موقع اخبار كورة - في لحظة طال انتظارها، نجح منتخب مصر تحت 20 عامًا في إعادة البسمة لجماهير الكرة المصرية وكسر حاجز غياب دام 12 عامًا عن المونديال، بتأهله رسميًا إلى كأس العالم للشباب في تشيلي، بعد فوز مثير ومستحق على منتخب غانا بركلات الترجيح في ربع نهائي كأس الأمم الإفريقية.

ما حققه شباب الفراعنة هو أكثر من مجرد تأهل؛ إنه بداية مرحلة جديدة لكرة القدم المصرية، عنوانها الإصرار والعزيمة والثقة بالنفس. هؤلاء الشباب، رغم صغر أعمارهم وقلة خبراتهم، أثبتوا أنهم يمتلكون ما يكفي من الروح والمهارة والقدرة على التعامل مع الضغوط، ليحملوا راية الوطن في أكبر المحافل الدولية.

لقد خاض لاعبو منتخب الشباب مباراة عصيبة أمام خصم قوي وعنيد مثل منتخب غانا، وتمكنوا من التقدم بهدفين ثم عادوا وتحملوا ضغط التعادل واللعب الإضافي، ليصلوا إلى ركلات الترجيح بحالة ذهنية صلبة، تُحسب للجهاز الفني بقيادة الكابتن أسامة نبيه، الذي تعامل بذكاء كبير مع كل لحظة في اللقاء.

ما يميز هذا المنتخب ليس فقط الروح القتالية، بل أيضًا وجود عناصر فنية واعدة يمكن أن تشكل نواة حقيقية للمنتخب الأول في المستقبل القريب. نحتاج فقط إلى استثمار هذا الجيل بالشكل الأمثل، من خلال توفير مباريات ودية دولية قوية، وتجهيز نفسي وبدني شامل قبل خوض منافسات المونديال.

نعم، التأهل وحده لا يكفي. التحدي الحقيقي الآن يبدأ من هذه اللحظة. علينا أن نمنح هذا الفريق كل الدعم الذي يستحقه من اتحاد الكرة، ومن الأندية، ومن الجماهير أيضًا. فكل لاعب يحتاج إلى من يؤمن به، ويمنحه المساحة ليظهر موهبته، ويمنحه الثقة ليستمر في التطور.

من المهم أيضًا أن ندرك القيمة الكبيرة للمشاركة في بطولات كأس العالم السنية، حيث تُصقل شخصيات اللاعبين وتزداد خبراتهم وتكبر طموحاتهم. كما أن هذه البطولات تفتح لهم أبواب الاحتراف الخارجي، وهو ما تحتاجه الكرة المصرية الآن بشدة.

لقد شاهدنا في مباراة غانا روحًا جماعية عالية، وتركيزًا واضحًا، وقدرة على الصمود تحت ضغط. هذه الصفات لا تُشترى، بل تُبنى بالتدريب والثقة والبيئة الداعمة. وقد حان الوقت لنعترف أن مصر تمتلك جيلًا شابًا يستحق الرهان عليه.

في الختام، نرفع القبعة لهذا الجيل الرائع، ونقول لهم: شكرًا لأنكم أعدتم لنا الأمل، شكرًا لأنكم قاتلتم حتى اللحظة الأخيرة، شكرًا لأنكم شرفتم مصر. ونتمنى من كل قلوبنا أن تواصلوا المشوار في كأس الأمم وتقدموا مستوى مشرّفًا في مونديال تشيلي. فأنتم مستقبل الكرة المصرية، وأنتم فخر هذا الوطن.