موقع اخبار كورة - تزينت أروقة ملعب "سانتياجو برنابيو" في مدريد، مساء الجمعة، بحفلٍ استثنائي لتسليم جائزة الحذاء الذهبي لعام 2025 إلى النجم الفرنسي كيليان مبابي، بعد تصدره قائمة هدافي الدوريات الأوروبية برصيد 31 هدفًا في الدوري الإسباني خلال موسمه الأول بقميص ريال مدريد.

الحفل، الذي نظمته شبكة يوروبيان سبورتس ميديا (ESM)، شهد حضور رئيس النادي فلورنتينو بيريز، ومدرب الفريق تشابي ألونسو، وكامل اللاعبين، في أجواء احتفالية تعكس المكانة التي بات يحتلها مبابي داخل جدران النادي الملكي.

حديث بيريز عن مبابي

بدأ الحفل بكلمةٍ مؤثرة من فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، الذي أشاد بلاعبه الفرنسي قائلاً: "عزيزي كيليان، هذا الحذاء دليل على التزامك بكرة القدم وشغفك بها. أنا فخورٌ جدًا بوجود لاعبٍ مثلك يمثل قيم نادينا العريق."

وأكد بيريز أن الجائزة ليست سوى حافز جديد لمبابي لمواصلة مسيرته الناجحة، مضيفًا: "لقد فزت معنا بكأس السوبر الأوروبي وكأس الإنتركونتيننتال، وسجلت 44 هدفًا في جميع المسابقات. هذه أفضل بداية تهديفية في مسيرتك، ونحن نثق أنك ستواصل كتابة التاريخ بهذا القميص."

أول تعليق من كيليان مبابي

من جانبه، أعرب مبابي عن سعادته الكبيرة بهذا التكريم، ووجّه الشكر إلى زملائه وجهازه الفني، قائلاً: "هذه الجائزة ليست لي وحدي، بل لكل زملائي الذين ساعدوني على تقديم أفضل نسخة من كيليان. اللعب لريال مدريد كان حلم طفولتي، وآمل أن أواصل الفوز بهذه الألقاب لسنوات قادمة."

وأضاف مازحًا أثناء كلمته: "سأتحدث بالإسبانية لأن الفرنسيين فقط من سيفهمونني لو تحدثت بلغتي!"

وختم قائلاً بابتسامة: "آمل أن أفوز مجددًا العام المقبل، لقد بدأت الموسم بشكل جيد، لذا... سنرى!"

لحظة تاريخية في البرنابيو

شهد الحفل حضور أكثر من 200 شخص من كبار الشخصيات والصحفيين واللاعبين، وسط تصفيق حار عندما تسلّم مبابي الجائزة ورفعها عاليًا أمام زملائه في الفريق. كما التقط الجميع صورة جماعية ختامية للمناسبة، التي أعادت لريال مدريد بريق الحذاء الذهبي بعد غيابٍ دام عشر سنوات.

الحذاء الذهبي.. كيف يُحسب؟

تُمنح الجائزة من قِبل مؤسسة European Sports Media منذ عام 1997 لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية، باحتساب عدد الأهداف مضروبًا في معامل قوة الدوري.

فالدوريات الكبرى (إسبانيا، إنجلترا، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا) تحتسب أهدافها بمعامل ×2، بينما الدوريات المتوسطة بمعامل ×1.5.

ورغم تسجيل فيكتور جيوكيريس 39 هدفًا في الدوري البرتغالي، فإن معامل الدوري (1.5) جعله خلف مبابي، الذي جمع 62 نقطة، متفوقًا أيضًا على محمد صلاح (58 نقطة).

على خطى كريستيانو

بانضمامه إلى قائمة الفائزين بالحذاء الذهبي، أصبح مبابي ثالث لاعب في تاريخ ريال مدريد يحقق هذه الجائزة، بعد المكسيكي هوغو سانشيز (1989-1990) والبرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي حصدها ثلاث مرات بقميص الميرنجي.

ورغم أن مشوار مبابي لا يزال في بدايته داخل البرنابيو، إلا أن أرقامه تُنذر بعهدٍ جديد من الهيمنة التهديفية؛ إذ سجل 60 هدفًا في 72 مباراة بقميص ريال مدريد، بمعدل 0.83 هدفًا في المباراة، بينما يبلغ معدله الحالي هذا الموسم 1.23 هدفًا — أعلى من معدل رونالدو التاريخي (1.02 هدفًا في المباراة).

بحصوله على الحذاء الذهبي، وضع كيليان مبابي بصمته الذهبية في تاريخ ريال مدريد، وأثبت أنه ليس مجرد نجم جديد في سماء البرنابيو، بل قائدٌ فعليٌ لعصرٍ جديد من المجد الملكي.

من الواضح أن هذه لن تكون الجائزة الأخيرة في مسيرته، بل مجرد بداية لمسارٍ مليء بالألقاب والأرقام القياسية.