاعتراف يأتي بعد مرور أيام على المباراة محل الجدل، فبعدما تخمد نار الغضب، يخرج مسؤولو دائرة الحكام لإشعالها من جديد!

"طقطقات" مبالغ بها:

لا مشكلة في التلاسن، فهو جزء من متعة كرة القدم، طالما لا يتعدى إطارًا معينًا، الجميع يتلاسن ويطقطق في كافة أنحاء العالم، لكن ما زاد عن حده، انقلب ضده..

لا صوت يعلو فوق الطقطقة بالإعلام الرياضي السعودي في الموسم الجاري، حتى وإن تعدى الأمر حد العقل.

الغالبية العظمى الأهم بالنسبة لها حاليًا هو لفت النظر بتصريحات هنا وهناك، دون النظر لمنطقية أو مسؤولية.

طقطقات الجماهير ربما مفهومة، لكن المنابر الإعلامية تحتاج لوقفة حقيقية من وزارة الإعلام، كي تعود الهيبة الإعلامية.

أخيرًا، إذا فرط جزء من العقد، لا بد ألا يفرط كله، كي لا يستغرق إصلاحه الكثير من الوقت، اقترب الموسم الجاري على الانتهاء وحدث ما حدث به من أخطاء، لكن نأمل ألا نرى مثل هذه الوقائع في الموسم المقبل، نتمنى أن نرى نسخ قادمة قوية فنيًا وانضباطيًا وتحكيميًا وجماهيريًا.

اقرأ أيضًا..

إلى إعلام النصر وجمهوره .. الماضي لن يفيد طالما الحاضر مشوه!

عبد الله المعيوف .. بأي وجه ستعود لمنتخب السعودية؟!

مساحة جول | كلاسيكو السعودية؟ الاتحاد والهلال باكتساح وخلاف حول صمود العميد