موقع اخبار كورة - "مصر في كأس العالم".. الجملة التي يتمنى الشعب المصري كله أن يسمعها، بعد مباراة الفراعنة ضد بوركينا فاسو، بالجولة الثامنة، ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.

وتدخل مصر الجولة الثامنة وهي متصدّرة المجموعة الأولى برصيد 19 نقطة، مقابل 14 نقطة لبركينا فاسو قبل اللقاء الحاسم في ستاد 4 أغسطس بواجادوجو، والفوز يمنح مصر بطاقة التأهل المباشر للمونديال. 

الخط الأمامي.. تنوّع حلول وفعالية حاسمة

صلاح… القائد والرافعة التهديفية

محمد صلاح يتصدّر قائمة هدّافي المجموعة بأهدافه في التصفيات الجارية، ووصل رقمُه القياسي إلى 18 هدفًا في تاريخ تصفيات كأس العالم مع مصر؛ ما يعكس قدرة اللاعب على صناعة الفارق في المباريات الكبيرة تحت الضغط. هذا الإرث التهديفي، إلى جانب خبرته الأوروبية، يمنح مصر أفضلية في مواجهة دفاعات متمرسة. 

أجنحة مُخيفة في التحولات

وجود ثنائي السرعة والاختراق عمر مرموش ومحمود حسن "تريزيجيه" يمنح مصر زخمًا قويًا في المرتدات والأنصاف مساحات، خصوصًا خلف الظهيرين. 

الثنائي سجّل وشارك مباشرة في الأهداف بالمباراة الأخيرة، ما يرفع الثقة قبل لقاء واجادوجو. 

عرضيات وجودة كرات ثابتة

مع صانع اللعب/الجناح أحمد سيد "زيزو"، تملك مصر جودة إرسال كرات عرضية وركلات ثابتة دقيقة، وهو سلاح مهم خارج الأرض حيث قد تقل فرص البناء من العمق تحت ضغط الجمهور. 

أسماء التشكيل الأساسي الأخيرة دعمت هذا التناغم (صلاح، زيزو، مرموش، تريزيجيه، وأسامة فيصل رأس حربة متحرك). 

تنويع الشكل الهجومي

مرونة التحول بين 4-2-3-1 و4-1-4-1 (كما ظهر في لقاء إثيوبيا) تُسهّل على حسام حسن إدارة الإيقاع: كتلة أعلى عند الضغط، وعدّاد سريع عند الارتداد، مع إبقاء صلاح أقرب لمناطق الحسم. 

خلاصة المحور: مصر تمتلك مزيج "هداف تاريخي + سرعة على الأطراف + ثبات في الكرات الثابتة"، وهي وصفة مثالية لمباراة خارج الديار تُحسم غالبًا بتفصيلة.

القوة الدفاعية – صلابة أرقامًا وتنظيمًا

منظومة تتنفّس "كلين شيت"

أداء مصر الدفاعي تحسّن بوضوح: تقارير ما قبل وبعد مباراة إثيوبيا تشير إلى سلسلة شباك نظيفة متعددة وأقل من هدف مُستقبَل في أغلب المباريات خلال التصفيات، وهو ما يشي بانضباط المسافات بين الخطوط وحُسن التغطية الجانبية. 

عمق قوام خط الظهر

القائمة الأخيرة ضمّت قلوب دفاع وأطرافًا جاهزة بدنيًا (محمد هاني، رامي ربيعة، خالد صبحي، محمد حمدي… إلخ). هذا العمق يسمح بتعديلات فورية حسب مجريات اللقاء، خصوصًا ضد أطرافٍ سريعة لبركينا فاسو.

التعامل مع مفاتيح بوركينا

أخطر أسلحة "الخيول" تتمثل في لاسينـا تراوريه ودانجو أواتارا (فاعلية تهديفية بارزة في المجموعة). تحضير مصر للمباراة يجب أن يركز على إغلاق الإرساليات الأولى ومنع عزل قلوب الدفاع في مواقف 1 ضد 1. الأرقام تؤكد خطورتهما. 

سيطرة على المربع الذهبي أمام المنطقة

وجود حمدي فتحي كلاعب ارتكاز يُقلّل المساحات أمام قلوب الدفاع ويكسر خط التحضير للخصم، وهو ما ظهر بوضوح في مباراة إثيوبيا حيث تم خنق بناء اللعب الثاني ومنع التسديدات النظيفة من العمق. 

خلاصة المحور: توازن الكتلة، وعدد الكلين شيت، والقدرة على إطفاء مفاتيح الخصم الهجومية… كلّها مؤشرات تُرجِّح كفّة مصر إذا حافظت على الانضباط 90 دقيقة.

محمد الشناوي – ثِقل الخبرة وهدوء القرار

حارس "مباراة كبيرة"

الشناوي يحضر بقوة في المواعيد الحاسمة: كان أساسيًا في الفوز على إثيوبيا وخرج بشباك نظيفة، ويملك خبرة دولية وقارية كبيرة مع المنتخب والأهلي تُترجم في إدارة الوقت والمخاطرة تحت ضغط جماهيري. 

أرقام تدعم الثقة

مؤشرات الأداء الحديثة تُبرز معدل تصديات جيّد واستقرارًا في نسب المحافظة على الشباك على مستوى النادي والمنتخب، وهو ما يعزّز ثقة الخط الخلفي في المواقف المعقّدة داخل المنطقة الصغيرة وعلى العرضيات. 

بداية الهجمة من القفّاز

نقطة تفوّق إضافية: توزيع الشناوي بالقدم الأولى والثانية لبدء التحولات السريعة نحو صلاح/مرموش بعد الكرات الملتقطة، وهو تفصيل مهم خارج الأرض حين تكون المساحات خلف دفاع الخصم أوسع.

خلاصة المحور: وجود الشناوي كـ "مُدير مخاطر" من آخر خط يوفّر لمصر طبقة أمان إضافية، ويحوّل التصدي الواحد إلى هجمة واعدة في الثانية التالية.

هوامش تكتيكية قد تحسم اللقاء

السيناريو البديل: إذا اندفع بوركينا فاسو مبكرًا بدافع ضرورة الفوز، فالتراص 4-1-4-1 مع إسناد ظهيري الجنب وتثبيت صلاح/مرموش على الكتف البعيد قد يفتح مساحات قاتلة في التحولات. 

انضباط الكرات الثابتة: بوركينا فاسو خطيرة بدنيًا (سجّلت بغزارة في آخر جولة)، ما يستدعي تركيزًا مضاعفًا في الرقابة بالرأس والكرة الثانية. 

إدارة الإيقاع والزمن: دقّة التبديلات بين الدقيقة 60–75 (تعزيز الارتكاز بلاعب شرس + جناح جديد للمرتدة) قد تكون الفارق بين نقطة وثلاث.