على خطى إنريكي؟ .. ناجلسمان لحل أزمات بايرن والهروب من شبح الإقالة!

حقق بايرن ميونخ انطلاقة قوية للغاية مع بداية الموسم الحالي حيث حصل على لقب السوبر الألماني وفاز في أول 3 مواجهات ببطولة الدوري المحلي بنتائج كبيرة.

البعض قد ظن أن هذه هي انطلاقة يوليان ناجلسمان مع الفريق البافاري، وأن القادم كله سيكون بنفس النهج الذي تركه هانز فليك مع ميونخ قبل رحيله.

لكن الجولات الماضية قد شهدت تراجع الفريق على مستوى النتائج وحتى في الأداء، الأمر الذي أربك حسابات الجميع في ميونخ، خاصةً مع تواجد توماس توخيل على دكة المدربين بلا عمل.

الحديث في الصحافة الألمانية في الفترة الماضية كان حول فشل ناجلسمان في السيطرة على اللاعبين أو حتى التخلي عن أفكاره التي لا تعمل بصورة جيدة.

الأمر الذي يجعلنا نبحث معكم عن أسباب انخفاض مستوى بايرن في الموسم الحالي، وكيفية الخروج من تلك الأزمة.

فشل في السيطرة على اللاعبين

خلال خسارة بايرن ميونخ بنتيجة 1-0 أمام أوجسبورج في الجولة الماضية من بطولة الدوري الألماني، قام ناجلسمان باستبدال نصير مزراوي لحساب سيرج جنابري، التبديل المنطقي في ظل محاولة العملاق البافاري في تحقيق المكسب.

لكن هذا التغير قد حول مركز يوشوا كيميش من متوسط الميدان إلى الظهير الأيمن، ويبدو أن هذه التحركات لم تعجب النجم الألماني، حيث استبدل ناجلسمان بعدها بدقائق جمال موسيالا لاعب الوسط بجوسيب ستانيشيتش المدافع، الذي شغل مركز الظهير الأيمن ليعود كيميش إلى الوسط.

وبحسب ما أوردته قناة "Ran" الألمانية فإن كيميش قد اشتكى من تغيير مركزه إلى الظهير الأيمن، لذلك حاول ناجلسمان حل الأزمة بنزول لاعب آخر لشغل هذا المكان.

هذه القصة يمكن أن نربطها مع تقرير شبكة "سكاي" الذي نشر عن موقف المدرب ناجلسمان مع لاعبي بايرن ميونخ.

حيث أوضح التقرير أن يوليان يمر بفترة سيئة للغاية على صعيد التعامل النفسي مع عناصر العملاق البافاري.

الأمر الذي يختلف عما تركه هانز فليك قبل رحيله، حيث كانت لا توجد مشاكل حتى من الأسماء التي تظل على الدكة، أما الآن فهناك غضب من قبل ليون جوريتزكا وريان جرافينبيرش بسبب البقاء على الدكة لكيميش ومارسيل زابيتسر.

والشاهد من كل ذلك أن جميع العناصر في ميونخ لا تشعر بالسعادة من تعامل ناجلسمان معهم، ويبدو أن المشكلة قد وصلت إلى فقدان السيطرة على اللاعبين، أمر يمكن معرفته من قصة كيميش التي فضل فيها المدرب إرضاء اللاعب على أفكاره الفنية.

جلسة مع اللاعبين

بالعودة إلى التاريخ، سنتذكر سويًا أنه عند تولي لويس إنريكي مسؤولية الإدارة الفنية لفريق برشلونة، مر الإسباني بنفس الأزمات تقريبًا.

حيث رفض ميسي في إحدى المباريات أن يغادر الملعب وتم استبدال نيمار وقتها، وتفاقمت الأمور وحدث انقسام بين اللاعبين والمدرب.

حتى أن حدث جلسة بين الأسماء الكبيرة في الفريق مع إنريكي، ومن بعدها تحسنت العلاقة بشكل واضح وبات لويس من الأسماء المحببة لقلوب عناصر البلوجرانا، ثم جاء النجاح بتحقيق الألقاب.

وفي نفس السياق، أوضح تقرير شبكة "سكاي" أن ناجلسمان قد أجرى محادثات مع مانويل نوير وتوماس مولر وكيميش وجوريتزكا من أجل سماع أفكارهم وكيفية تدارك الأزمة الحالية.

ولكن يبدو أن حتى مثل هذه الأفكار لن تغير من شيء، حيث أشار التقرير إلى رغبة هؤلاء اللاعبين في تعديل طريقة اللعب التي يشارك بها الفريق.

حيث يريد ناجلسمان الاستمرار بتشكيلة 4-2-2، وهي الطريقة التي ينظر إليها الآن على أنها السبب في عدم ظهور اللاعبين بأفضل صورة، ورفض تغيير الأسلوب.

ربما علم ناجلسمان أن الحديث مع اللاعبين سيكون من ضمن الحلول للخروج من الأزمة، لكنه لم يسمع القصة كلها، الحديث فقط لن يحل المشاكل، ولكن ربما تقديم بعض التنازلات وسماع أفكار اللاعبين وتقريب المسافات قد ينهي الأزمات.

كرة القدم ليست للآلات، إذا فقد المدرب السيطرة على لاعبيه واحترامهم لأفكاره وتطلعاته فلن ينجح، هي معادلة بسيطة للغاية لكنها صعبة للفهم على البعض.

الرحيل هو الحل؟

مع تواجد توماس توخيل في الصورة، ربما يمكننا القول إن الإدارة بات لديها خطة بديلة، لكن هذا لا يمكنه الخروج للعلن وإلا سوف يفقد ناجلسمان الشعور بالثقة الذي يمتلكه الآن.

حيث أكد تقرير شبكة "سكاي" أن إدارة العملاق البافاري لا تنوي رحيل ناجلسمان بل وتعطيه كل الثقة والدعم وتحاول مساعدته من أجل تحقيق النجاح هذا الموسم.

لكنهم في نفس الوقت يطالبونه بحل تلك الأزمات سريعًا، ويمكننا معرفة أن هذا بات صعبًا الآن بعد أن رفض أفكار اللاعبين وصمم على وجهة نظره.

في الحقيقة لا يمكننا القول إن الحل في رحيل ناجلسمان عن الفريق الآن، لأن كل هذه المشاكل قد تحل في فترة زمنية قصيرة مثلما حدث مع إنريكي في برشلونة.

اقرأ أيضًا: بايرن ميونخ يعاني وقطبا إيطاليا في أزمة .. احذروا توخيل يترقب!

لكن بالوضع الذي نراه الآن، إذا استمر ناجلسمان على نفس الطريقة والأفكار، فلا بد من رحيله وقدوم توماس توخيل، المدرب الذي يعشق كرة القدم أكثر من أي شيء آخر ولديه مرونة في التعامل مع لاعبيه.

الفترة القادمة مهمة للغاية في موسم بايرن، فلا استبعد أن تتراجع إدارة العملاق البافاري عن قرارها وتقيل ناجلسمان، وفي كل الأحوال، لا تشعر جماهير ميونخ بالخوف، لأنها تعلم أن البديل سيكون على نفس مستوى الفريق.