موقع اخبار كورة - كشف كريستيان بلاسكو، الصحفي التابع لـ صحيفة "أس" الإسبانية تفاصيل حوار رفقة الدولي الألماني أندريه تير شتيجن، أوضح خلاله مستجدات الأزمة الأخيرة مع الفريق الكتالوني.

وقال الصحفي في تقرير له عبر "أس": "ما يحدث حاليًا بين مارك-أندريه تير شتيجن ونادي برشلونة هو بكل ما للكلمة من معنى مسلسل درامي طويل، وكالعادة، أصل القصة مع برشلونة دائمًا ما يكون مشاكلهم المالية، التي تعيقهم عن تحقيق متطلبات اللعب المالي النظيف، وبالتالي تسجيل اللاعبين الجدد".

وتابع: "في هذا السياق، ظهرت أمام برشلونة فرصة استثنائية في سوق الانتقالات، خاصة مع تقدم شتيجن وتشيزني في العمر، في المقابل، يبرز خوان جارسيا، حارس مرمى إسبانيول، الذي قدّم موسمًا مذهلًا، وربما كان الأفضل في الدوري.

وأكمل: "برشلونة لا يستطيع أن يفوّت فرصة التعاقد مع لاعب كهذا، خصوصًا وأنه كتالوني، وبسعر 25 مليون يورو، وبالنظر إلى أوضاع السوق حاليًا، فإنها صفقة مغرية، إذًا، يجب إتمام الصفقة مهما كان، لكن، بعد التوقيع، يأتي التحدي في تسجيل جارسيا ضمن قائمة الفريق، تمامًا كما يجب تسجيل لاعبين آخرين مثل راشفورد، وجيرارد مارتين الذي تم تجديد عقده مؤخرًا، وكذلك تشيزني، الذي يواجه نفس التعقيدات مع عقده الجديد".

وتابع: "هنا يبدأ برشلونة في البحث عن حلول للخروج من هذا المأزق. الحل الأساسي يكمن في أن يقوم المدقق المالي "كراو" بالموافقة على صفقة بيع مقاعد كبار الشخصيات في الكامب نو الجديد، وهو أمر لم يحدث بعد. تم وضع مهل زمنية، وكُثر الحديث عن هذا الأسبوع، لكن لا شيء مؤكد حتى الآن.

وبالتالي، على برشلونة أن يبحث عن بدائل أخرى لتوليد "مساحة" مالية تسمح لهم بالتسجيل وفق قوانين اللعب المالي النظيف، وإلا فلن يتمكن أي من اللاعبين الـ 4 من خوض الدوري.

وفي هذا التوقيت بالضبط، يدرك برشلونة أن تير شتيجن بحاجة إلى عملية جراحية بسبب مشكلات قديمة في منطقة "العانة"، كان قد خضع لجراحة سابقة بسببها، لكن لم يتعافَ بشكل كامل. ولذلك، يقرر تير شتيغن إجراء العملية، ويعوّل برشلونة على غيابه لأكثر من أربعة أشهر، مما يسمح لهم — وفق اللوائح — باستخدام 40% من راتبه لتسجيل اللاعبين الآخرين.

وهنا تبدأ الأزمة الحقيقية: تير شتيجن، بشكل منفرد، ينشر بيانًا طبيًا يعلن فيه خضوعه للعملية وأن فترة غيابه ستكون ثلاثة أشهر فقط — يقولها بوضوح في البيان — بينما يحتاج برشلونة إلى أربعة أشهر ليستفيد من النسبة المالية المخصصة.

