موقع اخبار كورة - أصبح الإسباني سيسك فابريجاس أحد الأسماء البارزة على مقاعد التدريب، لا بفضل اسمه كلاعب فقط، بل بسبب مشروعه المتكامل في نادي كومو الإيطالي، حيث قاد الفريق للهروب المبكر من الهبوط، قبل أربع جولات من نهاية الموسم، ليحتل المركز الحادي عشر، على بعد نقطة واحدة فقط من المراكز العشرة الأولى.

في حوار مع صحيفة "كورييري ديلو سبورت"، كشف فابريجاس عن كواليس تحوله من لاعب إلى مدرب ومستثمر، وتحدث بصراحة عن مستقبله والتأثيرات التي شكّلت فلسفته التدريبية.

من الحلم إلى الواقع.. بوتيرة أسرع من المتوقع

قال فابريجاس في حديثه مع الصحيفة الإيطالية: "كنت أطمح إلى مواصلة اللعب، مع وضع فكرة التدريب في الحسبان. كومو منحني هذه الفرصة. تابعت فريق البريمافيرا عن كثب، وخلال ذلك أنهيت الدورة التدريبية، واشتريت أسهماً في النادي. كل شيء حدث أسرع مما توقعت. وقّعت عقدًا لعامين، وكنت أرغب في اللعب خلال تلك الفترة، لكن بعد السنة الأولى فقدت الرغبة، وتسارعت الأمور نحو التدريب."

كابيلو ونقطة التحول

وأضاف: "بعد التتويج بدوري الدرجة الثانية، تناولت العشاء في ترينتو مع بيتشيا وكابيلو. قال لي كابيلو: ’سيسك، لا يمكنك اللعب بهذه الطريقة بعد الآن، يجب أن تدافع أكثر’. كان يُصر على كلمة ’الدفاع’ مرارًا. بعد تلك الليلة، اقتنعت أكثر من أي وقت مضى بأنني سأتبع فلسفتي الخاصة."

عن كونتي: رسالة لا تُنسى

وأوضح: "أنطونيو كونتي ظاهرة، لا شك في ذلك. هل أستطيع أن أعيش بنفس وتيرته اليومية؟ ربما لا، لكنه ترك أثرًا كبيرًا فيّ. تعلمت منه الكثير، من منهجيته، ومن رسالته الواضحة والمستمرة. أسلوبي يختلف عنه بعض الشيء، لكني أقدّر صراحته وقدرته على قيادة الفريق نحو الهدف."

مورينيو وجوارديولا: هوس الفوز يجمعهما

وأكمل: "أدين بالكثير لمورينيو، وقد قلت ذلك مرارًا. هو وغوارديولا يبدوان مختلفين داخل الملعب، لكن خارجهما يتشابهان: مهووسان بالفوز، يملكان عقلية رائعة وقدرة مذهلة على نقلها للاعبين. أنطونيو كونتي يشبههما من هذه الزاوية أيضًا."

فينجر: المعلم الأول والظل الدائم

واستطرد حديثه: "أرسين فينغر هو أفضل من عملت معه. واليوم، في بداية مسيرتي كمدرب، لا يزال شخصية حاضرة بقوة. يرسل لي رسائل بعد كل مباراة تقريبًا. أتذكر جيدًا كيف كان يتعامل مع اللاعبين الشباب، بأسلوب حديث، وكيف كان يقضي وقتًا طويلًا بعد التدريبات، ويُقدّر كل فرد في الفريق. كان يتحكم في كل شيء بمصداقية مذهلة. ببساطة، كان سابقًا لعصره."

المستقبل: استراحة... ثم التفكير

"لا شيء محسوم بعد. سأحصل على استراحة قصيرة بعد نهاية الموسم، قبل الجلوس مع إدارة كومو. أعتبر نفسي محظوظًا لأن الإدارة هنا لا تتغير حسب النتائج. الحوار دائم. أنا شخص يطالب بالكثير، لأنني تعلمت من كونتي أن المدرب هو من يتحمل المخاطرة الأكبر دومًا. الآن عليّ أن أقيّم الأمور: إلى أين نريد الوصول؟ وكيف؟ ولكن نعم، الأولوية لكومو."

رسالة أنشيلوتي لفابريجاس

وتحدث مدرب كومو عن محادثة مع مدرب ريال مدريد الحالي كارلو أنشيلوتي قائلًا: "لقد أراد أن يأخذني إلى نابولي".

ويعود ذلك حينما كان أنشيلوتي مدربًا لفريق نابولي الإيطالي، وأراد فابريجاس الانضمام للعب معه في صفوف البارتينوبي.

وقاد أنشيلوتي تدريب نابولي في 2018 ورحل عنه في 2019.

العروض والاهتمام: طبيعي ولا مفر منه

وأشار: "من الطبيعي أن أتلقى عروضًا. فرق كثيرة تبحث عن مدرب أو لاعب. الاتصالات تحدث باستمرار. لا أحد يجب أن يُنكر ذلك. حتى دييغو سيميوني، رغم بقائه في أتلتيكو، تلقى العديد من العروض على مر السنين. كل شيء في وقته."

كواليس فشل الانتقال إلى روما وميلان

واختتم:"عندما كنت في تشيلسي، مررت بفترة صعبة. كان كونتي قد وصل وفضّل الاعتماد على كانتي وماتيتش ضمن خطة 3-4-3. لم أكن جيدًا في التعامل مع الموقف. عملت بجهد لأكسب مكانتي. خلال تلك الفترة، تحدثت مع مونشي للانضمام إلى روما، ومع غازيديس بشأن ميلان. كلاهما كانا يرغبان في ضمي."