قتل ريال مدريد هجومياً بفكرة فالفيردي

لا أعلم ما هو الشيء الذي يقدمه فيديريكو فالفيردي هجومياً ويعجز ماركو أسينسيو أو رودريجو عن تقديمه، هناك إصرار عجيب من المدرب الإيطالي على استخدام النجم الأوروجوياني في هذا المركز، الأمر الذي يتسبب في قتل الجبهة اليمنى بشكل كامل على الصعيد الهجومي، بالإضافة إلى خسارة حيوية فالفيردي في خط الوسط، وبالطبع هذه النقطة يترتب عليها عدة أمور أخرى سنتطرق لها لاحقاً.

عدم الدفع برودريجو أساسياً

كان واضحاً في مباراة كلاسيكو الكأس أن ريال مدريد عاجز عن اختراق حصون برشلونة، وذلك بسبب انخفاض الكثافة العددية في الهجوم، ورغم ذلك، قرر أنشيلوتي التخلي عن اللعب برودريجو كمهاجم أيمن أو كمهاجم ثانٍ مرة أخرى، وبالطبع كان من الأفضل الدفع به لمحاولة استغلال المساحات التي تنتج عن الرقابة اللصيقة على فينيسيوس جونيور وكريم بنزيما، وجميعنا شاهدنا كيف تحسن أداء الفريق هجومياً بعد دخوله، سواء في مباراة الأمس أو كلاسيكو الكأس.

عزل فينيسيوس جونيور في غابة من لاعبي برشلونة

لا يجب أن تكون محللاً بارعاً لتدرك أن برشلونة يراقب فينيسيوس بلاعبين اثنين ولا يسمح له بأن يكون في موقف واحد ضد واحد، وأحياناً يحاصره بثلاثة وأربع لاعبين لأنه يدرك جيداً أنه مصدر الخطورة الأول، وهذا اتضح جلياً في مباراة الكأس، والجميع علّق على الأمر وتحدث عن عدم وجود مساندة للمهاجم البرازيلي من باقي لاعبي الريال.

نفس الأمر يتكرر في كلاسيكو الأمس، فينيسيوس معظم الوقت وحيداً على الجبهة اليسرى، وحتى عندما ينجح في المرور ويتوغل إلى العمق، نجد أن تقدم باقي اللاعبين خجول جداً، ولك أن تراقب تحركات توني كروس طوال فترة تواجده على أرضية الميدان لتفهم ذلك. واللقطة الوحيد التي وجد فيها فيني دعم من أحد لاعبي خط الوسط انتهت بتسجيل هدف، حتى لو كان فيه الكثير من التوفيق.

عكس مثلث خط الوسط في ريال مدريد

منذ عدة سنوات، وريال مدريد يلعب بمثلث في خط الوسط رأسه باتجاه تيبو كورتوا، بمعنى تواجد لاعب ارتكاز صريح، وأمامه محورين، وبهذه التوليفة حقق الفريق إنجازات تاريخية، أهمها الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا 5 مرات.

لكن لسبب غير مفهوم، قرر أنشيلوتي في الشهرين الماضيين عكس هذا المثلث، والاعتماد على ارتكاز مزدوج من كروس وكامافينجا، وأمامهم لوكا مودريتش كصانع ألعاب، وهو الدور الذي لم يعد يجيده النجم الكرواتي بسبب تقدمه بالسن، ولأنه اعتاد لسنوات أن يلعب في المحور.

عكس هذا المثلث خلق عشوائية في ريال مدريد بجميع مباريات الكلاسيكو التي خاضها في عام 2023، ودائماً ما تشعر أن هناك لاعب مفقود في العملية الهجومية، بالإضافة إلى أن المثلثات التي كان كريم بنزيما عنصراً بها سواء على الجبهة اليسرى أو اليمنى لم تعد موجودة، لان توزيع اللاعبين على أرضية الميدان لم يعد كما في السابق.

إجبار كارفاخال على إكمال المباراة

لك أن تتخيل، أنشيلوتي قام بـ5 تغييرات خلال المباراة، ولم تتضمن أي منها إخراج أسوأ لاعب في الفريق وأكثرهم إنهاكاً على الصعيد البدني، ونتحدث هنا عن داني كارفاخال الذي يقدم مستوى سيء جداً منذ بداية الموسم.

كان يتوجب على أنشيلوتي إقحام لوكاس فاسكيز في النصف ساعة الأخيرة، واستغلال نقطة الضعف الوحيدة في دفاع برشلونة المتمثلة بأليخاندرو بالدي، وشاهدنا عدد المرات التي استلم فيها كارفاخال الكرة في تلك المنطقة بدون أن يواجه ضغط حقيقي، لكنه لم ينجح في ترجمة هذه الأفضلية إلى فرص حقيقة باستثناء الهدف الملغي، ولهذا السبب كان يجب أن يفكّر المدرب الإيطالي بلاعب آخر مثل فاسكيز الذي سيكون أكثر نشاطاً وتركيزاً عند دخوله كبديل.

عدم قتل برشلونة والتراجع الغريب

الحظ ساند ريال مدريد بالهدف العكسي الذي رونالد أراوخو، وهذه من المرات النادرة التي يتقدم فيها الفريق في الكلاسيكو مؤخراً، وبدلاً من استغلال هذا التقدم ومحاولة تسجيل هدف آخر للقضاء على برشلونة المندفع، قرر أنشيلوتي أن يلعب بطريقة دفاعية بحتة للحفاظ على النتيجة، وعلى أمل أن ينجح اللاعبين بشن هجمة مرتدة سريعة ممزوجة بلقطة عبقرية من فينيسيوس جونيور.

ريال مدريد أهدر 35 دقيقة كاملة وهو يدافع، ولم يحاول بناء أي هجمة حقيقة على مرمى برشلونة، حتى عندما كان فينيسيوس جونيور ينطلق بالكرة، يستمر باقي اللاعبين بالتمركز في أماكنهم على الورق، منتظرين حل فردي من المهاجم البرازيلي أو لقطة حاسمة من كريم بنزيما.

أفضل وقت يمكن لريال مدريد التسجيل فيه في مرمى برشلونة بعد أن تطور دفاعه بشكل مخيف هو بعد هدف أراوخو العكسي، لكن أنشيلوتي كعادته يتراجع للخلف، ويحاول تأمين النتيجة، وبعد أن يجد أن الأمور انقلبت وأصبحت النتيجة لمصلحة خصمه، يبدأ بمهمة هجومية انتحارية في الربع ساعة الأخيرة، سيناريو يتكرر بلا توقف، لدرجة أنه أصبح مثيراً للإشمئزاز.