ريال مدريد الجديد مع تشابي ألونسو: حين يتحول التكتيك إلى هوية (تحليل)

كورة بلس 0 تعليق 3 ارسل طباعة تبليغ حذف

موقع اخبار كورة - في ريال مدريد بقيادة تشابي ألونسو، ثمة ما يتجاوز النتائج والأرقام. هناك شعور يتسلل إلى التفاصيل الصغيرة، فكرةٌ تتجذر في قلب كل تمريرة، ووعيٌ جمعي يتشكل في كل حركة على أرض الملعب. الفريق لا يلعب بشكل أفضل فقط... بل يلعب وكأنه يعرف نفسه أخيرًا.

منذ اليوم الأول لتوليه المهمة، أوضح تشابي أن مهمته ليست فنية فقط، بل تتطرق إلى مهمة نفسية أيضًا. لم يحتج المدرب القادم من تولوسا لأكثر من مباراتين ليبدأ التغيير في الظهور. باتت الكرة تتحرك بنيّة مختلفة، واللاعبون ينسجمون بصمت، وكأنهم تدربوا على تلك اللحظات لسنوات. ما بدا ارتجالًا في الماضي، أصبح الآن مدروسًا، ولكل لمسة سبب.

وقال تشابي في تصريحات سابقة له: "نريد أن يشعر المشجعون بالفخر، أن يخرجوا من الملعب وهم مبتسمون".

وأضاف: "إذا أشعلنا تلك الروح، لن يوقفنا أحد، وقد بدأ ذلك فعليًا، الجماهير ترى فريقها يلعب بروح، يتحرك بإيقاع واضح، وفكرة أصبحت جزءًا من شخصيته".

تكتيك متجدد وهوية ثابتة

ألونسو لم يأتِ فقط بنظام لعب، بل بهوية. وهو ما يُعد أعقد ما يمكن غرسه في فريق بحجم وتاريخ ريال مدريد. وسط غرفة ملابس مليئة بالنجوم، نجح في زرع شعور الانتماء إلى فكرة واحدة. جعل كل لاعب يشعر أنه جزء من كيان أكبر، حيث تتلاقى الموهبة مع التضحية، والغريزة مع الانضباط، والحرية مع التنظيم.

الهجوم لم يعد محكومًا بالاجتهاد الفردي، بل حركة جماعية مستمرة لخلق المساحات. فلسفة تشابي الأساسية هي: "يجب دائمًا احتلال المساحات... لكن ليس بالضرورة من اللاعب نفسه كل مرة".

وفي قلب خط الوسط، يقف أوريلين تشواميني، الذي قالها بوضوح: "بفضل ذكاء المجموعة، أصبح لدينا القدرة على التكيّف مع ما يطلبه تشابي".

تشواميني لا يكتفي بأن يكون لاعب وسط، بل هو ترجمان تكتيكي لرؤية المدرب داخل الملعب.

دروس متتالية... وتغيّرات لحظية

أمام بوروسيا دورتموند في ربع نهائي كأس العالم للأندية، جسّد ريال مدريد كيف يمكن أن يتغير التشكيل دون أن يتغير الأداء. عاد الفريق إلى 4-2-3-1، لكن بانسيابية تُظهر الفارق في القراءة والتطبيق. اندمج ترينت في قلب الدفاع إلى جانب روديجر وهويسن، بينما تراجع فالفيردي للسيطرة على انطلاقات أديمي. لم يسدد الفريق الألماني على المرمى حتى الدقيقة 60، في مشهد يعكس نجاح المنظومة في خنق الخصم دون عنف أو فوضى.

في دفاع تشابي، لا يهم عدد المدافعين، بل التمركز والتماسك. الفِكر الدفاعي عنده لا يقوم على التكتل، بل على الفهم: فهم كيفية تقليص المساحات بين الخطوط. الفريق يمكنه أن يبدأ بثلاثة أو خمسة أو أربعة مدافعين، لكن استجابته دائمًا واحدة: وعي جماعي سريع واستجابة فورية.

ما بعد البدايات... وتحديات الاستمرار

رغم البدايات الواعدة، يُدرك تشابي أن الطريق طويل. ستأتي الليالي الصعبة، والمنافسون سيختبرون هذا المشروع الناشئ. لكن ما أصبح غير قابل للتفاوض في ريال مدريد الجديد هو الطريقة. طريقة تقديم الفريق لنفسه، ولعبه، وروحه.

حين يُقنع المدرب غرفة الملابس، وحين يصدق اللاعبون فكرتهم... تصبح اللعبة أكثر من مجرد كرة. تتحول إلى إيمانٍ، إلى قوة لا تُقهر، وهي القوة التي يحاول تشابي ألونسو إشعالها في قلوب الجماهير المدريدية من جديد.

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : كورة بلس , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : كورة بلس مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق