موقع اخبار كورة - في واحدة من أجمل ليالي باريس سان جيرمان الكروية، سطع نجم عثمان ديمبيلي، وقاد فريقه لانتصار تاريخي على ريال مدريد برباعية نظيفة في نصف نهائي كأس العالم للأندية، تأهل بها النادي الباريسي إلى النهائي، مؤكّدًا أن مشواره في البطولة لم يكن صدفة، بل ثمرة عمل واستراتيجية طويلة الأمد، كان من بين ملامحها نصيحة قديمة من لويس إنريكي لم يستفد منها كيليان مبابي، بينما احتضنها ديمبيلي وطبّقها بأفضل صورة ممكنة.
رسالة لمبابي لم تُستوعب.. وفهمها ديمبيلي جيدًا
"في اليوم الذي لا تُسجل فيه، يجب أن تكون أفضل لاعب على الكوكب في الدفاع... عليك أن تُعطي المثل. هذا هو معنى أن تكون مايكل جوردان".
بهذه العبارة القوية، وجّه لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان السابق ولاعب برشلونة والمنتخب الإسباني الأسبق، نصيحة مباشرة إلى كيليان مبابي، حينما كان الأخير لا يزال في صفوف الفريق الفرنسي، إذ ظهرت تلك العبارة في الفيلم التسجيلي الذي عرض على شبكة "موفيستار+" منذ عامين
جاءت هذه الكلمات ضمن وثائقي بعنوان "أنتم لا تفقهون شيئًا" (No tenéis ni puta idea)، وصُورت حينها على أنها صدام بين مدرب جريء ولاعب نجم.
بل إنها كانت محل سخرية من البعض ممن اعتبروا أن إنريكي "تجاوز حدوده" حين تجرأ على مخاطبة لاعب بحجم مبابي بهذه الصرامة.
لكن الزمن كفيل بكشف الصواب.
ديمبيلي يطبّق الرسالة ويُبدع
في مواجهة الأمس، جسّد عثمان ديمبيلي تلك الرسالة داخل المستطيل الأخضر، لم يكتفِ بتسجيل هدف رائع، بل ساهم بضغطه المستمر على دفاعات ريال مدريد في صناعة الهدف الثاني، وظهر بأداء متكامل دفاعًا وهجومًا، جعل الجماهير تشيد بما فعله، وتُعيد تذكر كلمات مدربه.
ديمبيلي، الذي يعرف إنريكي جيدًا منذ أن عملا سويًا في برشلونة، التقط الخيط وفهم أن كرة القدم الحديثة لا تقوم على اللمسات الجمالية فقط، بل على العطاء الكامل طوال 90 دقيقة، داخل وخارج الاستحواذ.
ماذا خسر مبابي؟
منذ انتقال مبابي إلى ريال مدريد، لم يقدم الصورة الكاملة المنتظرة. صحيح أنه سجّل أهدافًا وحقق أرقامًا فردية، لكنه بدا غائبًا دفاعيًا، لا يشارك في الضغط، ولا يغلق المساحات، ما سبّب ثغرة واضحة في أسلوب أنشيلوتي، خاصة عند تواجد فينيسيوس على الجهة الأخرى، الذي يمتلك نفس السمات الهجومية والدفاعية الضعيفة.
مباراة باريس كانت خير دليل. كلما مرّت الكرة من جهة مبابي، كانت الهجمات الباريسية أكثر راحة وسلاسة. أما في الجانب الآخر، فكان ديمبيلي يضغط ويقطع ويركض، ثم يسجل ويصنع.
لويس إنريكي لم يكن يُطلق حديثًا عبثيًا قبل عامين. كان يبني فريقًا قادرًا على اللعب بـ11 لاعبًا عند امتلاك الكرة، و11 لاعبًا أيضًا عند فقدانها. هذه هي فلسفة الكرة الحديثة، التي ربما لم تروق لمبابي آنذاك، لكنها صارت واضحة الآن في ملامح النجم الجديد.
هل يقترب ديمبيلي من الكرة الذهبية؟
الحديث عن "البالون دور" بات منطقيًا. فبعد أن كان مبابي المرشح الأبرز لنيل الجائزة، خاصة بعد رحيله إلى ريال مدريد، بدأ نجم ديمبيلي يلمع بقوة، فنيًا وتكتيكيًا، يملك كل المقومات: السرعة، المهارة، الرؤية، والانضباط.
قالتها صحيفة ماركا الإسبانية: "الكرة الذهبية التي استعصت على مبابي، تقترب من ديمبيلي بفضل إنريكي".
باريس يتفوق بعد رحيل مبابي
وربما المفارقة الأهم أن باريس سان جيرمان تحسّن بعد مغادرة مبابي. لم تعد الجماهير تتحسر على نجمها السابق، بل تستمتع بفريق يلعب الكرة الجماعية، يقاتل بلا كرة، ويتحرك ككتلة واحدة، وهو تمامًا ما افتقده الفريق في وجود مبابي، الذي لم يكن يبذل الجهد الدفاعي المطلوب.
ختمها لويس إنريكي بجملته الخالدة:
"عندما لا تستطيع مساعدتنا بالأهداف، يجب أن تساعدنا بالدفاع. يجب أن تكون الأفضل."
ويبدو أن ديمبيلي سمع الرسالة، ورد عليها بطريقته: على أرض الملعب.
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : كورة بلس , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : كورة بلس مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق