موقع اخبار كورة - مبادرة "أخلاقنا الجميلة" ، التى أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تستحق أن نلتف جميعا حولها وأن ندعمها وندعو لها ، أيا كان المجال الذى نعمل ونتحرك فيه، لأنها مبادرة جاءت فى وقتها تماما .

المبادرة تدعو إلى كل ما هو جميل وقيّم وراسخ فينا كمصريين ، التعايش والتسامح وحسن الجوار والمحبة والتكافل وتوقير الكبير والعطف على الصغير ومساعدة المحتاج قبل أن يطلب المساعدة ، أو ما يمكن تلخيصة فى قيمة واحدة كبيرة هى "التراحم"، ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أطلقت المبادرة من واقع مسئوليتها الاجتماعية ، ضمن مبادرات مهنية وقيمية أخرى ، إلا أن مبادرة أخلاقنا الجميلة تحديدا شهدت تجاوبا كبيرا وكاسحا من فئات عديدة ومن أعمار مختلفة فى المجتمع ، الأمر الذى يكشف بوضوح عدم استسلام المجتمع المصرى للقبح فى كافة أشكاله أو العنف بكل صوره أو العدمية التى تصل إلى حد العدوان وتبرير العدوان 

لقد تعرض مجتمعنا خلال العقود الأخيرة لأكبر عملية تشويه وجدانى وأخلاقى ، لطمس هويته وقيمه ودعم مجموعة من القيم الزائفة ، وفى مقدمتها البلطجة والعدوان والفهلوة والحلم السريع بالثراء وعدم السؤال عن مصدر المال وإهدار القيم الدينية التى كانت جزءا معاشا من سلوكياتنا ومنها أن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ، فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه 

عمليات التشويه التى تعرض لها المجتمع ، كان منها ما هو منتج فنى "دراما وسينما" وما هو منتج رياضى ، وما هو ممارسات فجة لمشاهير فى المجتمع ، وقد آن الأوان أن تعود القيم الأخلاقية الجميلة لمكانتها التى تليق بها فى وجداننا وفى تعاملات الناس فى المجتمع 

ومع ذلك ، المجتمع المصرى مازال بخير ، رغم كل ما جرى خلال العقود الماضية ورغم السماوات المفتوحة، ومنها يأتى ما هو شر وقبح وأذى،  والسوشيال ميديا التى تحولت إلى غابة واستعراض مجنون بحثا عن الظهور فى واقع افتراضى يقتل الحياة ، والدليل على الخير الكامن فى مجتمعنا هو الاستجابة والتفاعل مع مبادرة أخلاقنا الجميلة

المجتمع أصبح يضيق بالتطاول والعدوان اللفظى والجسدى والمعنوى ومحاولات تمرير العنف بكل صوره ، كما أصبح يطلب العودة إلى قيمنا الراسخة وأن يعيدها من جديد إلى الواجهة 

والمجتمع يتطلع ضمن ما يتطلع إليه إلى تفعيل قواعد اللعب النظيف والروح الرياضية " الفير بلاى" وهى فى القلب من مبادرة أخلاقنا الجميلة ، نبذ التعصب والكراهية ، الرياضة للتعارف والتآلف وليست حربا فيها منتصر ومهزوم ، ومن يفرح بالفوز عليه أن يتقبل الهزيمة ويهنئ الطرف الفائز ، ونبذ التحايل فى الألعاب الرياضية كى يكون الفوز مستحقا وشريفا ، وغرس هذه القيم فى نفوس جميع اللاعبين الصاعدين

الرياضة أخلاق كما يقولون 
وأخلاقنا الجميلة يجب أن تسود من جديد
تحيا مصر