لا شيء يبقى على حاله، ربما هذه واحدة من الحقائق القليلة التي نعيشها بشكل دائم، سواء في الحياة وكثيرًا في كرة القدم. من كان ليقول إن فينيسيوس جونيور سيتحول من لاعب تهاجمه وتنتقده جماهير ريال مدريد الإسباني ليل نهار، إلى أحد أبرز لاعب الجناح الأيسر في أوروبا والعالم. لكننا لسنا هنا لنتحدث عن المهاجمين أو لاعبي الوسط، لكن سنتحدث عن خريطة حراسة المرمى في العالم، التي شهدت تغيرًا واضحًا خلال أقل من عامين فقط. خريطة حراسة المرمى شهدت مؤخرًا صعود العديد من الأسماء إلى الصدارة، فيما تراجعت الأسماء المألوفة التي احتلت الساحة لفترة طويلة ولم تكن ترشيحات "الأفضل في العالم" تخرج أبدًا من بينها. متراجعون عن الصدارة لا يمكن أن نجادل في قيمة وقدرات حراس مثل الألماني مانويل نوير لاعب بايرن ميونخ الألماني، والسلوفيني يان أوبلاك نجم أتلتيكو مدريد الإسباني، ومارك أندريه تير شتيجن مع برشلونة، وبالطبع جيانلويجي بوفون مع يوفنتوس وإيطاليا. لكن هذه الأسماء تراجع مستواها كثيرًا، بداية من بوفون الذي تقدم كثيرًا في العمر، وربما خرج من المنافسة بشكل دائم. بوفون، 44 عامًا، قرر العودة إلى جذوره الآن، ويلعب مع نادي بارما في دوري الدرجة الثانية الإيطالي، ومدد عقده حتى صيف 2024. وبالنظر إلى أوبلاك، فإن السلوفيني يعيش واحدًا من أسوأ المواسم ربما في مسيرته كلها. أوبلاك حافظ على نظافة شباكه في ثماني مباريات فقط في الدوري الإسباني هذا الموسم بعد أن لعب 26 مباراة، فيما تلقت شباكه 34 هدفًا، مقارنة بتلقيه 25 هدفًا فقط في الموسم الماضي، والخروج بشباك نظيفة في 18 مباراة. كذلك هو الحال بالنسبة إلى نوير، الذي تلقت شباكه 19 هدفًا في 20 مباراة بالدوري الألماني، وخرج بشباك نظيفة سبع مرات فقط، أرقام نوير لم تكن أفضل كذلك في الموسم الماضي، بعد أن استقبل 42 هدفًا في 33 مباراة وخرج بشباك نظيفة في تسع مناسبات. واحد من بين أكثر الحراس الذين تراجع مستواهم كان مارك أندريه تير شتيجن، حارس برشلونة، والذي استقبلت شباكه هذا الموسم 25 هدفًا في 23 مباراة بالدوري الإسباني، وخرج بشباك نظيفة في ست مناسبات فقط. أداء تير شتيجن تراجع بشكل كبير، بعد أن كان يساهم منذ موسمين فقط في تأمين الكثير من المباريات لبرشلونة بفضل إسهاماته بتصديات خرافية في كثير من الأوقات. تير شتيجن مؤخرًا قرر الرد على الانتقادات العديدة التي وجهت إليه، حيث قال: "أحاول أن أكون في أفضل الظروف للمباريات، أفعل الكثير من الأشياء بشكل جيد، يمكنني أن أتحسن، مثل أي شخص آخر، أنا هنا لمساعدة الفريق". الصاعدون إلى القمة وبعيدًا عن المتراجعين، شهدنا صعود نجم العديد من الحراس، مثل البلجيكي تيبو كورتوا مع ريال مدريد، وإدوارد مندي مع تشيلسي الإنجليزي، وآرون رامسديل مع آرسنال، وجينالويجي دوناروما مع إيطاليا وباريس سان جيرمان. ينظر الكثيرون إلى كورتوا حاليًا على أنه أفضل حارس مرمى في العالم، أداء البلجيكي مع ريال مدريد يجذب الأنظار بشدة، بفضل تصدياته الرائعة، وقدرته على قلب نتائج المباريات. كورتوا حتى الآن لعب كل الدقائق مع ريال مدريد في الدوري الإسباني، حيث شارك في 27 مباراة، لكنه خرج بشباك نظيفة في 11 منها، ولم تتلق شباكه سوى 21 هدفًا. ويعد كورتوا مرشحًا فوق العادة للفوز بجائزة زامورا لأفضل حارس مرمى في الدوري الإسباني خلال الموسم الحالي. فيما برز مؤخرًا اسم السنغالي إدوارد مندي حارس مرمى نادي تشيلسي الإنجليزي، والذي يقدم أداءً مبهرًا سواء في الدوري الإنجليزي و دوري أبطال أوروبا. مندي، 30 عامًا، انضم إلى تشيلسي في صيف 2020 قادمًا من رين الفرنسي، وحينها كان حارسًا مجهولًا إلى حد كبير. لكن السنغالي الدولي نجح في فرض نفسه سريعًا على التشكيل الأساسي في تشيلسي، واقتناص مكانة كبيرة بين أفضل الحراس على الساحة الكروية. مندي شارك في 22 مباراة بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، وتلقت شباكه 16 هدفًا، فيما خرج بشباك نظيفة في عشر مباريات. ما قدمه مندي في الموسم الماضي منحه جائزة "الأفضل" في عام 2021 من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن فئة حراسة المرمى. سنبقى قليلًا في الدوري الإنجليزي، لنسلط الضوء على الحارس الشاب آرون رامسديل لاعب نادي آرسنال. رامسديل، 23 عامًا، يعد من بين الأفضل دون أدنى شك في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، خاصة بفضل إهداء "الجانرز" العديد من النقاط بفضل تصدياته الاستثنائية. الأرقام تدعم تألق رامسديل، حيث لعب 21 مباراة تلقت خلالها شباكه 18 هدفًا، لكنه في المقابل خرج بشباكه نظيفة في 11 مناسبة. ومن إنجلترا إلى فرنسا، حيث يلعب أحد أبرز مواهب حراسة المرمى في العالم، وهو الإيطالي جيانلويجي دوناروما مع باريس سان جيرمان. دوناروما لا يشارك بشكل منتظم في الدوري الفرنسي في ظل المنافسة المستمرة مع كيلور نافاس على مقعد الحارس الأساسي في "حديقة الأمراء". دوناروما لعب 17 مباراة فقط في كافة البطولات مع باريس سان جيرمان خلال الموسم الحالي، وتلقت شباكه خلالها 11 هدفًا، وخرج بشباكه نظيفة في ثماني مناسبات. لكن دوناروما لا يتوقف عن التألق مع منتخب إيطاليا، حيث قاد "الأتزوري" في الصيف الماضي إلى لقب بطولة أمم أوروبا "يورو 2020" بعد أداء استثنائي خلال البطولة. بالتأكيد فإن خريطة حراسة المرمى في العالم تغيرت، ومع تقدم حراس في العمر وتألق آخرين فإن الخريطة ستواصل التغير، وربما خلال الأعوام القليلة القادمة تظهر أسماء جديدة تبعد تلك المألوفة عن الساحة لتحتل مكانها. اقرأ أيضًا .. "ثق في العملية" وعودة برشلونة .. المدربون الشباب يسيطرون على أوروبا! أبلغ بيريز بقراره .. مبابي يحسم موقفه من ريال مدريد مذبحة كروية .. اقتحام الملعب واشتباكات عنيفة تهز الكرة المكسيكية