4 مغالاطات ترددها الجماهير بعد انتقال ميسي إلى باريس

عندما تحدث صفقة كبيرة جداً في سوق الانتقالات، أو نشهد حدثاً صاخباً في عالم كرة القدم، تكثر الشائعات والمغالطات بين المتتبعين، ويتم تداولها أحياناً على أنها حقائق، وهذا تماماً ما يحدث الآن بعد رحيل ليونيل ميسي عن برشلونة وانتقاله إلى باريس سان جيرمان.

شاهدنا في الأيام القليلة الماضية العديد من النقاشات حول صفقة ليونيل ميسي، وانتشرت الكثير من المعلومات الخاطئة، أو التحليلات الغير منطقية بتاتاً، وفي هذا التقرير، سوف نحاول توضيح الأمور وكشف هذه المغالطات التي يتم ترديدها بشكل سطحي من قبل البعض:-

الجلاكتيكوس يجلب الدمار دائماً

لا أفهم من الذي صاغ هذا القانون، ومن غير المنطقي بتاتاً التعامل مع هذه الفرضية على أنها أمر مسلم به، لمجرد أن أحد الأندية التي انتدبت نجوم عديدة لم تنجح في تحقيق أهدافها الرياضية، ونتحدث هنا عن ريال مدريد خلال بداية القرن الحالي، عندما قام فلورنتينو بيريز بالتوقيع مع كل من زين الدين زيدان، لويس فيجو، الظاهرة رونالدو، ديفيد بيكهام ومايكل أوين، عدا عن النجوم المتواجدين في الفريق مثل روبيرتو كارلوس، راؤول جونزاليس وايكر كاسياس وغيرهم الكثير.

في الواقع، لا يمكننا قياس فشل ريال مدريد على مشروع باريس الحالي، لأن مشكلة الريال حينها لم تكن بمشروع الجلاكتيكوس بقدر ما كانت أخطاء إدارية من فلورنتينو بيريز، فهناك فارق شاسع بين خط دفاع الفريق الملكي حينها والخط الخلفي في باريس الآن، وهناك فارق كبير أيضاً بين ماوريسيو بوتشيتينو والمدربين الذين أشرفوا على تدريب الريال خلال حقبة الجلاكتيكوس.

قصص سبورت 360

الأكثر غرابة أن البعض يحاول تصوير الأمر وكأننا لم نشهد جلاكتيكوس سوى في ولاية بيريز الأولى مع ريال مدريد، ألم يصنع جلاكتيكوس آخر في ولايته الثانية؟ وحقق خلاله العديد من الألقاب! دعونا فقط نلقي نظرة على تشكيلة الريال في دوري الأبطال خلال الثلاثية التاريخية، وسندرك أننا نتحدث عن أفضل اللاعبين بمراكزهم خلال العقد الماضي وبأفضل مستوياتهم، والأمر نفسه ينطبق على برشلونة خلال فترة بيب جوارديولا، الفريق كان يضم مجموعة كبيرة من لاعبين أصبحوا أساطير لاحقاً، وحققوا جميع الألقاب الممكنة، فإذا لم يكن هذا جلاكتيكوس، فماذا يكون إذاً؟!

فلورنيتنو بيريز سبب رحيل ميسي عن برشلونة

صحيح أن هذه المغالطة مصدرها بعض التقارير الصحفية الإسبانية، وتصريحات لمسؤولين سابقين في برشلونة، لكنها معلومة غريبة جداً، لأن الجميع يعلم منذ عدة سنوات أن برشلونة يعاني من ارتفاع في فاتورة أجور اللاعبين، وعندما حلت جائحة كورونا، أصبح وضع النادي الاقتصادي صعب جداً.

خوان لابورتا لم يضحي بميسي بنصيحة من فلورنتينو بيريز أو من أجل السوبر الأوروبي، ورفضه عرض صندوق (CVC) لم يكن له علاقة برئيس ريال مدريد بتاتاً، وإنما لإدراكه التام أن هذه الصفقة ستقلص حصة برشلونة بنسبة 10% من حقوق البث لمدة 50 عاماً، فأي شخص عاقل كان سيتخذ هذا القرار ويرفض الصفقة، حتى لو كان تكلفة ذلك الاستغناء عن أفضل لاعب في تاريخ النادي.

نقطة أخيرة تبرئ فلورنتينو بيريز من هذه التهمة، وهي أن رئيس ريال مدريد لن يستفيد من رحيل ليونيل ميسي عن الدوري الإسباني، وقد قالها في العديد من المناسبات، أن هذا الأمر سيضر بالبطولة بشكل عام من الناحية التسويقية والإعلامية والجماهيرية، وما يسعى إليه في السنوات الأخيرة هو عكس ذلك تماماً.

الأموال لا تشتري دوري أبطال أوروبا

كذبة أخرى يتم ترديدها بشكل واسع النطاق في الآونة الأخيرة، وفي الحقيقة هي من أسذج ما يقال على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن الاموال هي من جعلت تشيلسي يحقق لقب دوري أبطال أوروبا مرتين في آخر 10 سنوات، فما هو تاريخ البلوز قبل وصول رامون أبراموفيتش؟ ولا أفهم لماذا لا يتحدث أحد عن ذلك، ونردد هذه الجملة فقط عندما يتعلق الأمر بباريس والسيتي.

باريس سان جيرمان وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم قبل الماضي، وكان يفصله عن اللقب تفاصيل صغيرة جداً، كما وصل إلى نصف النهائي الموسم الفائت رغم الطريق الصعب جداً الذي مر به، والأمر نفسه ينطبق على مانشستر سيتي الذي وصل النهائي الموسم الماضي، ولذلك القول أن باريس لن يحقق اللقب لمجرد أنه يملك إرثاً كروياً ويستبدل ذلك بالأموال هي نظرية سطحية إلى أبعد الحدود.

ميسي كان يتظاهر بعدم رغبته بالرحيل

هناك فئة كبيرة مؤمنة أن ليونيل ميسي كان يمثل في المؤتمر الصحفي، وكان قد حسم قراره بالانتقال إلى باريس منذ عدة أشهر، وفي الواقع لا يوجد أي دليل على هذا الكلام، ولا يمكن تفسيره بشكل منطقي بتاتاً.

ميسي نفسه أفصح عن رغبته بمغادرة برشلونة في الصيف الماضي، وبالتالي إن كان يريد فعل ذلك هذا الصيف لما تردد بالإعلان عنه بشكل صريح، ولما قبل بتخفيض راتبه بنسبة 50% مقابل البقاء، أما بخصوص شعوره الآن بالسعادة في باريس، فهذا لا علاقة له بالأمر، هو يشعر بالسعادة لأنه مقتنع أن سان جيرمان هو أفضل الخيارات التي كانت مطروحة عليه بعد أن فشل بالاستمرار في البرسا.