وذكر الصحفي: "الغضب في برشلونة كان كبيرًا بعد ذلك مباشرة. بدأ النادي بالتحرك: خططوا للتواجد يوم العملية، ولإرسال التقارير الطبية إلى رابطة الدوري، التي هي من يقرر فعليًا مدة الغياب المتوقعة، وإن كانت فعلاً أربعة أشهر أو أكثر، فيحق للنادي الاستفادة من النسبة المذكورة، لكن لتحقيق ذلك، يحتاج برشلونة إلى توقيع شتيجن على الموافقته الرسمية على إرسال التقرير الطبي إلى الليجا، غير أن الحارس الألماني يرى أن النادي تصرف من وراء ظهره، ويعتبر أن ما حصل كان لعبًا غير نزيه، ولم يفهم لماذا لم يتم إبلاغه بالأمر بالشكل الصحيح. ويشعر بأن النادي يحاول التخلص منه فقط من أجل تسجيل خوان جارسيا في الوقت الحالي، ويشعر أندريه بأنه بات وحيدًا في النادي، لذلك، فهو غير مستعد للتوقيع على الأوراق بل ويضع العراقيل أمام النادي، مدافعًا عن حقوقه المهنية، مقتنعًا بأنه سيغيب لثلاثة أشهر فقط، وليس أربعة، وأنه قادر على استعادة مكانه في التشكيلة الأساسية، وهذا ما يسعى إليه بكل تأكيد.

واستكمل بلاسكو: "في الحقيقة الحارس لا يفكر بالخروج من برشلونة حاليًا، رغم أننا في عام كأس العالم، والمدرب الألماني يواخيم لوف أخبره بأنه إن لم يشارك بانتظام خلال الموسم، فربما لن يكون الحارس الأساسي في البطولة وهو أمر مهم جدًا لتير الذي قضى سنوات طويلة في ظل تواجد مانويل نوير.

من جهة أخرى، لا يفهم برشلونة سبب هذا التعنت من حارسه، وهو قائد الفريق يرون أنه كان ينبغي أن يتحلى بعقلية مختلفة، ويقول: "نعم، أنا مصاب دعونا نرسل التقرير الطبي، ومن المحتمل أن تقول الرابطة إن مدة الغياب تزيد عن أربعة أشهر، وبالتالي يمكننا ضمان وجود بديل قوي في المرمى مثل خوان جارسيا وتشيزني، ولا ننسى أن تشيزني أيضًا غير مسجل بعد، وبالتالي لن يتمكن من المشاركة في أول مباراة بالموسم.

في هذا السياق، ينفجر غضب النادي تجاه تصرفات تير شتيجن، ويعتبرون أنها لا تليق بقائد الفريق لدرجة أنهم قرروا سحب شارة القيادة منه، والاستياء في الإدارة بلغ أقصى درجاته بل وتم فتح تحقيق تأديبي بحق الحارس بسبب.
 

كان وقد أصدر مارك أندريه تير شتيجن حارس مرمى برشلونة بيانا يكشف من خلاله تفاصيل الأزمة مع النادي، ويعلن عن استعداده لحلها.

وجاء نص بيان تير شتيجن كالتالي:

وقال الحارس الألماني: "كانت الأشهر القليلة الماضية صعبة للغاية عليّ، جسديًا وشخصيًا. وكأي لاعب، فإن أولويتي دائمًا كانت العودة سريعًا للملاعب من أجل مساعدة الفريق".

وأضاف: "جميع قراراتي الطبية، بما في ذلك الجراحة، اتُخذت بتنسيق كامل مع الجهاز الطبي للنادي، ولم أتخذ أي خطوة بشكل فردي. أرفض تمامًا كل ما قيل عن تقصيري أو غيابي عن الالتزامات".

وبرر تير شتيجن موقفه الرافض سابقًا، مؤكدًا أن كل الإجراءات تمت وفق اتفاق متبادل، وأنه لطالما التزم بقيم النادي، معبرًا عن أسفه لما وصفه بـ"التكهنات والمعلومات غير الدقيقة" التي شككت في التزامه واحترافيته.

وتابع في لهجة تصالحية: "أؤكد من جديد محبتي لبرشلونة وجماهيره، وسأبذل قصارى جهدي للعودة والمنافسة بأفضل حال، وأنا مستعد للتعاون لحل هذا الملف بالكامل".

يأتي بيان تير شتيجن بعد يوم واحد فقط من إعلان النادي رسميًا سحب شارة القيادة منه وفتح إجراءات قانونية، في خطوة فُسّرت كتصعيد داخلي غير معتاد في أروقة "كامب نو". إلا أن التراجع الواضح في لهجة الحارس وعودته للحوار قد يفتحان الباب لحل الأزمة في الأيام المقبلة.