عودة ميسي لبرشلونة، دع الجماهير تحلم!

غربت شمس الأرجنتيني ليونيل ميسي عن برشلونة بعد 20 عامًا أضاءت فيها قلوب وأرواح الجماهير مع كل لمسة للكرة.

تلك هي سنة الحياة، لا شيء دائم وكل شيء قابل للتعرض للتغيير، حتى تلك الأشياء التي لطالما سلمنا بوجودها وبقاءها.

لم يتصور أحدهم أن يرتدي ميسي أي قميص آخر غير ذلك الخاص ببرشلونة، حتى عندما كنا نسمع عن تهديده بالانتقال لتشيلسي أو لمانشستر سيتي، الجميع كان لديه شبه يقين باستحالة حدوث ذلك.

حتى عندما قدم طلب الانتقال، كان هناك يقين داخل السواد الأعظم من الجماهير الكتالونية أن ذلك الأمر لن يتحقق أبدًا.

لذلك عندما سمعت الجماهير عن رحيله هذا الموسم لم تصدق الأمر، وعاشت في حالة من الإنكار والرفض بالتسليم بالواقع الجديد.

حتى عندما خرج بنفسه وأكد بيان برشلونة وبكى في المؤتمر الصحفي، تشدقت الجماهير بخبر من صحيفة متواضعة وتاريخها المهني أقل بكثير من حجم ما نشرته.

أمل حقيقي، أم محاولة للتجاوز!

نفس تلك الجماهير وقفت بالساعات أمام منزل ليونيل ميسي، تأمل أن تشاهده لآخر مرة قبل السفر لباريس وإتمام انتقاله للعاصمة الفرنسية بعدما سلموا بالأمر الواقع.

لكن حتى بتسليمهم للأمر الواقع لا تكف تلك الجماهير عن الأمل في أن ترى ليونيل ميسي بقميص برشلونة من جديد، ولو لموسم واحد فقط يعتزل بعده في بيته ووسط هؤلاء الذين لم يكفوا يومًا عن الهتاف باسمه.

تحقيق ذلك لن يكون بالضرورة سهلًا، بالرغم من حالة العشق الكبيرة بين ميسي وجماهير برشلونة والتفاهم مع الإدارة حتى بطريقة الخروج تلك.

ربما تكون الجماهير تضع أملها على عودة ميسي في المستقبل حتى تستطيع تجاوز ما حدث، فخروج الأرجنتيني لم يكن سهلًا أبدًا، ولن يصبح كذلك مع الوقت.

عوائق العودة

لو أردنا أن ننظر بعمق في إمكانية عودة ميسي لبرشلونة سنجدها غير واقعية بنفس درجة لعبه بشكل مجاني مع الفريق.

ميسي ربما يكون رحل إلى غير رجعة كلاعب، وعندما يعود لن يكون وقتها لا يزال لاعبًا، ربما كإداري أو فني أو حتى سفير.

البعض قد يقول أنها فقط كلمات تشاؤمية ولا تناسب طبيعة افتتاحية الموضوع التي تتحدث عن أن كل شيء قابل للتغيير.

صحيح كل شيء قابل للتغيير لكن هناك مؤشرات يجب أن ننتبه لها، وأسباب ستجعل عودته كلاعب صعبة للغاية.

شروط فرنسا الجزائية

كما أكدت تقارير عديدة سابقة فالشروط الجزائية لا تتواجد في الدوري الفرنسي، فرابطة الأندية تجرم وجودها في عقود اللاعبين.

لذلك فميسي من المفترض أن يستمر في صفوف باريس سان جيرمان لمدة عامين على الأقل، وقد يكونوا ثلاثة.

إلا لو كان لميسي مخرج ما وبند يسمح له بالرحيل وقتما شاء قبل انتهاء العقد دون شروط جزائية، على أن يفسخ العقد بالتراضي مع إدارة باريس، ومثل ذلك الشرط من السهل للأرجنتيني أن يضعه نظرًا لوضعه ومكانته.

حالة برشلونة دون ميسي

الآن الجميع يتحدث عن كيفية مرور برشلونة من الأزمة الرياضية المنتظرة في غياب ليونيل ميسي، لكن بعد عامين أو ثلاثة لن نسمع تلك الكلمات.

برشلونة بالفعل يملك من الأسماء ما يسمح له بتكوين أحد أقوى الفرق في قارة أوروبا للمنافسة على الألقاب، لكن المشكلة الكبيرة أن ذلك الفريق انتزع منه حجر الأساس الخاص به.

لذلك فإعادة البناء قد تستهلك بعض الوقت والمجهود، ومن غير المعقول بعد أن يعود برشلونة لقوته ولحالته الطبيعية أن يعود ليونيل ميسي ونبدأ في إعادة تشكيل المنظومة من جديد من أجله، حتى لو كان أفضل لاعب في التاريخ، وهو كذلك في نظر أغلب جماهير البلوجرانا وغيرهم.

تجربة رونالدو السابقة

حال أراد ميسي العودة وكانت جماهير برشلونة تريد ذلك هي الأخرى لا يعني ذلك أن إدارة برشلونة ستوافق على هذا الأمر بالضرورة.

سبق ورأينا كريستيانو رونالدو يريد العودة لريال مدريد من جديد في الصيف الجاري، لكن رد فلورنتينو بيريز كان واضحًا للغاية بالرفض القاطع.

لذلك وبالرغم من الاختلافات بين علاقة ليونيل ميسي ببرشلونة ورونالدو بريال مدريد، لا يوجد ضمانات تجعل رغبة ميسي في العودة مجبرة لإدارة النادي.

بيت القصيد

هناك حقائق سيكون على جماهير برشلونة أن تتقبلها حتى تستطيع تجاوز الفترة الحالية، أولها هي أن ميسي رحل عن صفوف فريقهم.

ثانيهم أن الأرجنتيني قد لا يعود كلاعب أبدًا من جديد لبرشلونة، وأن الوداع الأسطوري الذي لطالما حلم به قد لا يتحقق.

ثالثهم أن ميسي الآن يرتدي قميص باريس سان جيرمان، وقد يصبح منافسًا لهم في الموسم الجديد أو القادم وقد يلعب أمامهم ويسجل، ولما لا يحتفل؟!

كل تلك الحقائق نضعها جانبًا ونتحدث عن احتمالية عودته لبرشلونة، كما قلنا في بداية الحديث، كل شيء وارد ولا شيء دائم، لذلك دع الجماهير تحلم!

اقرأ أيضًا