بما أننا في موسم الدراما الرمضانية دعونا نفصل سويًا كيف تسير أحداث المسلسلات أغلب الأوقات لنرى بشكل أوضح مسلسلًا من نوع خاص للغاية.
عادة تبدأ الأحداث بشكل عادي وتتسارع مع مرور الوقت حتى تصل إلى ذروتها في منتصف الحلقات، وتتأزم الأمور غالبًا مع مرور الوقت حتى تصل للقمة.
ومع القرب من النهاية نجد أن محنى سخونة الأحداث يقل حتى يعود لأقل مستوياته بإنهاء كل الخيوط المستمرة، وإغلاق قوس كل شخصية.
لماذا نتحدث عن المسلسلات هنا في موقع رياضي؟ لأن ما حدث مع جوزيه مورينيو في مسيرته الكروية يشبه بطريقة واضحة ما نراه في الأعمال الدرامية.
تصاعد طبيعي!
مورينيو بدأ مسيرته في كرة القدم كمترجم في برشلونة، كبداية أي مسلسل دون أي أحداث مثيرة أو لافتة للنظر.
انتقل بعد ذلك لتدريب بنفيكا البرتغالي، وهنا كانت بداية الأحداث المثيرة، فمن ذلك الذي يتولى تدريب بطل البرتغال وهو لم يسبق له التدريب من قبل على مستويات كبيرة.
ذاع سيط مورينيو في البرتغال ووصل لتدريب بورتو في 2002 وحقق دوري أبطال أوروبا معهم في 2004 ليعلن للجميع عن نفسه كواحد من كبار مدربين القارة.
خطف تشيلسي مورينيو وحقق معه الدوري الإنجليزي، ليؤسس البرتغالي حقبة جديدة في الكرة الإنجليزية بعمله الفريق مع البلوز.
رحلة مورينيو المميزة لم تتوقف في محطة الكرة الإنجليزية ولم تكتف بما حققته في البرتغال، فوجد نفسه يرتحل لإيطاليا ليتولى تدريب إنتر.
ويحقق الثلاثية التاريخية الأولى والأخيرة في صفوف النيراتزوري، وآخر لقب دوري لهم قبل أن يستعيده كونتي هذا الموسم، ويكسر أسطورة برشلونة الغير قابل للهزيمة في نصف نهائي الأبطال.
الوصول للقمة!
ربما يرى البعض أن تحقيق الثلاثية مع إنتر هو قمة ما قدمه مورينيو في مسيرته الكروية، أو أقصى ما وصل له.
لكن في الواقع فتدريب ريال مدريد هو اللقطة المضيئة في تاريخ المدرب البرتغالي، فالرجل الذي كان مترجمًا قبل سنوات في برشلونة تحول للمدير الفني لأكثر فرق أوروبا ألقابًا في دوري الأبطال.
بداية السقوط!
بالرغم من تحقيقه للقب الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد في فترته الثانية في تشيلسي إلا أن عودته لهناك كانت بداية السقوط للبرتغالي.
أي خطوة بعيدًا عن ريال مدريد أو برشلونة هي بداية تراجع بكل تأكيد لأي مدرب أو لاعب كرة قدم في العالم خلال آخر 20 عامًا على الأقل.
سقوط مورينيو استمر بقبوله تدريب مانشستر يونايتد بكل الظروف الصعبة التي كان يمر بها الفريق، لكنه نجح في التحدي وقاد الفريق للدوري الأوروبي، ونافس على الدوري الإنجليزي، لكن كالعادة أقيل في النهاية بعد الخسارة من ليفربول.
قبول مورينيو بعد ذلك بتدريب توتنهام كان نذير شؤم للمدرب البرتغالي، فقد اختار أن يدرب واحد من الفرق التي تتنافس على مقاعد الدوري الأوروبي في بطولة هي الأصعب في العالم، وبالرغم من تصدرته ترتيب الدوري الإنجليزي لفترات وجيزة إلا أن رحلته انتهت سريعًا قبل أيام.
لماذا القبول بتدريب روما هو بداية النهاية الحقيقية؟!
ربما لا يختلف روما كثيرًا عن توتنهام كوضع الفريقين في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي والإيطالي، إلا أن الفريق الإيطالي هو حقًا آخر من يمكن أن نفكر أن يعود للمنافسة قريبًا.
على الأقل توتنهام كان ينافس ولو من بعيد، ووصل لنهائي دوري أبطال أوروبا، وكان قريبًا من صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي عدة مرات.
أما روما فلا نراه ينافس لا محليًا ولا أوروبيًا منذ رحيل نجومه وانتهاء أساطيره، وحديث المدير الفني البرتغالي اليوم عن طموح الإدارة لا يمكن النظر له بجدية في ظل الحالة الجيدة لإنتر ويوفنتوس ميلان ونابولي وأتالانتا وتورينو ولاتسيو وغيرهم.
مورينيو قبل بالعمل في روما لأنها الوظيفة الأولى التي عرضت عليه بعد إقالته من تدريب توتنهام، ولأنه لم يكن يحب أن يبقى في ستديوهات التحليل لأشهر كما حدث بعد خروجه من مانشستر يونايتد.
البرتغالي نفسه أعلن وقتها على الهواء رغبته في العودة للتدريب، وافتقاده لمهامه اليومية عندما كان مدربًا، لذلك لا بأس أن يعود للتدريب من أول فرصة تتاح له.
لكن المشكلة الحقيقة أن ذلك الباب على الأغلب لن ينتظره على الجانب الآخر منه النجاح والمجد كما كان الحال في سنواته الأولى، بل مجرد درج للأسفل يأخذه لنهاية رحلته في عالم كرة القدم الخاصة بالكبار، ويجذبه نحو فرق وسط الجدول وقاعه!
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق